هل نستطيع القول إن الحوامل في مدينة الرياض هن من دفعن النساء الأخريات إلى ممارسة المشي ! وخاصة بعد أن اشتهر شارعهن بين الناس (بشارع الحوامل) الذي أخذ صداه ليصل إلى المناطق الأخرى وحظيت الحوامل بأول شارع على مستوى العالم يخصص باسمهن. قبل عدة سنوات كان مشي المرأة في الشارع يعتبر عيباً اجتماعياً لا يمكن تخطيه بسهولة حيث أثرت النهضة العمرانية التي شهدتها مدينة الرياض على إحداث مفاهيم جديدة للسكان فتمدد الأحياء واتساع المنازل خلق بُعداً اجتماعيا بين الجيران بعضهم البعض فلم نعد نرى المرأة تمشي في الشارع لزيارة جاراتها فكيف وهي الآن تمارس المشي كالرياضة وأسلوباً لحياة صحية يساعدها في التغلب على انتشار البدانة والسكري وهشاشة العظام. مضمار المشاة في طريق الملك عبدالله يعتبر أنموذجاً جديداً لممارسة رياضة للجميع والتنزه وخاصة لدى مرضى النقاهة وكبار السن وحتى الأطفال البدناء فبعد أن تم تطويره بطريقة حديثة التي روعي فيها اتساع الأرصفة وامتدادها على مربع كبير يبلغ الأربعة كيلومترات متخطياً عددا من المرافق الحكومية وذلك لضمان الاستمرارية فالإنارة والتشجير ووجود المصليات ودورات المياه مواقف للسيارات أتاحت للناس ارتياده في كل الأوقات. ولكن هل هذا المضمار كافٍ لأن يستوعب العدد المتزايد من سكان المدينة الباحثين عن متنفس للتنزه والرياضة بالتأكيد لا !! ففي عدة أحياء بدا السكان في البحث عن مواقع أخرى للمشي ولكنها غير مهيأة لذلك ،لماذا لا تقوم أمانة مدينة الرياض بتكرار مشروع مضمار المشاة في مواقع أخرى في المدينة حتى تساعد على تخفيف الضغط على طريق الملك عبدالله الذي يتوافد علية السكان من كل مكان، وخاصة أن المضمار يعتبر رافدا من روافد أسابيع التوعية والتبرع في الدم حيث ساعدت الجهات المنظمة في تواجد المرتادين وأخذ آرائهم بسهولة ، مفهوم الرياضة الآن تغير وأصبح لدى البعض من أساسيات حياتهم اليومية وهو مؤشر جيد لتغير نظرة المجتمع نحو الرياضة والاهتمام بالصحة العامة كما انه من المشاريع المهمة التي يجب ألا نغفل عنها فالأجيال القادمة من الشباب سوف ينعمون بوعي صحي أفضل من الآن فهل نحن مستعدون.