رفض الزعيم الإيراني علي خامنئي أمس، عرض الولاياتالمتحدة فتح محادثات ثنائية حول البرنامج النووي الإيراني، مع فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على إيران. وقال خامنئي في خطاب أمام قيادة سلاح الجو مخاطبا الأميركيين "أنتم تريدون التفاوض وتصوبون السلاح نحو إيران". وأكدت واشنطن أول من أمس تشديد عقوباتها على إيران بعد أيام قليلة من "عرض جدي" قدمه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لطهران بشأن مفاوضات مباشرة حول الملف النووي في إطار مجموعة "خمسة زائد واحد" والتي تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. وبعد عدة أشهر من الانقطاع اتفقت مجموعة 5+1 وإيران على استئناف المباحثات في 26 فبراير الجاري في كازاخستان. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولاياتالمتحدة قررت فرض عقوبات على هيئة الإذاعة الإيرانية ومديرها، عزت الله ضرغامي وعدد من المنظمات المكلفة بتعقب المعارضين على شبكة الإنترنت وبالتحكم في توزيع خدمات الإنترنت، وهيئة تنظيم الاتصالات الإيرانية وهيئة الصناعات الإلكترونية الإيرانية. وذكر مدير دراسات جنوب وشرق آسيا في معهد جيمس مارتن لأبحاث منع الانتشار النووي، جيفري لويس، أن الإيرانيين ربما يعرضون بعض التنازلات الثانوية في كازاخستان بهدف شق الصف الغربي المفاوض، وأضاف "لقد زاد الإيرانيون من معدلات إنتاجهم لليورانيوم المخصب إلى 20% بهدف استخدام ذلك كورقة للتفاوض، فهم الآن سيقولون إنهم مستعدون لخفض إنتاجهم من اليورانيوم المخصب مرة أخرى مقابل إزالة العقوبات أو بعضها ولا سيما تلك التي فرضت على القطاعين المصرفي والنفطي". وتابع "لن يغير ذلك بطبيعة الحال أي شيء حول البرنامج النووي الإيراني، وهم سيقولون إنهم موافقون على منطق ال"خطوة خطوة" الذي يقترحه الأوروبيون، ولكن تلك ستكون خطوتهم الأولى أي لا شيء. لا أعتقد أن من المجدي بحث هذه التفصيلات الصغيرة إذ لا طائل من ورائها، وإذا رفض الإيرانيون الحل المقترح فإن على العالم أن يواجه مسؤوليته تجاه أمنه وسلامته بكل الطرق المتاحة، إذ سيتضح للجميع أننا استنفدنا المسار الديبلوماسي حتى خطوته ما بعد الأخيرة". وأضاف لويس "البديل هو تقديم حل نهائي مقابل وقف التخصيب أو حصره في سقف لا يتجاوز 5%، وإخضاع المنشآت النووية الإيرانية لرقابة صارمة من الوكالة الدولية، ولكنهم سيظهرون تجاوبهم مع مفاوضات كازاخستان على نحو يفتح الباب أمام جولة مفاوضات تالية في الصيف مثلا وهكذا، وأنهم يريدون كسب الوقت ولا أعرف إذا كانوا يدركون حقا تبعات ذلك".