مع شروق صباح الغد تشرع المدارس في عموم المملكة أبوابها لاستقبال طالبات وطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية؛ لخوض الاختبارات النهائية للعام الدراسي الحالي1431/1432ه، هذه المرحلة التي ينجح فيها الطالب أو يرسب، تسبقها استعدادات مكثفة وسهر متواصل على كافة المستويات، سواء من جانب الطلاب في استذكار الدروس والتحضير للحدث الكبير الذي تتحدد من خلاله مرحلة مهمة من حياة الطالب، أو حتى الأسر التي تعيش بدورها هواجس الاختبارات ورهبته وتتضرع إلى الله أن يتجاوز أبناؤها هذه التجربة وتسجيل أعلى الدرجات. أجواء الترقب والقلق من أولياء الأمور تواجهها استعدادات مكثفة وعمل دؤوب من إدارات التعليم ومديري المدارس التي تحشد المشرفين التربويين وأطباء الوحدات الصحية لتسهيل مهمة الطلاب وأداء الاختبارات بسهولة ويسر، خصوصا وأنها تطبق ولأول مرة برنامجا الكترونيا لرصد درجات الاختبارات المعروف ب «برنامج نور». فيما تكثف الأجهزة الأمنية خططها المعلنة والسرية لتحقيق الانضباط والانسيابية المرورية لكافة الطرق المؤدية إلى المدارس ومحيطها. «عكاظ» رصدت أجواء ما قبل انطلاقة الاختبارات وكانت البداية مع محمد الغامدي من جدة وهو أب لثلاثة أبناء في المرحلتين المتوسطة والثانوية أبدى قلقه من صعوبة الأسئلة التي تظهر كل عام في مثل هذا الوقت وتحرمه مع أبنائه من الفرحة. بداية، عبر عادل الحربي من الطائف عن أمله في ضبط الأجهزة الأمنية الحركة المرورية وخاصة عند الصباح الباكر والتي تشهد ازدحاما واختناقات مرورية. من جانبها، قالت أم نورة من الدمام إنها قلقة على مستقبل ابنتها التي تستعد للزواج بعد انتهاء الامتحانات، وبررت قلقها بخشيتها من ألا تحصد ابنتها درجات عليا تدخلها الجامعة.
قلق المنبهات وأشارت أم محمد من تنومة إلى أن أكثر ما يقلقها هو ظهور الحبوب المنبهة التي تنشط وسط الطلاب في مثل هذا الوقت وطالبت الجهات الأمنية بتكثيف الدوريات بالقرب من المدارس ومنع تجمعات الشباب أمام مدارس البنات. وفي الوقت الذي نفي فيه طالب الثالث ثانوي في أبها تركي الشهري قسم علمي خوفه وقلقه من بعض المواد، وخصوصاً مادة الرياضيات، أبدى طالب الثانوي علمي سعد الشهرانى، خشيته من الرسوب في المواد العلمية وخاصة الرياضيات والفيزياء وعلم الأحياء، فيما أبدت طالبة المرحلة الثانوية، سميرة أحمد، خشيتها من الأسئلة التي تأتي من خارج المنهج خاصة في مادتي الرياضيات والفيزياء. وهنا تمنت زميلتها نادية محمد ظهور النتائج في أقصر وقت ممكن حتى تتمكن من التمتع بالإجازة الصيفية القصيرة جدا في هذا العام. أكثر سهولة ويرى المعلم يوسف سعد الشهري معلم الكيمياء في ثانوية العرين في أبها أن اختبارات الثانوية العامة أصبحت حالياً أكثر سهولة ويسرا، إلا أن الكثير من الطلاب لديهم نوع من الإحباط كون شهادة إتمام المرحلة الثانوية لا تمثل سوى 30 في المائة تقريبا من الدرجة الموزونة عند التقدم للقبول في الجامعات. وأشارت مساعدة شؤون المعلمين والمعلمات في تعليم حائل منيرة المجحدي، إلى التهيئة النفسية المبكرة التي يحتاجها الطالب ووقفة الأسرة قبل أسرته المدرسة. وبينت مديرة شؤون المعلمين والمعلمات في أدارة العامة لتربية والتعليم في حائل هيا السليمان، أن انعدام القلق يؤدي إلى ضالة الإنجاز وفق الدراسات العلمية. الطقس الحار من جهته، بين محفوظ الغامدي مدير متوسطة هارون الرشيد في جدة تهيئة الأجواء المناسبة، ومراعاة حالة الطقس الحارة وذلك بتجهيز قاعات الاختبارات المكيفة، وتوفير كافة المستلزمات التي تحتاجها المدارس، وعدم اختبار الطلاب في قاعة غير مكيفة، فيما تطرق مدير ثانوية الملك فيصل في ظهران الجنوب حامد دليم الوادعي، إلى تجهيز صالات المجمع المدرسي للاختبارات وتهيئة الأجواء المناسبة لهم. إلى ذلك، قال مدير ثانوية أبي بكر الصديق في تنومة عبد الرحمن فائز الشهري، أن التعامل مع برنامج «نور» الإلكتروني، قد سهل للمدرسة الحصول على قاعدة بيانات ممتازة تخص الطالب ودرجاته، إلا أن هذا البرنامج يعيبه عدم توفر شبكة الإنترنت في الكثير من المدارس، وإن وجدت فإن السرعة التي خصصتها الوزارة لا تزيد عن 1 ميقا، بالإضافة إلى أنه يحتاج لمعلم أو إداري متفرغ لمتابعته باستمرار. فيما حذرت مديرة ثانوية في جدة خديجة اليماني من بطء وأعطال برنامج نور. نظام نور وأوضحت المرشدة الطلابية في جدة سارة الزهراني، أن برنامج نور فيه عيوب ويجب تلافيها إضافة إلى أن الجميع لا يجيد التعامل مع تقنية الإنترنت. أما مدير عام التربية والتعليم في المنطقة عبد الرحمن أحمد، فأشار إلى استعداد إدارة التعليم لاستقبال الطلاب المتقدمين لاختبارات نهاية العام، خصوصاً في مدارس البنات للوقوف على الاحتياجات وسد النقص الموجود، كاشفا عن تنسيق مسبق مع شرطة المنطقة والمرور للحد من المشكلات التي تحدث غالبا أمام المدارس الثانوية أثناء الاختبارات. وأوضح مدير التربية والتعليم في منطقة تبوك الدكتور محمد بن عبدالله اللحيدان، استعداد جميع المدارس وتوفير كافة المستلزمات التي تحتاجها وتنفيذ أعمال الصيانة وأن كافة المدارس انتهت من إدخال درجات أعمال السنة في النظام المركزي لرصد الدرجات دون حدوث أية مشكلات أو أعطال فنية. فيما تناول مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس، استعدادات تعليم الشرقية وقال: هيأنا جميع مدارس المنطقة الشرقية لاستقبال الطلاب وتوفير الأجواء المريحة لهم، مبيناً تنظيم كافة مكاتب التربية والتعليم في المنطقة لجولات ميدانية مجدولة للمشرفين والمشرفات لرفع التقارير اليومية عن سير الاختبارات وحالة الطلاب في جميع المدارس، فضلا عن إطلاق برامج توعية للطلاب بأهمية الابتعاد عن تناول المنشطات. وكشف مدير عام التربية والتعليم في منطقة الباحة سعيد بن محمد مخايش، عن تشكيل لجنة مركزية لاختبارات مدارس البنين وأخرى للبنات تشرف على سير الاختبارات وتدقيق بيانات الطلاب وإظهار النتائج وفق نظام مركزي مرتبط بجهاز الوزارة عبر الإنترنت. إلى ذلك، أوضح مدير التربية والتعليم في محافظة النماص ظافر بن سعيد حبيب، أن جميع مدارس المحافظة أنهت استعداداتها وخططها الفنية والتشغيلية وهي جاهزة لبدء الاختبارات. وفي محافظة القنفذة أنهت إدارة التعليم استعداداتها لاستقبال الطلاب، أوضح مدير عام التربية والتعليم في المحافظة الدكتور محمد إبراهيم الزاحمي، توزيع عدد من المشرفين التربويين على المدارس لمتابعة الاختبارات. وأكدت مساعدة مدير التربية والتعليم للبنات في محافظة القنفذة هاشمية الشنقيطي تهيئة مدارس البنات في وقت مبكر من خلال جولات الإشراف التربوي. وكشف مدير عام إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف محمد أبو رأس، عن اجتماع عقد الأسبوع الماضي لهذا الغرض، فضلاً عن زيارات للمدارس للوقوف على مستوى الاستعدادات للاختبارات. واقترح مساعد مدير عام التربية والتعليم لشؤون المدرسية في منطقة حائل خالد الطريقي، إناطة مهمة الاختبارات لجهة غير المدرسة. من جهتها، تناولت الأخصائية النفسية نوال عثمان الزهراني، العوامل النفسية لدى الطلاب وأسرهم قبل الاختبارات. فيما أكد الدكتور محمد الزبيدي أخصائي اجتماعي أهمية النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا والاستفادة من وقت ما قبل الذهاب إلى المدارس في مراجعة الدروس. ونصح المستشار الأسري في محافظة خميس مشيط حسن الشهري، الآباء بملاحظة ومتابعة أبنائهم وقت الذهاب والعودة من الاختبارات، باعتبار أن هذه الأيام قد تشهد تفشي ظاهرة تعاطي الممنوعات وسط الطلاب. وبما أن فترة الاختبارات تشهد حوادث ومخالفات واستغلال ضعاف الأنفس لهذه الفترة تكثف الأجهزة الأمنية تواجدها بالقرب من المدارس للحد من تلك التصرفات، أوضح رئيس قسم التوعية والتوجيه الوقائي بمكافحة المخدرات في الطائف عبدالرحمن القرني عن تنظيم حملة توعوية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين والبنات في المحافظة. فيما حذر مدير مركز مراقبة السموم والكيمياء الطبية الشرعية محمد بن عبدالرحمن المبارك، من تعاطي الحبوب المنبهة لضررها على الصحة العامة ولتسببها لمتعاطيها بكسل وكآبة وشعور بالإجهاد. وأشار مدير مكافحة المخدرات في محافظة القنفذة النقيب عبدالوهاب بن سعيد القحطاني، إلى إطلاق جولات ميدانية أثناء فترة الاختبارات ومتابعة المشبوهين وأصحاب السوابق وبعض ضعاف النفوس الذين يستغلون صغار السن والمراهقين وإيهامهم بالمساعدة على السهر ومذاكرة الدروس. وبين مدير وحدة مرور ظهران الجنوب رئيس الرقباء علي حسين القحطاني، أن مرور ظهران الجنوب كثف من دورياته، خصوصاً في شارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز في حي الرحيب الشرقي. وبين الناطق الإعلامي في شرطة منطقة تبوك النقيب محمد سعود العنزي، نشر الدوريات الأمنية والأمن الوقائي أمام المدارس والميادين التي اعتاد الطلاب ارتيادها عقب انتهاء الاختبارات لمنع الحوادث الجنائية وضبط المفحطين والحد من حوادث السير وسرقة السيارات أو العبث بالممتلكات العامة التي تكثر عادة أثناء هذه الفترة. وقال مدير مرور بيشة المقدم ظافر القرني إن جميع الأفراد والضباط توزعوا إلى مجموعات ميدانية لمراقبة المدارس والخطوط الخارجية. ووفق المقدم محمد سعد السهيمي في الباحة فإن دوريات الأمن في منطقة أطلقت دوريات سرية وأخرى رسمية في مدينة الباحة لمتابعة مدارس البنين والبنات والحفاظ علي النواحي الأمنية إضافة لدوريات أمنية للتأكد من تواجد حراس المدارس ليلا للحفاظ علي سلامة المدارس من الاختراق. فيما ذكر مدير مرور الحدود الشمالية العقيد الدكتور مرضي بن مرضي المالكي، أن خطة المرور تنطلق منذ السادسة صباحاً تشمل كافة المحافظات والمراكز، مبينا أن نسبة «التفحيط» قلت عن السابق بشكل كبير، ومع ذلك سيتم القبض على الطالب «المفحط» ولن يطلق سراحه إلا بكفالة وبعد الاختبارات ستتم معاقبته. واعتمد مدير مرور منطقة تبوك العقيد محمد بن علي النجار، الخطة المرورية المعدة في المنطقة بهدف تنظيم عملية السير ومباشرة الحوادث المرورية خلال أيام الاختبارات. وفي المنطقة الشرقية أوضح مدير المرور العقيد عبدالرحمن الشنيبر، عن اعتماد خطة متكاملة تزامنا مع بداية الاختبارات بمشاركة كافة الكوادر البشرية والآلية للانتشار في كافة المواقع والمخارج لتسهيل وصول الطلاب والطالبات.. وكثفت إدارة مرور منطقة عسير دورياتها لضبط حركة السير أثناء خروج الطلاب، وأوضح مدير المرور العميد سعيد بن على بن مزهر متابعة أماكن تجمعات الشباب بعد الانتهاء من الاختبارات. فيما أكد مدير إدارة مرور محافظة جدة العميد محمد بن حسن القحطاني، تواجد وتكثيف دوريات المرور الرسمية والسرية حول المدارس وعلى جميع المحاور الرئيسية لشبكة الطرق في المحافظة المؤدية للمدارس والمجمعات التعليمية المختلفة من جامعات وكليات ومعاهد، منذ الساعات الأولى لبداية الاختبارات، لتسهيل حركة السير، ووصول الطلبة لمدارسهم، مشيرا إلى أن مرور جدة جاهز لضبط المخالفات والممارسات المخلة بأنظمة المرور وتحديداً ظاهرة «التفحيط»، وسيمكن الطالب المفحط من أداء الاختبارات بعد أخذ التعهد اللازم بالمراجعة عقب الانتهاء منها. ونتيجة للمشاريع الكثيرة التي تنفذ حاليا على شبكة الطرق، وتؤثر سلباً على الحركة المرورية تمنى من الجميع الخروج مبكراً تحسباً لأي عائق يطرأ وتفادياً لتأخر وصول الطلبة إلى قاعات الاختبارات مع اختيار طرق بديلة أقل كثافة في أحجام الحركة المرورية. إلى ذلك، بين مدير شرطة منطقة الحدود الشمالية اللواء حمود بن صالح المنصور، دعم العمل الميداني بالعاملين الإداريين خلال فترة الاختبارات، وأن عملهم يتركز خلال هذه الأيام على المدارس ومراكز الاختبارات ومكاتب التربية والتعليم. وكشف مدير سجون منطقة الباحة العميد فراج حبيب العصيمي، مشاركة 52 طالبا من نزلاء سجون الباحة لأداء الاختبارات منهم 15 طالبا من المرحلة المتوسطة و20 من المرحلة الثانوية و17 طالبا في المرحلة الجامعية.