ودعت فرنسا الأربعاء الماضي الكاتب ستيفان هيسيل، أنشط الحقوقيين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، عن عمر يناهز الخامسة والتسعين. وكان هيسيل الذي عرف بكونه من أهم المدافعين عن القضية الفلسطينية ضمن طريق كفاحه الطويل في مجال حقوق الإنسان، قد أصدر آخر كتبه في العام 2010 تحت عنوان "استنكروا" الذي بيعت منه ملايين النسخ وترجم إلى العديد من اللغات. وناضل بقوة من أجل نيل الفلسطينيين حقوقهم، وكان من أبرز المدافعين عن إعلان دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، و تسببت مواقفه هذه في مواجهته لانتقادات متواصلة من بعض المثقفين اليهود أو المثقفين المؤيدين للسياسة الإسرائيلية بمعاداة السامية. ونعت وزارة الثقافة الفرنسية رحيله بالإعلان عن فقدان فرنسا (كاتبا مبدعا وناشطا رائعا حتى نهاية حياته. فهو لم يتردد يوما في الوقوف والدفاع عن المهمشين أو الذين يعانون بأي نوع من التمييز). كما قدمت منظمة اليونسكو العزاء لرحيل الكاتب والمناضل ضمن العديد من المنظمات والجمعيات الحقوقية، حيث عبرت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا باسم أسرة اليونسكو كاملة، أعضاء وموظفين، عن حزنها وأساها الشديدين لوفاة السفير ستيفان هيسيل. وقالت بوكوفا إن "ستيفان هيسيل يمثل أحد أعظم المدافعين عن حقوق الإنسان والتسامح والعيش المشترك في القرن العشرين. إن قوة ووضوح رؤيته حول مكانة وحقوق كل امرأة ورجل في مجتمعاتنا كانت مصدر وحي لنا ومثالا احتذيناه". كما أشارت إلى القناعات الخاصة التي ارتكز عليها هيسيل في حياته وفي أعماله، وهي التي ألهمته خلال المناصب والأدوار العديدة التي تقلدها في الأممالمتحدة، بداية بصياغة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان. وأضافت بوكوفا أنه: "مع رحيل ستيفان هيسيل، خسر العالم أحد أقوى أصوات حقوق الإنسان وأكثرها التزاما، وأحد أكبر المدافعين عن السلام وقضايا الأممالمتحدة – في هذه الظروف الصعبة، يبقى إرثه صامدا وتظل رسالته قوية كما كانت دوما". وكان آخر لقاءات هيسيل هي المقابلة التي أجراها مع منظمة اليونسكو في الحادي عشر من ديسمبر من العام المنصرم، والتي سلط فيها هيسيل الضوء على التحديات التي يواجهها العالم، وخلالها قال: من دون الاستخفاف بالمنجزات التي تم تحقيقها حتى اليوم، يجب بذل المزيد من الجهود لكي يتمكن النساء والرجال والأطفال الذين يعيشون والذين يتواصلون معا من أن يصبحوا مواطنين عالميين حقيقيين يعيشون باحترام متبادل، وهو الأمر الأساسي لحياة جيدة". وفي هذا الإطار، أشار هيسيل أيضا إلى دور اليونسكو: "في وقت يبدو فيه بناء السلام في عقول البشر وهو أحد أهداف اليونسكو، أمراً صعب التحقيق، يمكن من خلال التعليم أن نواجه هذه التحديات الحالية". يذكر أنه، في العام 2008، نال هذا الناشط الاستثنائي جائزة اليونسكو/ بيلباو لنشر ثقافة حقوق الإنسان. وتميز بالتزامه مع اليونسكو بالاستمرارية، بما في ذلك الاحتفال بالعقد الدولي لنشر ثقافة السلام واللاعنف بين أطفال العالم، بقيادة اليونسكو.