أكد محللون فنيون أن سوق الأسهم السعودية يتجه إلى مزيد من دخول السيولة الاستثمارية بإبرام الصفقات الخاصة خارج التداول، مشيرين إلى أن نتائج ومكرر الأرباح ومستوى الأداء لبعض الشركات ذات العوائد بات يشكل وعاءً إيجابيا لامتصاص سيولة المستثمرين متوسطي وطويلي الأجل. وسجل سوق الأسهم المحلية نحو 36 صفقة خاصة قبل نهاية تداول أول من أمس على نحو 15 مليون سهم بقيمة تجاوزت 327 مليون ريال. وقال المحلل الفني والمالي هشام القوحي في تصريح إلى "الوطن" إن السوق السعودي يتجه نحو الأداء الاستثماري، لافتاً إلى أن إبرام صفقات خاصة على نحو 15 مليون سهم في عدة شركات بقطاعات مختلفة في تداولات أمس يعطي السوق قوة في التماسك الإضافي، مؤكداً أن المؤشر العام للسوق ما زال يحافظ على متوسطات 200 فني بعد انتهاء النتائج. وعن دور نتائج الشركات السنوية في ارتفاع معدل الصفقات الخاصة اليومية، قال القوحي إن الصفقات الخاصة تمر بدراسة شاملة من المستثمر حول أداء ونتائج الشركة ونوع القطاع ومستوى الربحية والنظرة المستقبلية على منتجات أو مبيعات الشركة، موضحاً أن انخفاض قيمة السهم في الصفقة يأتي لكون المستثمر يرغب في الحصول على الفرصة المناسبة سعرياً. ولفت إلى أن تحركات المستثمرين بالشراء أو البيع لا تهتم بأداء السهم أثناء التداول في اليوم الذي تمت فيه الصفقة؛ لأن الصفقات متفق عليها بين البائعين والمشترين قبل التداول. وعن تأثر أداء السوق بالصفقات الخاصة، أكد القوحي أن المتعاملين في السوق باتوا يملكون الخبرة، مستبعداً وجود مؤثر سلبي لصغار المضاربين، مضيفاً أن السوق في أيدي الصناديق الحكومية وكبار المستثمرين منذ سنوات، واصفاً الصفقات الخاصة بالخيار الاستراتيجي الأمثل لمستثمري الأسهم طويلي الأجل متوقعاً نتائج إيجابية للاستثمار بهذه الطريقة. وعن كونه تبادلا بين محافظ كبيرة، لفت القوحي إلى أن الأغلب من المستثمرين يرغبون في الاستثمار الحقيقي لأن بعض الشركات ذات عوائد تعد عالية جداً عند مقارنتها باستثمارات أخرى. وفيما يخص إبرام الصفقات بنهاية تداول الأسبوع الحالي، قال إن تعامل السوق مع الصفقات أول من أمس كان واقعياً جداً، متوقعاً أن يحصل التأثير الإيجابي الأسبوع المقبل. وأبان القوحي أن الصفقات تركزت في المصارف والشركات البتروكيماوية، إضافة إلى الشركات التي يتوقع لها عمليات تشغيل أو توسعات قبل نهاية العام. بدوره، قال المحلل الفني محمد الدريم إن الصفقات الخاصة باتت مطلبا لكبريات المحافظ المتداولة في السوق؛ لعدة فوائد، منها انخفاض سعر السهم في الصفقة عند مقارنته بسعر السهم أثناء التداول، إضافة إلى إمكانية البيع بعد تحقيق معدلات ربحية من الاستثمار، بدلاً من التداول اليومي على السهم المرغوب الاستثمار فيه لانخفاض التكلفة، مؤكداً أن نتائج أغلب الشركات التي أبرمت فيها الصفقات تنتظر توزيعات نقدية عالية ومستويات ربحية تفوق التوقعات. ولفت الدريم إلى أن الاستثمار بالصفقات يهتم بالنتائج وأداء الشركات أكثر من حركة المؤشر العام وأسعار الأسهم في التداول، مشيراً إلى أن الصفقات الخاصة هي أوامر يتم إبرامها عند موافقة المستثمرين البائعين أو المستثمرين على تداول أسهم شركة محددة وبسعر متفق عليه تحت نظام وضوابط السوق المالية السعودية. وأوضح أن الصفقات الخاصة لا تؤثر إطلاقاً في السهم أثناء التداول، سواء في الافتتاح أو الإغلاق أو أدنى سعر أو أعلى سعر وخارج حساب المؤشر العام والقطاع.