تقدم دار الأوبرا السورية في نهاية موسمها الحالي 2010 أمسية موسيقية للملحن والفنان التونسي ظافر يوسف، بعنوان (درر أبو نواس)، في حفل واحد الثلاثاء المقبل على مسرح الأوبرا. والفنان يوسف عازف عود تونسي اختار نمطا موسيقيا يحمل كثيرا من التجديد على مستوى التركيبة اللحنيّة لأعماله، من خلال تضمين جمل موسيقية شرقية لألحان تعتمد موسيقى الجاز كمنطلق، كما قدم شكلا موسيقيا اتصل باسمه وأسلوبه، واصطلح على تسميته ب"الموسيقى الصوفية الإلكترونية". ولد يوسف في تونس عام 1969 في عائلة فقيرة، وتعلق بالغناء الصوفي منذ الصغر، كما أحب الجاز، من دون أن يمتلك معرفة باسم هذه الموسيقى التي تحرك مشاعره. في أواخر ثمانينات القرن الماضي، انتقل يوسف إلى النمسا، حيث عمل في مهن شاقة ليتمكن من دراسة الموسيقى. وفي فيينا تعرف على موسيقيين من العالم أجمع، اجتمعوا في المدينة التي جذبت قبلهم موزارت وبيتهوفن. وبعد تجارب في العزف الحي، بمشاركة موسيقيين أصبحوا زملاء في مشروعه الموسيقي الكبير، سجّل عام 1999 أسطوانته الأولى "ملاك"، التي لاقت شهرة عالميّة واسعة، وأطلقت نمطا موسيقيا جديدا، وطبع ظافر بالهوية الفنية التي ستكون الحجر الأساس في أعماله اللاحقة. قدم ألبومه الثاني عام 2002، مواصلا اشتغاله على عولمة الغناء الصوفي وعصرنته في ألبومه الأول، وأطلق على الألبوم الجديد اسم "صوفية إلكترونية". وقد شاركت فيه عدة أنماط موسيقية تنوعت بين الجاز الأوروبي والموسيقى الإلكترونية والموسيقى الهندية. وإيمانا منه بتوجهه الموسيقي الذي ساهم في تفرده، قدم ألبومه الثالث الذي حمل عنوان "نبوءة رقمية"، ثم جاءت أسطوانته الرابعة "ظلال إلهية"، التي حافظ فيها على توجّهاته الموسيقية. وإلى جانب أعضاء مجموعته الموسيقية الاسكندنافية، استعان ظافر في ألبومهم الجديد برباعي كلاسيكي وتري من أوسلو. و قدم يوسف حفلات في كل من الإسكندرية والقاهرة وبيروت، قبل قدومه إلى دمشق، وسيكون الحلاج، وابن الفارض، وأبونواس حاضرون بأشعارهم التي اختارها ظافر مادته الأساسية لألبومه الجديد، وسيرافقه على البيانو الأرميني تيجران همسيان الذي يتقاسم معه تأليف بعض المقطوعات، إضافة إلى كريستوفر جينيجز على الجيتار باص، وستيفان جالاند على الدرامز.