رفض مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، عرض الولاياتالمتحدة حواراً مباشراً بين البلدين حول البرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن «تهديدات» واشنطن تثبت «سوء نيتها». وقال: «المسؤولون الأميركيون يعاودون طرح قضية المفاوضات، ويقولون: الكرة في ملعب إيران. الكرة في ملعبكم، ويجب أن تردوا: ماذا تعني الدعوة إلى مفاوضات، مقترنة بتهديدات وضغوط ومن دون إبداء أي نيات حسنة»؟ وأضاف: «يبدي سذج أو مغرضون سروراً لاقتراح أميركا التفاوض، لكن المفاوضات لن تسوّي أي مشكلة. وإذا أراد بعضهم أن يترسخ الحكم الأميركي مجدداً في إيران، ستثور الأمة ضدهم». وزاد: «أنا رجل ثوري ولست ديبلوماسياً، وأقول كلمتي بصراحة وصدق وحزم: الضغوط والمفاوضات لا تجتمع سوياً، ولا بدّ لكم (الأميركيين) من إبداء حسن نية. التفاوض المقترن بضغوط، يعني أنكم تصوّبون سلاحاً نحو الشعب الإيراني، وتقولون له: إما أن تتفاوض أو نطلق النار عليك. لكن عليكم أن تدركوا أن الشعب الإيراني لا ترهبه تهديداتكم». وأشار خامنئي إلى «فشل سياسات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط»، معتبراً أن «أميركا تحاول استخدام إيران، عبر جرّها إلى المفاوضات، بوصفها ورقة رابحة، لتعويض هزائمها السياسية في المنطقة، ولتصوّر للعالم أن نياتها حسنة. التفاوض يرتكز إلى حسن النية، فيما تظهر تصرفات أميركا وسياساتها سوء نياتها». واتهم واشنطن بمساندة «الفتنة ومثيريها في إيران، خلال انتخابات الرئاسة عام 2009، ودعم عملاء الصهاينة في اغتيال العلماء (النوويين) الإيرانيين، وفرض عقوبات تصوّر (الأميركيون) أنها تشلّ الاقتصاد ضد الشعب الإيراني»، متسائلاً: «هل يثبت ذلك حسن نيتهم»؟ وشدد على أن «المفاوضات تكتسب معناها الحقيقي، إذا تمت في ظروف متكافئة ومقترنة بنيات حسنة وعدم الخداع». وأتى كلام خامنئي بعد ساعات على إعلان واشنطن تشديد عقوباتها على طهران، بحيث تحتجز عائداتها النفطية، وتتيح لها فقط استخدامها لشراء سلع محددة من الدول المستوردة لنفطها، بينها لوازم زراعية ومواد غذائية وأدوية وأجهزة طبية. وقال ديفيد كوهين، نائب وزير الخزانة المسؤول عن الاستخبارات المالية ومكافحة الإرهاب: «ستشدد الولاياتالمتحدة عقوباتها وتكثف ضغوطها الاقتصادية على إيران، إن لم تبدد مخاوف المجتمع الدولي حول برنامجها النووي». كما فرضت واشنطن عقوبات على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ومديرها عزت الله ضرغامي، وهيئة تنظيم الاتصالات وشرطة الإنترنت الإيرانية، إذ اتهمتها ب «الضلوع في مساع متواصلة تبذلها الحكومة الإيرانية، لقطع شعبها عن العالم، مستخدمة أشكال رقابة وترهيب». في غضون ذلك، بثّ التلفزيون الإيراني صوراً أعلن أنها استُخرجت من طائرة استطلاع أميركية من طراز «آر كيو-170» كانت طهران أعلنت إسقاطها لدى تحليقها شرق البلاد، في كانون الأول (ديسمبر) 2011. وأظهرت المشاهد صوراً جوية لمطار ومدينة، أعلن التلفزيون أنها قاعدة أميركية في قندهار في أفغانستان، إضافة إلى لقطات لهبوط الطائرة في قاعدة شرق إيران. وأُرفِقت الصور بتعليق لقائد القوات الجوية في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زاده الذي أشار إلى أن بلاده لم تدرك أن الطائرة «تعود إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إي)، سوى بعد إسقاطها. وأضاف: «كلما تقدمنا أكثر في فك شيفرات الطائرة، عرفنا أكثر مدى فداحة الخسارة التي منيت بها أميركا، إذ أن التقنيات المستخدمة فيها تشبه كثيراً تقنيات الطائرات المتطورة التي لا تكشفها الرادارات». وأشار إلى أن القوات الإيرانية وُضعت في حال تأهب، بعد إسقاط الطائرة، تحسباً لإنزال تنفذه أميركا لتدميرها، أو قصفها من الجوّ، مضيفاً: «وضعنا كل قواعدنا الصاروخية في حال تأهب، بحيث نقصف قواعدهم الإقليمية فوراً، إن تحرّك» الأميركيون. وعرض «الحرس الثوري» صوراً عن «خط إنتاجي» لطائرات استطلاع من طراز «سكان أيغل»، كانت طهران أعلنت «اصطيادها» في كانون الأول الماضي، فيما اعلن الجنرال محمد سلامي، مساعد وزير الدفاع الإيراني، أن بلاده ستدشّن في أيار (مايو) المقبل «أحدث طائرة استراتيجية إيرانية من دون طيار، تحلّق لمسافات بعيدة وذات تقنيات متطورة».