عندما يستحيل على الفقير شراء ثياب جديدة في زمن يحكمه الغلاء، فلن يجد بداً من اللجوء إلى طريق «ملابس المرحوم» في محافظة جدة ، ليشتري منه بأبخس الأثمان حللاً فاخرة كانت في السابق ملابساً ل«المرحوم». في جنوب المحافظة، حيث سوق الصواريخ يمتلئ طريق «ملابس المرحوم» بملابس للبيع هي من «الماركات» العالمية باهظة الثمن، تباع بزهيد المال بعد أن تلقفها الباعة من منازل «المتوفين»، أو تلك التي استغنى أصحابها عنها. وكشفت هذه «البسطات الشعبية» خياراً جديداً وموفراً لذوي الدخل المحدود، من خلال مستوى أسعارها والتي تبدأ بريال إلى 50 ريالاً لأنواع الملابس كافة، إذ تعرض على قارعة الطريق فساتين السهرة المستعملة وملابس الأطفال وغيرها من المستلزمات، خلال أيام محددة في الأسبوع. وعلى رغم إغراء قلة الثمن بالنسبة لهؤلاء «الزبائن»، إلا أن مخاوف يؤكدها الأطباء من ارتداء هذه النوعية من الملابس المشبعة بالطفيليات والبكتيريا، والمسببة لأمراضٍ جلدية خطرة، في ظل انعدام الرقابة وغياب الضوابط. «ملابس الموتى»... كساء رخيص... وناقل ل«المرض» تحت عين« الرقابة»