لم يعد المثل الشهير "وعند الامتحان..." ينتهي بذات المفردات التي ألفها الجميع؛ فقد أضحى موسم الامتحانات يكشف أيضاً مدى استعداد الإدارات المعنية، سواء التابعة لوزارة التربية والتعليم، أو تلك المتعلقة بالأمن العام أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وفيما نشطت أقسام العلاقات العامة بإدارات التربية والتعليم في المناطق بإمداد وسائل الإعلام بالبيانات الصحفية عن اليوم الأول من أيام الامتحانات، والتي شملت أكثر 2.5 مليون طالب وطالبة؛ جاءت كلمتا "تفقد" و"أشاد" كقاسم مشترك في كل تلك الأخبار، مشيرة إلى تفقد مديري إدارات التعليم للمدارس، وإشادتهم بحسن سير عملية الاختبارات، وأن المدارس هيأت الأجواء اللازمة لطلابها. "الدوريات" تمتحن وجودها اقترنت أيام الاختبارات بالكثير من السلوكيات التي فرضت نفسها على مشهد هذا الموسم، لا سيما "التفحيط" و"المشاجرات" وغيرها من الممارسات الخاطئة؛ إلا أن الجهات الأمنية بدت أكثر جاهزية للتعامل مع ذلك، حيث وُجدت في محيط المدارس في مختلف المناطق، وذلك عبر الدوريات الرسمية والسرية، حيث أكد مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العميد مشعل المغربي عدم تسجيل أي حالات تفحيط في أول أيام الاختبارات، مبينا أن خطة المرور الخاصة بالاختبارات ركزت على تجنيد كافة الإمكانات البشرية والآلية من ضباط وأفراد لضمان تسهيل وانسيابية الحركة المرورية، مع تكثيف ومضاعفة وجود دوريات المرور الرسمية والسرية على معظم الشوارع الرئيسة والميادين العامة والتقاطعات التي تؤدي للكليات والمدارس. كما أكد مدير الإدارة العامة للمرور بالمنطقة الشرقية العميد عبدالرحمن الشنبري تكليف جميع الضباط بما فيهم الإداريين والأفراد في الشوارع وعند التقاطعات والإشارات لتسهيل حركة المرور،لافتاً إلى أن أي طالب يرتكب مخالفة تستوجب تطبيق عقوبة الإيقاف، ستؤجل إلى ما بعد الاختبارات، مشيراً إلى أن الأيام الماضية شهدت تسجيل عدد من المخالفات على طلاب تم السماح لهم بالخروج بضمان الكفيل، وتأجيل تطبيق العقوبة إلى أن تنتهي الاختبارات. وأشار مدير مرور منطقة القصيم العقيد محمد المزيني إلى أنه تم ضبط عدد من المخالفين في اليوم الأول من الاختبارات شملت مخالفات تضليل للمركبات وطمس اللوحات ومخالفات أخرى، مؤكداً في الوقت نفسه أن مرور المنطقة لن يتهاون في تطبيق الغرامة في حق كل مخالف لأنظمة وتعليمات المرور. وذكر مدير مرور منطقة تبوك العقيد محمد النجار أنه تم تكليف الدوريات المرورية الرسمية والسرية بمتابعة الطلاب حتى نهاية فترة الاختبارات، حيث تم توزيع الدوريات والمرور السري في المواقع التي يكون فيها ملاحظات مرورية، لمراقبة أي سلوك خاطئ يصدر من الطلاب. مهيباً بأولياء الأمور بمتابعة أبنائهم والحرص على ذلك بعد الانتهاء من فترة الامتحان. الأمر ذاته كان في وادي الدواسر، والقريات، ودومة الجندل التي أكد مدير مرورها المقدم عويد الرويلي أن الهدف من انتشار الدوريات يشمل أيضاً معالجة الاختناقات المرورية وتنظيم حركة السير. "حارسات" و"هيئة" و"مخدرات" وفيما استعانت 20 مدرسة للبنات بالرياض بحارسات للأمن لحفظ الأمن داخل أسوار مدارس البنات في الفترة التي تنشغل فيها المعلمات والإداريات بمراقبة الاختبارات وتصحيح الأوراق، وأكد المساعد للشؤون التعليمية الأميرة هدى العياف أن وظائف حارسات الأمن دائمة وليست مؤقتة، وقد تم اختيار المدارس حسب ازدحامها بالطالبات ونسبة المشاكل التي رصدت فيها، مشيرة إلى أن مشروع الأمن والسلامة موكلٌ لإدارة خاصة في الوزارة وضعت له تصميما وهيكلة مستقلة، وأوضحت أن التجربة ستعمم على مدارس البنات ولا يزال الترشيح مستمر لهذه الوظيفة. من جهتها، بينت نائب مدير الأمن والسلامة بالوزارة منى باهبري أن دور الحارسات ينحصر في منع الشغب في مدارس البنات وقت انشغال المعلمات والإداريات بضبط الاختبارات، وقالت إن المدارس المختارة تتميز بنسبة وعي منخفضة أو قلة في عدد الإداريات؛ مما يؤكد حاجتها لاستتباب الأمن. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثفت أيضاً من وجودها الميداني في مقار الاختبارات لرصد السلبيات وتقديم النصح للطلاب بعد نهاية امتحاناتهم، حيث ذكر مساعد المدير العام للشؤون الميدانية والتوجيه بهيئة تبوك الشيخ فرحان العنزي أن عملهم يتم بالتنسيق المسبق مع مسؤولي الجهات الحكومية ذات العلاقة. أما مكافحة المخدرات فحذرت الطلاب من الانسياق وراء الشائعات التي يروجها البعض في فترة الاختبارات حول تأثير مادة "الكبتاجون" على استذكار الدروس، حيث أوضح مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية اللواء عبدالله الجميل أن الإدارة بذلت جهودا كبيرة في فترة ما قبل الاختبارات عبر نشر التوعية بشكل مكثف في أوساط الطلاب، مشيراً إلى تكثيف الحملات الميدانية في فترة الاختبارات لحماية الطلاب من هذه الآفة. "ورود" و"بيتزا" للترحيب وسعياً لإزالة الرهبة من نفوس الطلاب والطالبات، بادر عدد من إدارات التعليم والمدارس إلى توزيع الورود والوجبات الخفيفة، حيث بادرت ثانوية الأمير فهد بن بدر بسكاكا باستقبال الطلاب بالفطائر والعصائر، مع مطويات توعوية عن المخدرات وأضرارها، فيما فاجأت إدارة الثانوية الخامسة للبنات برفحاء طالباتها بتوزيع باقات من الزهور وبعض الوجبات الخفيفة، الأمر الذي فسرته مديرة المدرسة حنان البديوي بالسعي لإزالة الرهبة عن نفوس الطالبات وتهيئة الجو المناسب لأداء الاختبار. وبادرت ثانوية صقر قريش بمحافظة المجاردة أيضاً باستقبال طلابها بالورود والحلوى، حيث أوضح مدير المدرسة عامر مسعود أنه تم استقبال طلاب المدرسة بالتمر والحليب والحلوى والورود كنوع من التهيئة النفسية ولكسر حاجز رهبة الاختبارات لديهم. أما المدرسة السعودية الثانوية في الأحساء فاستقبلت طلابها بأطباق "البيتزا" التي نالت استحسان الطلاب، حيث أكد المعلم حسن العلي "صاحب الفكرة" حرصهم على الاهتمام بالجانب النفسي للطالب من خلال تقديم الوجبة المفضلة، مشيراً إلى أنهم أعدوا كميات كبيرة تكفي طلاب المدرسة البالغ عددهم 265 طالبا. أما ثانوية الهفوف فبدت أقرب إلى أجواء الامتحانات، حيث نفذت برنامج "المستشار" وذلك بتخصيص مجموعة من الأركان لمعلمي المقررات الدراسية "التي تسبق الاختبار" للإجابة عن استفسارات الطلاب. مدير الإعلام التربوي في تعليم الأحساء سلمان الجمل أكد أن الكثير من المدارس عملت جاهدة على تطبيق برنامج "اختباري متعة" وتهيئة نفسيات الطلاب لأداء الاختبارات وذلك بتأمين الأجواء المناسبة لهم من توفير مياه الشرب الباردة للطلاب في القاعات، وكذلك إقامة بعض الورش التدريبية على كيفية التعامل مع ورقة الأسئلة في قاعة الاختبار. وأعد تعليم الرياض 49 مركزا للإشراف الصحي ببعض المدارس، وهي عبارة عن غرفة مخصصة في مبنى المدرسة يتم اختيارها بناء على معايير معينة من أهمها توسط مبنى المدرسة بين مجموعة من المدارس لتقدم الخدمات الصحية لأكبر شريحة، ويعمل فيها طبيب وممرض في مدارس البنين وطبيبة وممرضة في مدارس البنات، مهمتهم متابعة الحالات الصحية التي يتعرض لها الطلاب والطالبات. مشاهد "خارج" القاعات ما لبث الهدوء الذي سكن الطرق والمحال التجارية والمطاعم والبوفيهات في أبها خلال الصباح الباكر أمس، حتى تحول كلياً بعد الساعة العاشرة صباحاً، حيث بدأ طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بتشكيل تجمعات في السيارات وداخل المطاعم والبوفيهات لتناول طعام الأفطار بشكل جماعي، حيث شوهد بعض الطلاب يقودون مركباتهم بسرعات جنونية، إضافة إلى قيام آخرين ب"التفحيط" والاعتداء على العمالة في المطاعم. وذكر المعلمان بالمرحلة الابتدائية بمدارس عسير ناصر سعيد الشهراني وبندر السلمان أنهما لاحظا بعد أداء الطلاب اختباراتهم أمس "سرعة" في خروجهم، لافتين إلى أن خروج هؤلاء الطلاب يدعوهم ل" التجمع"، نافين تحمل المدارس مسؤولية مثل تلك التصرفات، مشيرين إلى أن إدراة المدارس وزعت جداول سير الاختبارات على الطلاب، وأولياء الأمور ملزمون بمعرفتها ومتابعة أبنائهم ومواعيد خروجهم وسؤالهم في حال التأخر عن العودة للمنزل. أما في الجوف، فقد عمد كثير من المعلمين إلى إخفاء سياراتهم داخل أسوار مدارسهم، خوفاً من تعرضها للتكسير كردة فعل من الطلاب الكسالى، فيما سمح عدد من مديري المدارس لمعلمي مدارسهم بإيقاف سياراتهم داخل المدرسة. وطالب عدد من معلمي المرحلة الثانوية بمدارس الجوف بوضع آلية للحد من تكسير زجاج سياراتهم أثناء فترة الاختبارات أو تركيب كاميرات على مواقف السيارات أو أي وسيلة تجعل سياراتهم بعيدة عن عبث بعض الطلاب.