أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس أنها فشلت مجددا خلال محادثات أجرتها مع إيران هذا الأسبوع في التوصل إلى اتفاق بشأن التحقيق في أبحاث أجرتها إيران يشتبه أن لها صلة بتصنيع قنبلة ذرية. وقال نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية هيرمان ناكيرتس للصحفيين لدى عودته هو وفريقه إلى فيينا، إن الوكالة ملتزمة بمواصلة المحادثات مع إيران لكنها تحتاج إلى بعض الوقت لتفكر في طريقة التحرك قدما. وأضاف أن الجانبين "لم يتمكنا من الانتهاء من الوثيقة" وأنه لم يتحدد بعد موعد الاجتماع المقبل. في غضون ذلك قال الباحث النووي الأميركي وعضو الوكالة القومية للتحكم في التسلح ونزع السلاح بالولايات المتحدة مايكل كريبون إن قرار درجة الحزم التي ستواجه بها إدارة الرئيس باراك أوباما تجربة كوريا الشمالية النووية الأخيرة ستكشف عما إذا كان سيتبع خطا مماثلا في حالة الملف النووي الإيراني. وقال كريبون إن التجربة النووية الكورية الشمالية لا تقل إزعاجا من الوجهة الاستراتيجية عن جهود إيران النووية؛ إذ إن الموقع الاستراتيجي لكوريا الشمالية في شرق آسيا يهدد استقرار تلك المنطقة برمتها. وأضاف "لو مر الأمر بهدوء فإن كل من كوريا الجنوبية واليابان وربما دول أصغر ستتحول إلى قوى نووية بدورها. إنها بالتأكيد انتكاسة شديدة لجهود نزع الأسلحة النووية. وبوسعنا تصور نتائج مشابهة في الشرق الأوسط في حالة إذا ما عبرت إيران ما نسميه عنق الزجاجة النووي، أي إذا ما تمكنت من امتلاك مكونات السلاح النووي". وتابع أن ذلك "سيدفع بكثير من دول الشرق الأوسط إلى امتلاك سلاح نووي أيضا، ولن يكون بوسع أحد أن يقنعها آنذاك بألا تفعل". وأوضح كريبون ردا على سؤال حول قرار إيران الأخير بتحويل قدر من اليورانيوم الذي خصبته إلى نسبة 20% إلى وقود نووي للمفاعلات المدنية "إنه قرار تراجعي إيجابي. فتحويل اليورانيوم المخصب إلى تلك النسبة إلى وقود يعني أنه لن يتحول إلى معجلات أخرى لزيادة نسبة تخصيبه وأقصد بذلك معجلات موقع فوردو. غير أن الباحث الأميركي أضاف "المشكلة هنا أن الإيرانيين يريدون إزالة العقوبات قبل أن يضمنوا للجميع أن أي اتفاق بات محكما إلى حد لا يتيح أصغر فرصة ممكنة للتراجع عنه مستقبلا. لقد تعلمنا من مفاوضات طويلة وغير مثمرة معهم أنهم يسعون فقط إلى كسب الوقت. ولن يحدث هذا في هذه المرة. فإما الاستجابة أو استمرار تصعيد الأزمة".