رغم استقطابها للمئات من هواة المشي يوميا، إلا أنها لم تسلم من الانتقادات من قبل روادها (رجالا ونساء)، إذ كان هناك شبه إجماع منهم أن مضامير الرياض أو ما يطلق عليها بالعامية "الممشى"، لا تزال تفتقر لبعض الخدمات الضرورية، فيما برزت شكوى من كثرة المفترشين وسوء إضاءة بعض المسارات. مضامير وحدائق الرياض العاصمة باتت متنفسا ضروريا لأهالي العاصمة للمشي أو التنزه في الأجواء الشتوية المعتدلة، وتحديدا في ساعات المساء. وتبين خلود عبدالصمد أنها لاحظت اهتماما أكبر بإنارة ممشى مدينة الملك فهد الطبية الذي اعتادت عليه بعد أن كان هناك إهمال فيه، خصوصاً من جهة البيوت السكنية، إلا أن حصة التي اعتادت المشي هي الأخرى تشتكي من وجود بعض الباعة المتجولين وآخرين يفترشون الأرض لبيع أمور وأدوات ومستحضرات لا علاقة لها بالمشي أو الرياضة. وتقول سلمى الحسين إنه في ممشى مدينة الملك فهد يوجد مصلى نسائي في مكان مخيف نوعا ما، بجانب عمارة مهجورة وبه إضاءة سيئة ولا يوجد به حراس أمن، مما يجعل السيدات يتخوفن من الصلاة واستخدام دورات المياه، داعية إلى إيجاد مصليات ودورات مياه للسيدات في مماشي الرياض حتى تشجع على رياضة المشي. وتطالب مي الحميدي بوجود نقاط أمنية في الممشى حتى تجد السيدة من تلجأ إليه في حال المضايقات، فيما تمنت أم فهد وجود سيارات إسعاف متنقلة وأخرى ثابتة في الممشى حتى تكون حاضرة في حال الحوادث أو الإصابات غير المتوقعة، بالإضافة إلى تقديم التوعية والاستشارات الصحية وغيرها للمشاة. الإيجابية تجاه المضامير كانت طاغية في حديث هند وآخرين غيرها ممن التقتهم "الوطن" في أحد المضامير، وتقول إنها تمشي كل يوم مع والدتها المسنة عند الرابعة عصرا في ممشى مدينة الملك فهد الطبية، خصوصاً بعد أن أصبحت هذه الأجواء مساعدة لتلك الرياضة، ولا سيما أن والدتها المريضة بالسكر تحتاج إلى المشي من وقت لآخر، وتابعت "كنا نمشي في المراكز التجارية .. ولكن مع هذه الأجواء أصبح الخروج إلى الهواء الطلق أمرا رائعا". وترى صفاء التي كانت تسير في الاتجاه المعاكس لهند، أن المشي يعد رياضتها المفضلة وأنها باتت تمارسها منذ بداية فصل الشتاء وبرودته المعتدلة بممشى مدينة الملك فهد تارة، وشارع الملك عبدالله "شارع الحوامل" كما يطلق عليه أهالي المنطقة تارة أخرى، فيما تقول أم فواز التي كانت تمشي بحديقة حي المنار إنها طالما مشت هنا بشكل مستمر، ولن تفوت فرصة الأجواء الجميلة. أما خالد العبدالكريم فيؤكد ل"الوطن" أنه طالما يمشي ويهرول بعد الساعة الخامسة في أماكن مختلفة لكي يغير الروتين، إما في طريق الملك عبدالله "شارع الحوامل" أو مدينة الملك فهد الطبية أو في حديقة سلام، خصوصاً أن أجواء الرياض هذه الأيام تحفز وبشكل كبير الناس على المشي، مبيناً أنه وجد العديد من الممارسين لرياضة المشي في الأماكن التي اعتاد المشي عليها صيفا.