أكد القنصل العام للسفارة الأميركية في السعودية جلين كيسر، أن العام الماضي شهد تقدم 60 سعودياً بطلبات هجرة إلى أميركا، إضافة إلى تسجيل رقم قياسي في عدد طالبي التأشيرات، وصل إلى 110 آلاف طلب، مشيراً إلى أن ما يعادل 93 في المئة من المتقدمين بطلباتهم في المملكة تتم الموافقة عليها، وهو من أعلى معدلات منح التأشيرات في العالم. وأضاف أن عدد الطالبات اللواتي حصلن على تأشيرات العام الماضي بلغ 6664 فتاة سعودية. فيما أوضح الملحق الإعلامي في السفارة مفيد الديك أن عدد السعوديين الذين يدرسون في أميركا وصل إلى 47 ألف طالب ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، مشيراً إلى أن 6 آلاف طالب سيلتحقون بهم هذا العام. تبدو لمسات السفير الأميركي لدى الرياض جيمس سميث كطيار مقاتل نفذ أكثر من 4000 طلعة جوية على طائرات إف 15 واضحة على أداء موظفي السفارة، فالانطباع الأول الذي يتولد لدى الزائر بمجرد أن ينتهي من تجاوز إجراءات التفتيش الأولية، هو أنه في ثكنة عسكرية، وليس في مقر لبعثة ديبلوماسية.. الوجوه صارمة، والخطوات محسوبة، ما يرسخ للإحساس بأن من رسم هذه اللوحة الانضباطية خبراء في علم النفس وليسوا رجال أمن للإيحاء لكل زائر بمدى أهمية البلد الذي تمثله السفارة. «الحياة» كانت ضمن ثلاث صحف تلقت دعوة من القنصل العام للولايات المتحدة في المملكة جلين كيسر لزيارة مقر السفارة الأميركية، بغرض توضيح مدى الجهد المبذول من القسم القنصلي لخدمة الراغبين في السفر إلى الولاياتالمتحدة. الإجراءات الأمنية المتبعة معقدة للغاية، فبعد سحب الهاتف النقال على البوابة الرئيسية، تقدم رجل أمن بلباس مدني في الداخل طالباً تسليم البطاقة الصحافية إلى جندي أميركي يتمترس خلف حاجز زجاجي ضخم، وبعد نحو 15 دقيقة جرى منح الصحافيين بطاقات زائر، بعد إدخال المعلومات الشخصية «الاسم، الصورة، جهة العمل» إلى جهاز كومبيوتر من دون تبين ماهية العملية التي أجراها، أو سبب استغراقه هذه المدة، أو ماهية مرجعيته في التدقيق في هذه المعلومات.. انتظار لم يقطعه سوى لباقة الملحق الإعلامي للسفارة مفيد الديك، الذي حاول أن يكسر هذا الملل بسرد أهمية الزيارة والتأكيد أنها المرة الأولى الذي يسمح فيها لصحافيين بالدخول إلى هذه المنطقة. في البداية حضر القنصل العام للسفارة جلين كيسر مرحباً، وبصحبته فريق أميركي يمثلون قناصل ومساعديهم، بدأوا في اصطحابنا إلى الداخل، بعد أن حذّر رجل أمن من التقاط الصور، مشدداً على عدم التقاط مداخل ومخارج السفارة من أي زاوية، موجهاً أحد معاونيه باصطحاب الزميل المصور فيصل الناصر إلى أي مكان ننتقل إليه. وقال كيسر: «قبل وصولي إلى السعودية بنحو عام ونصف تقريباً، كان معدل الانتظار للحصول على موعد للمقابلة يعادل ثلاثة أشهر تقريباً، أما في الوقت الراهن فبإمكان طالب التأشيرة إن كان من ساكني الرياض الحصول على موعد في اليوم التالي مباشرة، أما في الظهران فالموعد يتأخر إلى نحو أسبوع، وفي جدة يكون خلال أقل من أسبوعين». وشدد على أن السفارة تقدم خدمة متساوية في كل هذه المناطق، فليس هناك أي فرق بين الأماكن الثلاثة، مؤكداً أن ما يعادل 93 في المئة من المتقدمين بطلباتهم في المملكة تتم الموافقة عليها، وهو من أعلى معدلات منح التأشيرات في العالم، ويعكس المستوى المتقدم لطالبي التأشيرة في المملكة، وحتى بالنسبة لمن لا يحصل على تأشيرته تتم مساعدته مستقبلاً في تجاوز أخطائه السابقة. وحول أسباب الذهاب إلى الولاياتالمتحدة أوضح كيسر، أن غالبية المتقدمين يذهبون بغرض العمل أو الدراسة، ولكن ربع هؤلاء يذهبون للدراسة، إذ إن واحداً من بين كل أربعة أشخاص يكون طالباً في الولاياتالمتحدة، مضيفاً أن العام الماضي شهد تسجيل رقم قياسي بلغ 110 آلاف طالب تأشيرة، من بين هذا الرقم 66 ألف متقدم في الرياض وحدها، معظمهم طلاب دراسة، وعلى رغم الجهود لتقديم خدمة أفضل، إلا أن المتقدمين يجب عليهم قطع شوط للحصول على التأشيرة كذلك، إذ إن عليهم تعبئة طلباتهم بشكل كافٍ، وشرح سبب سفرهم، وفي غالب الأحيان، حينما تكون هناك مشكلة فإن ذلك ينبع من المتقدم نفسه، لذلك نحث الجميع على الذهاب إلى موقع السفارة على الإنترنت، للحصول على معلومات وافية باللغتين العربية والإنكليزية قبل السفر. أما رئيس قسم التأشيرات في السفارة الأميركية روبن بوس فطلب في بداية حديثه إلى الصحافيين أن «يوجهوا أسئلة ذات مغزى ومنطقية»، ومع ذلك فإنه من بين 7 أسئلة طرحت عليه، كان رده على ثلاثة منها: «لا أعرف». بوس أوضح أن معدل رفض التأشيرات في العام الماضي كان 3 في المئة فقط، عازياً ذلك إلى أن المتقدم لم يستطع إقناع المسؤول القنصلي بنفسه وبالتالي لم يقبل طلبه، مطالباً كل من يتقدم للحصول على تأشيرة بعدم الخجل وتسويق نفسه بشكل لائق وإقناع القنصل بجدوى ذهابه إلى الولاياتالمتحدة. وأضاف أن عدد الطلاب السعوديين في الولاياتالمتحدة بلغ 45 ألف طالب، لكن الملحق الإعلامي مفيد الديك قال معلقاً إن الرقم الصحيح متضارب إلى حد ما لكنهم إجمالاً يبلغون نحو 47 ألف طالب في برنامج خادم الحرمين وهناك 6 آلاف طالب سيلتحقون هذا العام بهذا العدد إضافة إلى 5 آلاف طالب يدرسون على نفقتهم الخاصة. ليعود بوس ويوضح أن نسبة غير السعوديين الذين تقدموا للحصول على تأشيرات في المملكة خلال العام 2011 كانت 15 في المئة يمثلون 99 جنسية عاملة في المملكة، مشيراً إلى أن السفارة استقبلت 1200 طلب هجرة في 2011، لكنه لم يجب عن عدد السعوديين بين من تقدموا بطلبات هجرة، وهنا أوضح القنصل العام للسفارة الأميركية في السعودية جلين كيسر أن النسبة لم تتجاوز 5 في المئة من بين الرقم (60 سعودياً). ولفت إلى أن عدد الطالبات اللواتي حصلن على تأشيرات العام الماضي بلغ 6664 فتاة سعودية.