أعلنت الحكومة السودانية أمس، أنها ستطلب رسمياً من الأممالمتحدة حسم موضوع دعم دولة جنوب السودان للمتمردين السودانيين بعد صدور تقرير أممي يؤكد إيواء جوبا لحركة العدل والمساواة الدارفورية، وإقامة قاعدة عسكرية لها تضم 800 مقاتل. وقال مندوب السودان لدى الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي، إن ما أورده فريق العقوبات في مجلس الأمن الدولي من تأكيدات بإيواء حكومة الجنوب لحركة العدل والمساواة، ووجود قوات الجيش الشعبي في عدد من المواقع السودانية، يعتبر الوثيقة الأولى التي تصدر من الأممالمتحدة، وتتطابق مع ما ظل يطالب به السودان حكومة دولة الجنوب، برفع يدها عن الحركات المسلحة ودعم المتمردين. وأضاف أن ما جاء في تقرير لجنة العقوبات بهذا الشأن يعتبر نتيجة للشكاوى التي ظلت تقدمها بعثة السودان لمجلس الأمن، حول تجاوزات حكومة جوبا. وكشف مندوب السودان أن بعثة السودان ستطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات واضحة للضغط على حكومة الجنوب، لوقف دعمها للحركات المتمردة. الى ذلك تستأنف اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان المفاوضات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم ووصل بعض أعضاء وفدي التفاوض إلى أديس أبابا أمس، تمهيدا لانطلاقة المباحثات بين البلدين برئاسة وزيري الدفاع. وأعلنت الوساطة الإفريقية برئاسة رئيس جنوب إفريقيا الأسبق ثامبو امبيكي اكتمال كافة الاستعدادات من جانبها باعتبارها الجهة التي دعت لعودة المفاوضات بين الخرطوموجوبا في أديس أبابا وكانت المفاوضات علقت في فبراير الماضي نتيجة خلافات بين الجانبين. وتم الاتفاق علي استئناف المفاوضات بعد جولة قام بها المبعوث الأممي السفير “هيلي مغزيوس” إلى السودان وجنوبه، والتقى خلالها بالرئيس عمر البشير، والرئيس سفاكير ميارديت. وسلم مغزيوس الرئيسين رسالة خطية من الوسيط الإفريقي ثامبو امبيكي تتضمن مقترحات لتجاوز نقاط الخلاف حول المسائل العالقة بينهما خاصة في ملف الترتيبات الأمنية الذي أدى إلى توقف المفاوضات. في سياق آخر قال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي، إن أوضاع الحريات في البلاد وصلت إلى أسوأ حالاتها مقارنة مع نظام مايو، ورأى أن النظام اعتل وبدأ يتهاوى، ونصح المعارضة بالعمل على إصلاحات متوازية مع عملية التغيير لضمان عدم حدوث فوضى تطيح بمستقبل البلاد. وقال الترابي أمس، إن حزب الرئيس عمر البشير إلى زوال، مؤكدا استمرار تحالف المعارضة في تعبئة السودانيين لإسقاط النظام وبناء الدولة التي تعقب عملية التغيير، وقال إن توحد السودانيين أولوية وغاية يجب أن تصر عليها المعارضة بشدة، قائلا إن الفاسدين تطاولوا في البنيان و”لكن ثورة أكتوبر أتت بغتة واقتلعت الشمولية”. وقال إن الحكومة أضحت تزج بمعارضيها في السجون لكنهم سيعودون أكثر شدة وقوة لاقتلاعها. الخرطوم | فتحي العرضي