بعد أكثر من عام على انطلاق الدورة الثانية ل 285 مجلسا بلديا, تصاعدت حدة الجدل الذي رافق أعمالها في أكثر من منطقة. فمن جدل زيارة الوزير بين مجلسي خميس مشيط وأبها، مرورا بالاستقالة التي قدمها رئيس "بلدي الجوف" اعتراضا على أداء الأمانة، وانتهاء باتهام رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة لمسؤولين بتعطيل قرارات المجلس، حطت محافظة الطائف على قائمة المجالس البلدية الأكثر صخبا. وسجل الأهالي حنقا من الطريقة التي تعامل بها مجلسهم البلدي معهم بعد أن دعاهم إلى حوار مفتوح، إذ لم يمنحهم الفرصة للمداخلة بالشكل المطلوب، فيما أثارتهم مداخلة نائب رئيس المجلس الذي شبه طريقة رفعهم لأياديهم أملا في التحدث ب"طلاب الفصول الدراسية". وفي الوقت الذي لجأ بعض المواطنين إلى العرف القبلي المتمثل في "رمي العقال" طلبا لمنحهم فرصة الحديث مع أمين الطائف وأعضاء المجلس بعد تجاهلهم، منحت الفرصة لرجال أعمال حولوا اللقاء إلى ثناء على الأمانة وجهودها. وانتقد الحاضرون آلية اللقاء الذي تحول إلى معرض لمشروعات البلدية المصورة وعرض لإنجازاتها, في حين ركز بعض من أتيحت لهم الفرصة على مطالبهم المتمثلة في سرعة إنجاز المشاريع المتأخرة، وتفعيل دور أعضاء المجلس البلدي، وتقديم الخدمات الأساسية للأحياء. رغم أن أهالي الطائف لبوا دعوة المجلس البلدي لحوار مفتوح أول من أمس، مع أمين الطائف، رئيس المجلس البلدي، المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج، وأعضاء المجلس، إلا أنهم فوجئوا بتجاهل مداخلاتهم. وشكا عدد من المشاركين بالحوار في حديث إلى "الوطن"، من تجاهل عضو المجلس البلدي الدكتور علي الحارثي الذي أدار اللقاء أصوات المواطنين الذين رفعوا أياديهم طويلا لمنحهم فرصة الحديث مع أمين الطائف وأعضاء المجلس، ومنح الفرصة لرجال الأعمال الذين حولوا اللقاء إلى ثناء على الأمانة وجهودها. وبينما تجاهل مدير اللقاء طلب المواطن رشيد الذيابي فرصة الحديث، طالب الذيابي أمين الطائف المهندس محمد المخرج بمنحه والمواطنين فرصة الحديث ليطلعوه على مشاكلهم، ليتم التدخل من قبل عدد من الحضور ورجال الأمن لتهدئته. من جهته، وصف نائب رئيس المجلس البلدي طريقة رفع الحضور لأياديهم أملا في التحدث بطلاب الفصول قائلا: "أياديكم وهي ترتفع وتنزل طلبا للسؤال تذكرني بطلاب الفصول الدراسية ". وانتقد مواطنون آلية اللقاء الذي أعلن أنه لقاء مفتوح مع أعضاء المجلس البلدي، لكنه تحول إلى معرض لمشروعات البلدية المصورة وعرض لإنجازاتها. ورصدت "الوطن" انتقاد بعض الحضور رئاسة أمين الطائف المهندس المخرج للمجلس البلدي، متسائلين عن كيفية أن يكون المجلس رقيبا على أعمال الأمانة ويترأسهما مسؤول واحد، مطالبين بأن يكون رئيس المجلس مستقلا عن الأمانة. وتضمنت مطالب المواطنين سرعة إنجاز المشاريع المتأخرة، وتفعيل دور أعضاء المجلس البلدي، وتقديم الخدمات الأساسية للأحياء والاستماع لصوت المواطن، وألمحوا إلى أنهم يجدون صعوبة في الوصول إلى أعضاء المجلس البلدي الذين لا يتواجدون إلا في مقر المجلس وقت الاجتماع، مطالبين المخرج بتخصيص وقت لمقابلة المواطنين في مكتبه. وفي حين دافع أمين الطائف المهندس محمد المخرج عن الشركات المنفذة للمشاريع، زاعما أنه ليس هناك مشاريع متعثرة وإنما مشاريع متأخرة وبمبررات، حمل المخرج نظام المناقصات الذي يعطي المشاريع للشركات الأقل عطاء، وكذلك بعض الجهات الحكومية والمواطنين وشركات الخدمات السبب في تأخير بعض المشروعات. واستعرض المخرج خلال اللقاء مشاريع مستقبلية لمحافظة الطائف لا تزال في مرحلة الدراسات، وكشف عن توجه لإنشاء شركة المصيف لتكون ذراع الأمانة الداعم لتنفيذ مشاريع تطوير الأحياء العشوائية، مشيرا إلى أنه تم حصر الأحياء العشوائية وتصنيفها، مفيدا بأنه ينتظر الاعتماد لمباشرة التنفيذ.