بعدما تزايدت الوفيات في اللعبة الرياضية (الملاكمة) قام المختصون بإجراء إحصائية للجولات التي تحدث فيها الوفيات، فوجدوها قد حدثت في الجولات الثلاث الأخيرة (الثالثة عشرة، الرابعة عشرة، والخامسة عشرة) فقاموا بإلغاء تلك الجولات واقتصرت مباريات الملاكمة على اثنتي عشرة جولة فقط، وقد وفقوا في ذلك، فلم تسجل وفيات بعد اعتماد ذلك القرار. لا أدري لماذا تذكرت هذه المعلومة عندما كنت أتبادل الحديث مع اثنين من أشقائنا العرب، أحدهما مصري الجنسية والآخر يمني الجنسية، فقد اتفقا على أن السنوات العشر الأولى من حكم قيادتيهما السابقتين (حسني مبارك وعلي عبدالله صالح ) كانت سنوات ازدهار في كل المجالات حتى في تطبيق القانون في تلكما الدولتين، بعدها بدأ الترهل والتخبط ظاهراً في قراراتهما، وبدأ تبادل اللكمات بين الشعبين وحكومتيهما. وبما أن الأمم لا تموت، فقد كان حتماً أن تكون الحكومات هي التي تتلقى الضربة القاضية. ومع أني لست مطلعاً على كل أنظمة الدول المتقدمة (العالم الأول) لكني لا أعلم أن أياً من تلك الأنظمة يسمح لحاكم أو حكومة بالبقاء مدةً تزيد عن اثني عشر عاماً، إذاً فهم قد تنبهوا لتلك الملاحظة وألغوا سنوات الحكم الفاسدة من لعبة السياسة (القذرة)، كما فعل المختصون مع جولات اللعب القاتلة في لعبة الملاكمة (النبيلة).