بعد ساعات على تقرير أوردته صحيفة «نيويورك تايمز»، أفاد برفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما خطة اقترحتها طهران لتسوية ملفها النووي، اعتبر خطيب صلاة الجمعة رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي أن التفاوض مع إيران يشكّل «هدفاً استراتيجياً» بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، و»أمنية لن تتحقّق». وندد خاتمي بشطب واشنطن «مجاهدين خلق»، ابرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في الخارج، من لائحة المنظمات الإرهابية، قائلاً: «هذه الزمرة الإرهابية قتلت أكثر من 16 ألف إيراني. وجرائمها لا تنحصر في إيران، بل ارتكبت مجازر ضد 25 ألف عراقي، انتفضوا ضد نظام صدام (حسين) البائد». ورأى أن الولاياتالمتحدة «تدرك اقتدار إيران، وأن ثورات المنطقة مستلهمة من ثورتها، ويشكّل التفاوض معها هدفاً استراتيجياً للإدارة الأميركية، لتقول للدول الأخرى: ليس أمامكم سوى التفاوض معي. لكن أمنية واشنطن لن تتحقق، ويستحيل إجراء مفاوضات معها». أتى ذلك بعدما أوردت «نيويورك تايمز» أن إيران عرضت «خطة الخطوات التسع، لنزع فتيل الأزمة النووية مع الغرب، من خلال التجميد التدريجي لإنتاج اليورانيوم المخصب». وأشارت الصحيفة إلى أن «هذه الخطة تتطلب تنازلات كثيرة من الغرب، بدءاً برفع كلّ العقوبات على مبيعات النفط الإيرانية، واستعادة العملة الإيرانية المتدهورة توازنها، وهذا ما رفضه المسؤولون الأميركيون بوصفه ليس عملياً». وأضافت إن مسؤولين إيرانيين روّجوا لتلك الخطة، خلال مشاركتهم في نيويورك الأسبوع الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرة أن ذلك «يؤشر إلى أن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي يشعر أخيراً بضغط». وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الإيرانية التي تعتمد على اقتراح عرضته طهران على مسؤولين أوروبيين في تموز (يوليو) الماضي، تنصّ على اعتماد نهج «الخطوة خطوة»، وأن تجمّد إيران التخصيب في منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم، فقط بعد وصولها إلى الخطوة التاسعة، فيما يكون الغرب رفع عقوباتها الاقتصادية. ونقلت عن مسؤولين في إدارة أوباما أن الخطة لا تضمن أن إيران لن يمكنها صنع سلاح ذري، إذ ستحتفظ بوقودها النووي، وستكون قادرة على استئناف فوري لبرنامجها. وقال مسؤول بارز في الإدارة: «يُفترض أن نرفع العقوبات التي يحتاج إعادة فرضها إلى سنوات، إن استطعنا نيل موافقة الدول» المعنية. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول استخباراتي بارز إن خامنئي «متقلّب، ورأيناه يقترب من (إبرام) اتفاقات سابقاً، ثم يبتعد». في غضون ذلك، أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايك روجرز أن تهديدات إلكترونية جديدة ضخمة للشبكات المالية الأميركية، تأتي كما يبدو من مصدر «ليس عادياً»، لم يحدده، لكنه أشار إلى ما سمّاه قدرات إيران المتنامية في التجسس الإلكتروني، قائلاً: «أعتقد بأنها أقرب مما كنا نودّ، وتسبّب مشاكل لشبكاتنا المالية». إلى ذلك، اعتبر دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «الوقت حان لتكثيف العقوبات وتشديدها» على إيران. وقال في باريس: «يجب أن يفهم الإيرانيون أن أمامهم خياراً بين مواصلة طريقهم إلى القنبلة، أو استمرار نظامهم».