رغم أسوارها المرتفعة والمرور بخمس نقاط للتفتيش والتدقيق الأمني والمرور بإجراءات معقدة حتى الدخول للقنصلية الأميركية في الظهران، إلا أن الاستقبال كان حافلا للوفد الإعلامي السعودي، الذي حضر لزيارة القنصلية أمس بدعوة من القنصل الأميركي بالظهران جوي هود، للاطلاع على ما تقدمه أقدم قنصلية أميركية في المملكة نشأت مع اكتشاف البترول في المنطقة الشرقية عبر الخبراء الجيولوجيين الأميركيين الذين كان لهم أسبقية اكتشاف الزيت في هذه المنطقة لتستمر القنصلية منذ ذلك الحين في خدمة الأميركيين الذين يعملون داخل المملكة، والسعوديين الراغبين في السفر للولايات المتحدة الأميركية، سواء للدراسة أو السياحة أو العلاج. توقف الوفد صباح أمس في بداية جولته التي رافقه فيها عدد من مسؤولي القنصلية عند الصالة المخصصة لتقديم طلبات الحصول على تأشيرة السفر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث أوضح مسؤول قسم التأشيرات، القنصل سكوت دريسكل، أن صالة التقديم تستقبل يوميا نحو 100 شخص من السعوديين الراغبين في الحصول على تأشيرة، ويتم إنهاء إجراءاتهم بكل سهولة بعد أن يتقدم طالب التأشيرة عبر الموقع الإلكتروني بتعبئة الطلب وتسديد رسوم "الفيزا"، ليحضر بجوازه الأصلي، وإيصال التسديد، لتبدأ إجراءات البصمات والتأكد من المعلومات وإجراء مقابلة شخصية لا تأخذ في مجموعها أكثر من 5 دقائق، للحصول على تأشيرة دراسة أو سياحة، تمتد صلاحيتها حتى خمس سنوات وأكثر في حال كان طالبا منتظما في دراسته. وأكد دريسكل أن القنصلية الأميركية بالظهران أصدرت العام الماضي نحو 21 ألف تأشيرة سفر من مجموع 110 آلاف تأشيرة صدرت العام الماضي من البعثات الدبلوماسية الأميركية في كل من الرياضوجدةوالظهران، مشيرا إلى أن عدد تأشيرات الدراسة التي صدرت للطلاب مع عائلاتهم بلغ في العام نفسه أكثر من 6 آلاف تأشيرة. ولفت إلى أن 17% من المتقدمين للحصول على تأشيرة سفر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية هم من غير السعوديين، مؤكدا أن نسبة الموافقة على طلبات التأشيرات تفوق 95% من المجموع الكلي للمتقدمين بالظهران. وأشار دريسكل إلى أنه كان لانضباط السعوديين في الولاياتالمتحدة الأميركية والسمعة الطيبة أثر كبير في حرص بلاده على تسهيل إجراءات إصدار التأشيرات، حتى بات من الممكن الحصول عليها خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا واحدا فقط. الحديث الذي دار بين مسؤولي القنصلية وممثلي الصحف السعودية في مقهى داخل مبنى القنصلية، كشف عن أعداد قليلة من السعوديين يطلبون الهجرة، إلا أن دريسكل أكد أن هذه الأعداد القليلة يتم التعامل معها عبر السفارة الأميركية في الرياض، كما أوضح أن التعليم في أميركا يشكل جزءا هاما من الاستثمار، حيث بلغت إيرادات الولاياتالمتحدة الأميركية من التعليم من الطلاب المبتعثين من كافة دول العالم 20 مليار دولار خلال عام 2010م. وقال إننا مشاركون في التنمية السعودية من خلال 70 ألف سعودي يدرسون في أميركا، وهم من سيعود إلى المملكة لبنائها والمساهمة في تقدمها وتطورها، فيما أكد أن الزيادة في قيمة التأشيرة بواقع 20 ريالا عن السابق جاءت لتواكب التطور في الخدمات المقدمة، وبهدف تحسين هذه الخدمات. ولفت إلى أن هناك خدمات مقدمة للمرضى بتسريع مواعيدهم، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من السعوديين من ذوي الاحتياجات الخاصة يدرسون في جامعة مخصصة لتعليمهم في أميركا. وبين أن بإمكان من يحصل على تأشيرة سياحة الالتحاق بالدورات القصيرة والدراسة بما لا يتجاوز 16 ساعة في الأسبوع، وفي حالة تجاوز ذلك ينبغي عليه الحصول على تأشيرة خاصة بالدراسة. وفي منزل القنصل العام الأميركي بالظهران جوي هود حيث استضاف الإعلاميين في مأدبة غداء، أشار إلى أن كثيرا من الناس لديهم انطباع عن الإجراءات بأن الولاياتالمتحدة الأميركية مغلقة، وهذا غير صحيح، بدليل دخول أكثر من 50 مليون شخص زاروا أميركا خلال العام، من بينهم 700 ألف طالب ثلثهم من السعوديين، مشيرا إلى أن السعودية تنافس الهند في تواجد الطلاب بأميركا بغرض الدراسة. وأكد هود أن تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة السفر من أهم اهتمامات الرئيس الأميركي باراك أوباما، مدللا على ذلك بزيادة عدد الكوادر العاملة في قسم التأشيرات من ضابط تأشيرة إلى خمسة ضباط، أغلبهم يجيدون التحدث باللغة العربية. وأضاف القنصل أنه قبل 4 أعوام لم تصدر تأشيرة واحدة من القنصلية بالظهران، أما الآن فتأشيرات القنصلية وصلت إلى 21 ألفا، وهذا أمر جيد مقارنة بالسابق، مما يدل على تطور كبير في تسهيل الإجراءات خلال هذه الفترة، ويعود ذلك إلى التعاون الدائم بين السفارة الأميركية والحكومة السعودية. وأشار إلى أن القنصلية الأميركية بالظهران تعمل أيضاً على خدمة 15 ألف أميركي يقطنون المنطقة الشرقية. وتحدث هود عن الفكر السائد لدى الإعلام السعودي عن أميركا وصعوبة إجراءات السفر إليها، موضحا أن من واجب الإعلاميين الذين حضروا إلى السفارة وشاهدوا سلاسة الإجراءات نقل هذه الصورة عبر مطبوعاتهم لتصحيح هذه الفكرة للناس. وأضاف أنه مطلع على ما يدور في الإعلام السعودي عبر التقارير اليومية التي ترده عما ينشر في الصحف المحلية أو عبر الأخبار المقروءة والمسموعة، مشيدا بتطور الإعلام السعودي من خلال حرية الرأي وتوفر المعلومة الصادقة. ولم يخلُ الحديث مع القنصل الأميركي من التطرق لأمور عدة، من بينها مشاركته في مباراة لكرة القدم ضمن دوري زين السعودي بين الفتح والهلال. وأبدى القنصل سعادته بتلبية الدعوة التي عرضتها عليه "الوطن" لزيارة منطقة عسير ومقر "الوطن" الرئيسي في أبها، مؤكدا أن ذلك سيتم قريبا.