انتشرت مؤخرا ظاهرة بيع الملابس المستعملة في عدد من أسواق الدمام، حيث ظهرت في بعض الأسواق تسمى "سيكو" العديد من "البسطات" التي تتنافس في بيع ملابس عرضت على شكل أكوام متناثرة، وبأسعار زهيدة لا تتجاوز الخمسة ريالات للقطعة الواحدة، وأصبحت هذه البسطات سوقا رائجة لذوي الدخل المحدود، أو للعمالة التي تبحث عما يتناسب مع دخلها. الجديد في الأمر أن مصادر تلك البضاعة، هي حاويات التبرع الخيرية المتناثرة في أحياء المنطقة، والتي تشرف عليها بعض الجمعيات الخيرية، حيث يقوم مقيمون بسرقة محتوياتها، وبيعها في هذه البسطات. أحد زبائن السوق قال: إنه اعتاد على المجيء أسبوعيا للتبضع هو وزملاؤه، معللا ذلك بأن ارتفاع الأسعار المتصاعد بالأسواق تجبره على اقتناء المستعمل، مضيفا أن هناك بسطات توفر ماركات عالمية، بأبخس الأثمان، وقد تصل ثمن القطعة إلى ربع قيمتها الحقيقية، معتبرا إياها فرصة لشراء الهدايا لذويه وأقاربه بأسعار منخفضة. سألنا أحد البائعين عن مصدر بضاعته، فحاول التملص من الإجابة، ولكن زميل له اعترف بلهجة ساخرة، بأن جميعها مسروقة من صناديق التبرعات الخيرية التي تنتشر في الشوارع. من جانبه أكد المتعهد في الجمعية السعودية للإعاقة السمعية فهد الهوشل، أن "الجمعية قدمت بلاغا لشرطة الدمام عن تعرض صناديق التبرعات الخيرية لعبث وإتلاف على أيدي مقيمين"، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم بتفريغ محتويات الحاويات كل أربعة أيام. وحلا لمشكلة سرقة الصناديق قال: إن "الجمعية بصدد تغيير شبكات الصناديق، حيث ستكون مغلقه من الأعلى وغير قابلة للفتح، وذلك للحد من العبث في الحاويات". من ناحية أخرى، حذر استشاري الأمراض الجلدية الدكتور محمد فتحي، من خطورة انتقال بعض الأمراض عن طريق هذه الصناديق، ومنها أمراض جلدية كالجرب، والأكزيما، والعديد من الفطريات، وبعض أنواع العثة التي تعيش في المنسوجات القطنية المسببة للتحسس الجلدي، وأمراض الجهاز التنفسي، إذ إنها غالبا ما تكون في مرحلة التكوين، ولا ترى بالعين المجردة".