أثار دفن سيارة بجوار صاحبها في مقبرة شرورة (350 كم عن مدينة نجران) جدلا اجتماعيا، وذلك بعدما تقدم أهالي أحد الموتى في حادث مروري مروع بطلب رسمي لدفن السيارة التي شهدت الحادث بجوار جثة ابنهم، وهو الإجراء الذي وافقت عليه بلدية المحافظة حيث منحت أهالي المتوفى تصريحا رسميا يقضي بدفن السيارة مع صاحبها، في واقعة ربما تعد الأولى من نوعها. وأكد مصدر ل"الوطن" أمس أن بلدية شرورة وافقت على دفن السيارة الأسبوع الماضي بعد ثلاثة أيام من دفن جثة صاحبها استجابة لطلب أهالي المتوفى نظرا لاختلاط أجزاء من جسد ابنهم بحديد السيارة من نوع "هونداي" إثر حادث مروري مروع على طريق "نجرانشرورة". وأشار إلى أن الموافقة جاءت بعد خطاب من المرور يفيد بعدم الممانعة في دفن السيارة، مبينا أن البلدية راعت الجانب الإنساني في الموافقة بعد إصرار الأهل، حيث تم الدفن في زاوية أخرى للمقبرة. من جانبه، أكد الداعية بفرع وزارة الشؤون الإسلامية، وإمام وخطيب جامع آل عبدالله بشرورة الشيخ طالب بن أحمد الهمامي ل"الوطن" أمس، تبنيه للقضية في جانب الرافضين لدفن السيارة في المقبرة، مشيرا إلى أن دفن السيارات في مقابر المسلمين أمر مستنكر، وأنه لم يحدث من قبل كون ذلك سابقة لم يسمع بها. ولفت إلى أن الدفاع المدني قص أجزاء السيارة لاستخراج أشلاء المتوفى، أما الدم أو الجلد فلا يقبر. وأضاف أنه في حال أصر أهل الميت على الدفن، فالرمال والصحاري أولى وليست المقبرة، وأنه سيتواصل مع محافظ شرورة ورئيس بلديتها بهذا الخصوص. فيما ذكر عامل المقبرة عبدالقادر، أنه لم يسبق له دفن سيارة طوال سنوات كثيرة قضاها عاملا في مقابر شرورة، وأنه في البداية رفض دفنها إلا بعد أن تلقى أوامر من مسؤولي قسم الخدمات في البلدية بالدفن، مؤكدا أن الحفرة التي دفنت فيها السيارة عميقة، وأن ذوي المتوفى استخدموا شيولا لحفر القبر الذي وضعت عليه شواخص ليكون أكبر قبر تم حفره حسب قوله. بدورها اتصلت "الوطن" على مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة نجران الدكتور صالح بن إبراهيم الدسيماني الذي اعتذر عن الرد بحجة أنه مشغول، مكتفيا بقوله إن القضية تحتاج مزيدا من التأمل والفتوى. إلى ذلك، رصدت "الوطن" تعليقات مرتادي مواقع التواصل عن الدفن والتي اتجه معظمها في جانب الترحم على المتوفى وذهب القليل منها للجانب الساخر فغرد أحدهم بالقول "لماذا المعارضة وهل لذلك علاقة بكون السيارة كورية والمقبرة للمسلمين؟". فيما قال آخر "المقبرة تتسع للجميع ولكن نفسي أطلًع على تصريح الدفن".