أمطار تبوك التي هطلت مؤخرا، أعادت إلى الذاكرة كارثة سيول جدة، وعمليات الإنقاذ التي كان بطلها الباكستاني "فرمان خان" الذي قضى بعد أن أنقذ 14 محتجزا. عادت روح فرمان الشجاعة في بطلين آخرين من أبناء جلدته، "محمد وقاف"، و"محمد معين" اللذين أنقذا مواطنا مسنا من سيل وادي البقار أول من أمس، وأمضيا نحو ساعتين في عراك مع الماء، انفردت "الوطن" بنشر ملامحه بالصور على الصفحة الأولى أمس. "وقاف"، الذي يعمل في إحدى الشركات، اختزل بطولته بحديث مقتضب قال فيه "فجأة رأيت شيخا يصرخ، لقد كان محتجزا في السيل، فلم يكن منا إلا أن دخلنا وسط السيل وأنقذناه، رغم وعينا لخطورة الموقف، إلا أننا لم نستطع تجاهل صرخاته".
يبدو أن ذكرى السيول والكوارث متعاقدة إنسانيا مع الجنسية الباكستانية، ففي الوقت الذي يتذكر فيه الجميع البطل "فرمان" في كارثة سيول جدة، الذي أنقذ كثيرا من المنكوبين، ها هو مطر تبوك يأتي ليجلب معه بطلين باكستانيين آخرين، هما "محمد وقاف"، و"محمد معين" اللذان قاما بإنقاذ المواطن المسن من عمق سيل وادي البقار أول من أمس. وجاء حديث "وقاف"، الذي يعمل في في إحدى الشركات قصيرا، حيث قال "فجأة رأيت شيخا يصرخ، لقد كان محتجزا من مياه السيول، فلم يكن منا إلا أن دخلنا وسط مجرى السيل وقمنا بإنقاذه"، ويجيب على سؤال عن عدم خوفه باختزال "أنا لا أخاف إلا من الله"، مبينا أن عملية الإنقاذ هذه استغرقت أكثر من ساعتين. فيما تشهد مدينة تبوك تحركات عديدة لعدد من المتطوعين، الذي يساهمون في مساعدة المتضررين، حيث ذكر المواطن عبدالرحمن اليوسف أنه هو و5 من زملائه قاموا منذ فجر أمس بالتجول داخل أحياء تبوك الجنوبية، وقاموا بمساعدة الأسر المتضررة حيث وجهوهم إلى مراكز الإيواء، وقال "قمنا بمساعدة نحو 100 شخص ما بين رجل وامرأة وشيخ وطفل، وسهلنا أمورهم في الوصول إلى مراكز الإيواء"، فيما ذكر المواطن يحيى سلامي أنهم يقومون بتوزيع التمور على المتضررين في بعض مراكز الإيواء برفقة 10 من أصدقائه.