دعا زعيم حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض في السودان حسن الترابي أطياف المعارضة كافة لإجراء إصلاحات متوازية مع عملية التغيير، استعداداً لاستلام مقاليد الحكم في البلاد لضمان عدم حدوث فوضى قد تطيح بمستقبل السودان. وقال إن الحكومة "تترنح وآخذة في التهاوي والانهيار والاعتلال". وأضاف "حزب المؤتمر الوطني الحاكم يمضي إلى زوال مهما طغى" مؤكداً استمرار المعارضة في تعبئة الشعب لإسقاط النظام وبناء الدولة التي تعقب عملية التغيير. من جهة أخرى تنطلق اليوم جولة مفاوضات حاسمة بين دولتي السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تسبقها اجتماعات اللجان الفنية للآلية السياسية المشتركة لبحث تنشيط وتنفيذ الاتفاقات الأمنية من لجان مراقبة وتفعيل اللجنة الخاصة وإنشاء المنطقة المنزوعة السلاح، وأكدت مصادر رسمية أن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين سيقود الوفد الحكومي. وتستكمل اجتماعات اللجنة الأمنية، حسب المصادر، النقاش حول مصفوفة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين في سبتمبر الماضي والمتعلقة بالقضايا محل الخلاف. ومن المقرر أن تعقب اجتماعات الآلية السياسية اجتماعات مختصة باللجنة العليا للمفاوضات في التاسع والعاشر من مارس الحالي. إلى ذلك أكدت الخرطوم أنها ستطلب رسمياً من الأممالمتحدة منع دولة الجنوب من دعم المتمردين بعد صدور تقرير أممي أكد إيواء جوبا لحركة العدل والمساواة وإقامة قاعدة عسكرية لها تضم 800 مقاتل. وقال مندوب السودان لدى الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي إن ما أورده فريق العقوبات بمجلس الأمن الدولي من تأكيدات بإيواء حكومة الجنوب حركة العدل والمساواة، ووجود قوات الجيش الشعبي في عدد من المواقع السودانية، يعتبر الوثيقة الأولى التي تصدر من الأممالمتحدة، وتطابق ما ظل يطالب به السودان حكومة دولة الجنوب، برفع يدها عن الحركات المسلحة ودعم المتمردين. في سياقٍ متصل نفت روسيا مد الحكومة السودانية بأسلحة لاستخدامها في الحرب الدائرة في إقليم دارفور، وذلك في أول تعليق رسمي على تقرير لجنة العقوبات بالأممالمتحدة التي اتهمتها بخرق العقوبات الدولية على السودان. وأعلن السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، أن الخرطوم تعهَّدت عند شراء هذه الأسلحة بعدم استخدام العتاد العسكري الذي تشتريه من موسكو في عملياتها ضد المتمردين في إقليم دارفور. وقال: "إذا كان هذا صحيحاً فإنه انتهاك لضمانات رسمية أعطيت لنا". وأضاف أن بلاده ستحقق في هذا الأمر لمعرفة مدى صحته.