تعارف الناس على أن أي اسم يطلق على منشأة أو منظمة أو جماعة أو شريحة معينة، يؤخذ من المجال الذي تعمل به أو قامت من أجله، وهنا نجد كثيرا من الأسماء في الإدارات والوزارات تحمل شقين وربما ثلاثة، وهذا يحدد مجالاتها واهتماماتها. لكن في ظل هذه الأسماء المركبة، والتي من المفترض أن تعمل على تحقيقها جميعا، نجد أن الغالب منها يكثف العمل في جانب ويترك الباقي، أو يعمل عليه باستحياء، مع العلم أنه قد يكون الجانب المهمش هو المهم أو لا يقل أهمية عن الآخر. فمثلا الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتمثلها هنا الأندية في مختلف درجاتها وفئاتها، فإنك تجد النادي يحمل في اسمه عبارة ( ثقافي اجتماعي رياضي)، وعندما نحاول تشخيص ما تقوم به الأندية من أعمال وممارسات وأنشطة، نجد أنها تُغلّب جانب الرياضة على الجوانب الأخرى، مع العلم أن الجانبين الآخرين لا يقلان أهمية عن الرياضة، وبالتالي نستطيع القول: إن رعاية الشباب إجمالا صبت كل طاقتها للرياضة فحسب. ومثال آخر في وزارة التربية والتعليم، يتبادر إلى ذهني سؤال واحد وهو، هل أصبحت محاضن التعليم تقوم بالنصف الأول من المسمى؟. هنا وفي هذا الجانب المهم، نجد أن التربية هي على التوازي مع العملية التعليمية برغم ما فيها من ملاحظات. وزارة الثقافة والإعلام، وتندرج تحتها كثير من الإدارات والمسميات، منها جمعيات الثقافة والفنون، نلاحظ أن هناك تغليبا يلمسه الكثير من المثقفين وحتى البسطاء لجانب من الاسم على آخر، والأمثلة كثيرة لو أردنا حصرها هنا لطال بنا المقال. لعلنا نحتاج إلى تمعن في مسميات الجهات والمنظمات أو إعادة بلورتها، بما يتناسب مع أعمالها ومخرجاتها.