توقع تقرير منظمة العمل الدولية ارتفاع مستوى البطالة عالمياً إلى أكثر من 202 مليون في 2013 بزيادة ثلاثة ملايين شخص إضافي عن معدل البطالة في 2012، مع استمرار التوقع بزيادة الرقم العام المقبل. وذكر تقرير "الانتعاش من انحدار ثانٍ في الوظائف" الصادر أمس، وحصلت "الوطن" على نسخة منه أن تباطؤ النمو العالمي لا يزال مستمراً، وبدأت معدلات البطالة في الارتفاع من جديد مخلفة وراءها مجموعة هائلة من البطالة، فقد خرج حوالي 39 مليون شخص من سوق العمل بسب تعذر الحصول على وظائف، مما أدى إلى ظهور 67 مليون فجوة وظيفية في الوظائف منذ 2007. السياق التحليلي لتقرير "العمل الدولية"، ركز على أن الزيادة الأكبر في مستويات البطالة هي في دول "الاقتصادات المتقدمة"، مع توقعه بارتفاع نسبة البطالة في شرق وجنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، مع ملاحظة أخرى درجت في التقرير، وهي أن الدول التي استطاعت تقليص البطالة في بلدانها، شهدت تراجعاً في نوعية العمل بعد أن ارتفعت نسبة "العمل الهش" وعدد العمال الذين يعيشون ما دون أو بمحاذاة خط الفقر. المحلل الاقتصادي السعودي فضل بن سعد البوعينين أشار في حديثه إلى "الوطن" إلى أن انعكاس تقرير "العمل الدولية" على المستوى المحلي، يحمل عدة أمور قال إنها "مهمة"، حيث أوضح أن "التنمية الاقتصادية المحلية تستطيع أن تخفض معدلات البطالة خاصة بين الشباب، من خلال الخصخصة الحقيقية التي ستضمن مزيداً من خلق الوظائف وتوسيع دائرة التنمية الإنتاجية، مع الاستثمار الأمثل للفوائض المالية في الداخل". كما حمل البوعينين القطاع الخاص المحلي مسؤولية عدم خلق مزيد من الوظائف لشرائح المجتمع وعدم الاتجاه نحو الكفاءات المحلية السعودية، مضيفاً " إن هناك مجموعة من الاستثمارات المحلية التي كانت ناجحة بالنسبة للحكومة"، إلا أنه طالب بتوسيع هذه الدائرة بشكل كبير، لأنها الضامن الوحيد في خلق الوظائف وتخفيف معدلات التضخم التنموي". عنصر الشباب كان محورا مهما، حيث خصصت فقرات لمناقشة أثر الأزمة العالمية، بعد خمس سنوات من حدوثها، وذكر أن 73.8 مليون شاب عاطل عن العمل، مع توقع كبير بإضافة نصف مليون شاب إلى صفوف الباحثين عن عمل بحلول 2014.. نسب مئوية شكلت محورا مهما في بطالة الشباب، حيث سجل معدل ارتفاع ب 12.6%، ومن المتوقع أن يسجل نسبة 12.9 % بحلول 2017. ويرى القائمين على التقرير أن الأزمة العالمية أدت إلى انحصار احتمالات الدخول إلى سوق العمل بالنسبة للشباب. وهناك ما يقارب 35 % من جميع الشباب العاطلين عن العمل باقون من دون وظيفة لستة أشهر أو أكثر في الاقتصادات المتقدمة، وقد ارتفعت نسبتهم بالمقارنة مع النسبة المسجلة في2007، والتي بلغت 28.5 %. شباب البلدان الأوروبية الأكثر تضرراً من البطالة، فهناك ما يقارب 12.7 % منهم عاطلون عن العمل ولا يتعلمون أو يخضعون للتدريب، ويزيد هذا المعدل بحوالي نقطتين مئويتين عن المعدل المسجل قبل الأزمة. وحذر التقرير من أن هذه الانقطاعات طويلة الأمد عن العمل تؤدي إلى تثبيط العزيمة في بداية الحياة المهنية إلى الحد من الآفاق الطويلة الأمد بما أن المهارات المهنية والاجتماعية تتلاشى مع الزمن ولا يتم بناء الخبرة اللازمة القائمة على العمل. وعلى الرغم من الانتعاش الاقتصادي العالمي المتوقع، على المدى المتوسط، إلا أنه لن يكون لذلك انعكاس إيجابي على تخفيض معدلات البطالة بالسرعة المرجوة، ومن المتوقع أن يبقى معدل البطالة العالمية يساوي 6 % حتى 2017، وهي نسبة قريبة – بحسب التقرير- من أقصى معدل للبطالة مسجل في 2009. وتوقع تقرير منظمة العمل الدولية بناء على تحليله ارتفاع عدد العاطلين عن العمل عالمياً إلى 210.6 ملايين شخص خلال السنوات الخمس المقبلة.