بالإشارة للاهتمام الذي يجب أن يتضاعف بشؤون الحدائق العامة والخاصة، وعلى وجه الخصوص «حدائق مضامير المشي»، وأذكر منها بالتحديد مضمار ممشى «أمير الشباب» -رحمة الله عليه- ثم حديقة الشاطئ المواجهة لقصر «وزير الداخلية»، فهذه الحدائق والمضامير تعتبر متنفسًا للناس، خاصة العوائل والنساء بشكل خاص، حيث يُمارس فيها رياضة المشي من جهة، والترفيه عن أطفالهم من جهة أخرى، والغريب أن هذين الموقعين بالذات يقعان في أفضل المواقع بين كورنيش البحر الأحمر وشارع الملك، ومع هذا يعانيان من سوء الخدمات الهامة والأساسية، فالبعوض يسرح ويمرح، وما أن يطل المساء حتى يشن هجومه الشرس على النساء، سيقول قائل: لماذا النساء بالذات؟ فالجواب البديهي يقول: إن الناموس يعشق اللون الأسود، والمرأة ترتدي العباية والطرحة، وكلتاهما أسودان، أمّا المعاناة الأخرى فسوء النظافة، وعدم وجود سلال نفايات كافية -وإن وجدت- الأكياس مستهلكة، أمّا رجال النظافة فلا أثر لهم أبدًا، وأحيانًا تشاهد أحدهم يتسلَّى بسحب اللّي من الشمال لليمين، والعكس، وهذا في حد ذاته مستغرب خاصة وكما ذكرنا موقع المضمارين، فكيف بحال حدائق الأحياء الأخرى في كل مناطق جدة؟! الجواب لا يحتاج لذكاء أبدًا، الحال أسوأ بكثير، وأذكر أننا كنا مجموعة من النساء «متطوّعات» كنا أعضاء في لجنة الحدائق في أمانة المهندس عبدالله المعلمي، وكان لنا جهود جيدة نتج عنها مثل هذه المضامير للمشاة، ولقد أعددت حينها دراسة قُدمت لسمو أمير مكة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمة الله عليه- ولأمانة جدة، وحينها كان ذلك التجاوب، ولايزال لدينا دراسات هامة جدًّا كان من المفترض أن ترى النور، وقد تم تقديمها من مجلس حي الروضة الذي تشرّفتُ بأن أكون السيدة الوحيدة في مجلس إدارته، ولكن للأسف أيضًا لم ترَ النور لأسباب كثيرة، واسألوا أمين جدة السابق م. عادل فقيه. المهم نحن «عيال اليوم»، فهذه الحدائق كلها تحتاج إلى زيارة من الأمين ليرى بأم عينه أحوالها التي لا تسر، ولتكن زيارة مفاجئة وفي وضح النهار، ولدينا من الرؤى والاقتراحات من وحي الاحتياج والمشاهدة عن كثب، يسرنا تقديمها لمعالي الأمين، وأولها إيجاد دورات مياه عامة، أو مدفوعة الأجر لا يهم، المهم أن يرتاح الناس. كما وأن هناك حدائق صغيرة يمكن أن تكون مضامير مشي للنساء بطريقة بناء مضامير دور ثانٍ، ومغطاة بمظلات بحيث يمكن استخدام الحديقة، والاستفادة من المضامير المعلّقة الدائرية للتريض، وممارسة رياضة المشي، ولدينا مخطط كامل لمثل هذه المشاريع يمكن أن تُستثمر من قِبل القطاع الخاص، وذلك بإقامة «رياض أطفال» للأحياء داخل بعض الحدائق، توفر مكانًا آمنًا ومريحًا، وبه وسائل ترفيه، وبالتالي يمكّن النساء العاملات فيه خاصة من ساكنات الحي أن يقدّمن الخدمة لأطفال أخواتهن العاملات في القطاع العام والخاص، ناهيك عن افتتاح مكتبات عامة، ومراكز تجمّع، واحتفال لسكان الحي الواحد في المناسبات الوطنية والأعياد، خاصة في الأحياء الضيقة ذات الكثافة السكانية وخلافه من المعوقات المالية وغيرها. خاتمة: ليس مَن رأى كمن سمع..! [email protected]