عادة ما تشد العديد من العائلات السعودية الرحال إلى دول الخليج للاستمتاع بمهرجانات التسوق والحصول على المتعة بجلب منتجات مختلفة بماركات عالمية تسبق دخولها المملكة، إلا أن الصورة اختلفت هذه المرة من جانب الخليجيين الذين رأوا في صحراء المملكة قمة المتعة في ثقافة ترحالهم، إذ تتوافد عائلات كبيرة منهم عبر المنافذ البرية في فصل الشتاء، لاسيما الكويتيين والقطريين الذين استهوتهم مخيمات المملكة لقلة تكلفة إيجارها بحسب ما رصدته "الوطن". الكويتي أبو عادل الشمري قال ل"الوطن"، إن عائلته دائما ما تشد رحالها قادمة من الكويت إلى المملكة عبر منفذ الخفجي الذي يشهد ازدحاماً مستمراً، للبسط في المخيمات الفسيحة والأسعار التي اعتبروها مناسبة لهم مقارنة بمخيماتهم في الكويت، وقال إن مخيمات الكويت تعتبر ممتازة لكنها تفتقر إلى المساحات الصحراوية مما يجعلها أقل عددا وأعلى تكلفة. وبيّن أن عائلته التي يصل عدد أفرادها إلى 10 أشخاص، دائما ما تتفق مع عائلات أخرى من أقاربهم للتنقل إلى بر المملكة، خصوصا منطقتي الخفجي وحفر الباطن لقربهما الجغرافي وتميزهما بمخيمات عائلية جيدة وتحفظ خصوصية العائلة الخليجية، مضيفا أن الأطفال يستغلون موسم الأمطار في رحلة البحث عن "الفقع" أو "الكمأة"، سيما وأن طريقة البحث عنها وهي في باطن الأرض لها متعة فائقة، تفوق مذاقها. ورصدت "الوطن" من خلال جولتها توافد عائلات خليجية بكثرة على المخيمات القريبة من المنافذ الحدودية بهدف المكوث لعدة أيام أو ليوم واحد فقط، وأوضح محمد الأنصاري أنه غالبا ما تجتمع جذور عائلته القطرية في صحراء المنطقة الشرقية، إلا أنهم تفاجؤوا هذه المرة بارتفاع أسعار المخيمات إلى أرقام مبالغ فيها عما كانت عليه في السابق، ولم يمنعهم ذلك من التخييم في ربوع المملكة والمتابعة في السير "برا" إلى مخيمات منطقة الرياض التي تراوح أسعارها لقسمي الرجال والنساء بين 1500 – 3000 ريال. وقال الأنصاري إن فئة الشباب كانوا يقصدون في السابق بر المملكة أكثر من العائلات بحكم كثرة تنقلهم عبر الطرق البرية، إلا أن الفكرة تغيرت وأصبحت الأسر القطرية تقصد المخيمات بشكل كثيف، خصوصا في هذه الأوقات الباردة التي تتزين بها صورة الرحلات البرية بلهب الحطب وعذوبة الأكلات.