أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن عدد النازحين داخل الأراضي السورية بلغ نحو أربعة ملايين، فيما تطالب واشنطن بتسريع المساعدات الإنسانية. وقالت مسؤولة الاتصال الإقليمية في المفوضية، ريم السالم، في رسالة إلكترونية من بيروت، إن الأرقام السابقة لبرنامج المساعدة الإنسانية لسورية "لم تعد تعكس الوضع المتغير بسرعة". وأضافت "إن الأممالمتحدة تعمل مع شركائها على إعادة النظر في الأرقام والحلول الواجب تقديمها قبل نهاية العام. ويضاف الأربعة ملايين نازح إلى نحو مليون و200 ألف لاجئ أجبروا على مغادرة بلدهم إلى الدول المجاورة في كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق، حسب المفوضة العليا للاجئين. ويعني هذا أن ربع السوريين البالغ عددهم نحو 22 مليونا أجبروا على ترك منازلهم، واللجوء إلى أماكن أخرى داخل أو خارج سورية. ومن شأن حدة الأزمة أن تؤدي إلى قلة في موارد المساعدات التي تقدمها الأممالمتحدة ومنظمات إنسانية ودول مانحة. من جهتها قالت المسؤولة الأميركية لشؤون اللاجئين في وزارة الخارجية الأميركية كيلي كليمنتس: "ليس العنف وحده هو الذي يدفع الناس إلى الهرب، بل هناك أيضا تراجع مستوى المعيشة وانقطاع الخدمات العامة وعدم قدرة الأطفال على التوجه إلى المدارس". وبسبب حدة المعارك تراجع عمل الأجهزة الصحية فيما أغلقت مدارس أو متاجر أبوابها، ما ترك السوريين دون موارد. ومن تمكن من النزوح قد رحل، فيما اضطر كثيرون لتغيير أماكن إقامتهم مرتين أو ثلاث مرات. وقدمت الولاياتالمتحدة منذ عامين 385 مليون دولار كمساعدات إنسانية إلى سورية بينها 216 مليونا للنازحين بالداخل. كما ساهمت واشنطن مع برنامج الأغذية العالمي في تقديم الطحين، كي تتمكن الأفران في حلب من العمل، وبالتالي مساعدة 210 آلاف سوري على مدى خمسة أشهر. وقالت نانسي ليندبورج من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "بصراحة التحدي الأكبر أمامنا هو التمكن من الوصول بشكل أفضل" للنازحين لتقديم المساعدة. ووعد المانحون خلال مؤتمر عقد في الكويت في نهاية يناير الماضي بتقديم أكثر من مليار ونصف مليار دولار للاجئين والنازحين. إلا أن نحو ثلث هذا المبلغ قدم حتى الآن. وقالت كليمنتس: "لقد تجاوزنا الاحتياجات التي كانت واردة في ذلك النداء لجمع الأموال". وفي سياق متصل، أفاد المتحدث الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود أمس، أن نحو 35 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلدهم منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011. وقال إن "الجهات المعنية وعلى رأسها الأمن العام وحرس الحدود، أمنت الخميس عودة نحو 2500 لاجئ من مخيم طواعية إلى بلدهم بناء على طلبهم". وأوضح الحمود أن "عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين وصل إلى قرابة 335 ألفا، فيما ينتظر 57 ألفا تسجيلهم".