توقع رئيس الحكومة الأردنية المكلف عبدالله النسور أن يصل عدد النازحين السوريين إلى الأردن في غضون الفترة المقبلة قرابة مليوني نازح، فيما حذر المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس من «تفجر» الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط نتيجة استمرار الصراع في سورية. وأبلغ النسور كتلاً برلمانية ونواباً مستقلين أثناء مشاورات مغلقة خاصة بتشكيل الحكومة الجديدة أمس أن «سورية تتجه نحو الكارثة، والأردن سيكون المتضرر الأكبر». وأضاف وفق ما نقل عنه بعض النواب المشاركين في المشاورات ل «الحياة»: «سيكون هناك مزيد من النازحين السوريين في المنطقة (...) الكارثة السورية ستدفع قرابة 4 ملايين سوري إلى النزوح، وقد تكون حصة الأردن من هؤلاء قرابة مليونين، لذا علينا التفكير بخطوات عملية لتسريع حل الأزمة سياسياً». وتابع: «نحتاج إلى معونات كبيرة يتوجب على المجتمع الدولي توفيرها، لمواصلة استقبال الأفواج التي لم نعد نقوى على التعامل معها». وحذر من أن «الأيام المقبلة ستكون صعبة على سورية كما الأردن، ولن نستطيع رد أي نازح لأسباب جلها إنسانية وقانونية». وأعلن الأردن أنه تسلم أمس آليات عسكرية من حكومة كندا بهدف مساعدته على التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين. إلى ذلك، حذر انطونيو غوتيريس المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين، خلال مؤتمر صحافي في عمان أمس من أن مواصلة الصراع في سورية «قد يشكل تهديداً هائلاً لمنطقة الشرق الأوسط وللسلام والأمن فيها وإلى ما هو أبعد من ذلك». وأضاف أن استمرار الأزمة في سورية «سيؤدي إلى نتائج وخيمة، وسيعمل على تفجر المنطقة». وحض «أولئك الذين تقع على عاتقهم المسؤولية السياسية في العالم لبذل كل ما يمكن لإيجاد الحل السياسي عاجلاً وليس آجلاً، وإن لم يحدث ذلك سنواجه سيناريو كارثياً وقد يمتد هذا الصراع بسهولة». ودعا المجتمع الدولي إلى «إقرار مساعدات استثنائية لدعم الضحايا السوريين والدول التي استقبلتهم». وأعلنت المفوضية الأحد أن عدد اللاجئين السوريين تخطى عتبة المليون مع مرور عامين على الأزمة في سورية محذرة من أن هذا العدد مرشح للارتفاع مرتين أو ثلاث مرات مع نهاية السنة عما هو عليه الآن إن لم يتم وضع حد للأزمة. وأوضح غوتيريس أن «هذا أمر لن تستطيع الدول المضيفة ولا المنظمات الإغاثية أن تتعامل معه، إلا إن حصلت على دعم أقوى بكثير من المجتمع الدولي». وأشار إلى أن الأردن يستضيف الآن نحو 450 ألف لاجئ سوري، داعياً إلى تقديم المزيد من الدعم للمملكة. في غضون ذلك، قال الناطق الأردني لشؤون النازحين السوريين أنمار الحمود ل «الحياة» إن سلطات بلاده «بدأت العمل مع منظمات إغاثة دولية لإنشاء مخيميْن جديديْن أحدهما في منطقة مريجيم الفهود قرب مدينة الزرقاء (20 كلم شرق عمان)». وتابع: «أعداد النازحين وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وعند وصول الرقم إلى 660 ألفاً (11 في المئة من نسبة سكان المملكة) ستبلغ كلفة الاستضافة على الحكومة الأردنية مباشرة قرابة 450 مليون دولار». وقال ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن أندرو هاربر ل «الحياة» إن المفوضية «تعزز الخدمات والدعم» ولكنه اعترف بحجم الأعباء الملقاة على عاتقها. وأشار إلى أن هناك 10 بلدات تتبع مدينة درعا السورية «هجرت عن بكرة أبيها وقرر سكانها النزوح إلى الأردن». في غضون ذلك، زار (أ ف ب) ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وزوجته كاميلا الأربعاء مخيم حدائق الملك عبد الله الذي تديره الأممالمتحدة قرب الحدود مع سورية والذي يستضيف نحو ألف لاجئ سوري فروا هرباً من النزاع المسلح في بلدهم. وأفاد مصدر حكومي أردني أن «مسؤولين تابعين لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أطلعوا الأمير تشارلز وزوجته كاميلا عن وضع اللاجئين».