في حديث دار بينها وبين فتاة عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي تلك الفتاة كانت تشعر بالملل وبعدم الرضا ورأت أن تكسر ذاك الملل ويتحقق لها الرضا برغبة أسمتها حلما. بعد التعرف سألتها ما هي أحلامك وآمالك؟ فأرسلت ضحكة عبر أثير الرسائل قائلة بما أنهم بلا قيود والحياة أمامهم بلا عقبات ولا عوائق ولأنهم يستمتعون بالحرية أريد أن .... أسترجل. قالت لها: أتريدين أن تصبحي (بويه)، قالت: لا مسترجلة! أقص شعري وألبس مثل الذكور وأتحرر من القيود. قالت لها: الرجولة ليست بقص الشعر والتحرر، بل أعباء لا يستطيعها إلا الرجل، وقدرات منحهم الله إياها وميزهم بها عن الأنثى، وبالمقابل هنالك مميزات لها وقدرات لا يستطيع الرجل القيام بها. قالت أحلم فقط والأحلام مشروعة.. وهنا انتهى الحوار. وبانتهاء الحوار لم تنته الأحلام، بل البعض حققنها فتجاوزن مرحلة الحلم إلى تحقيقه. فبعد أن كانت أحلاما أصبحت ظاهرة تسللت إلى المجتمع، وبعد أن كانت غير مرغوبة بل مرفوضة أصبحت مسكوتا عنها. عذرها أن المجتمع قيدها وحد من نشاطها، بينما الرجل الفرص أمامه كثيرة والمجتمع يتجاوز عن هفواته بينما يضخمها لها. هذه الأسباب التي وضعتها من تتمنى أو تحلم بأن تكون رجلا، لم تضعها فقط، بل هي مقتنعة بها وحققتها. بدايته حلم ونهايته أفعال خارجة عن الشرع والمجتمع والعرف، كان مظهر الفتاة المتشبهة بالذكور يثير سخط المجتمع واستهجانه، أما الآن فأمر طبيعي أن ترى في أي تجمعات نسائية أكثر من فتاة هيئتها ذكورية، وتصدر عنها تصرفات تشبه ما يفعله الرجل من حركات، بل حتى صوتها تحاول أن تغيره وتخالف فطرتها، كانت تقوم بكل ذلك على خجل وترقب ردة فعل مجتمعها بقليل من الوجل، أما الآن فبكل جرأة تظهر وبفعلتها تلك تجهر. ألم يكن الأجدر أن نقضي على تلك الأحلام عندما كانت حبيسة الخيال وألا نترك لتحقيقها أي مجال؟ كان يجب قتلها في مهدها واقتلاعها قبل أن تخيم على المجتمع بظلالها. مسؤولية الأسرة والمجتمع، وإن كان تقع المسؤولية الأكبر على كاهل الأسرة، فالتغاضي على اللباس والمظهر تجاوزه إلى سلوك وأفعال يصعب القضاء عليها، فمعظم النار من مستصغر الشرر. يجب إطفاء الجذوة قبل أن تشتعل وتحرق. أحلام غير مشروعة تحققت بالسكوت عنها. ونتمنى أن السكوت لا يطول وعن تحقيق تلك الأحلام يجب أن نحول.