أصدرت السفارة الأميركية في الرياض وقنصليتها في الظهران أكثر من 46 ألف تأشيرة دخول للولايات المتحدة خلال العام 2008، مسجلة بذلك ارتفاعاً بنحو 35 في المئة عن إجمالي التأشيرات خلال العام 2007، الذي بلغ 34 ألف تأشيرة. وكشفت إحصاءات صادرة عن القسم القنصلي في سفارة الولاياتالمتحدة في الرياض (حصلت عليها «الحياة») أن أكثر من 90 في المئة من السعوديين الذي يتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرة دخول الولاياتالمتحدة تتم الموافقة على طلبهم ويحصلون على تأشيراتهم، فيما لا يتجاوز عدد الطلبات التي تتعرض للرفض 10 في المئة. وأكدت السفارة أن 50 في المئة من إجمالي طلبات إصدار التأشيرة التي تتلقاها في السعودية يتم البت فيها وإنهائها خلال أسبوع، إلا أنها أضافت أن النصف الآخر من الطلبات يستغرق بتها من شهر إلى شهرين، فضلاً عن الطلبات المرفوضة. وذكرت أنه تم منح 8900 طالب تأشيرة دخول الولاياتالمتحدة من أجل الدراسة خلال العام الماضي، بينما لم يتجاوز عدد تأشيرات الدراسة التي أصدرتها خلال العام الذي سبقه 6400 تأشيرة، مشيرة إلى أن عدد الطلاب السعوديين المقيمين في أميركا يتجاوز 18 ألف طالب سعودي. وعلى رغم تأكيدات سفارة واشنطن لدى الرياض على أنها تبذل الكثير من أجل تسهيل إجراءات منح التأشيرة للسائحين ورجال الأعمال والطلبة، وإعطائها جميع المتقدمين بطلبات الحصول على تأشيرة من أجل الدراسة في الولاياتالمتحدة تأشيرة دخول تمتد صلاحيتها إلى خمسة أعوام، إلا أن شكاوى بعض مراجعيها لم تقتصر على ساعات الانتظار الطويلة التي يقضونها عند مدخل السفارة فضلاً عن ساعات أخرى من الانتظار داخل القسم القنصلي. في غضون ذلك، وصف عدد من الديبلوماسيين تحدثوا إلى «الحياة» نموذج الحصول على التأشيرة الأميركية ب «المضحك للغاية»، في حين وصفه بعض من يفتقدون إلى الأجوبة الديبلوماسية ب«النموذج الغبي» الذي يثير عدداً من أسئلته الاستغراب حول جدوى طرحها على المتقدم للتأشيرة. نموذج أسئلة مثير وليس أبرز الأسئلة؛ سؤال للمتقدم عما إذا كان عمل يوماً كوسيط للدعارة أو تاجر مخدرات، إذ يضم نموذج الطلب أسئلة أخرى كالهدف من زيارة الولاياتالمتحدة، وما إذا كان هدف المتقدم بالطلب التوجه إلى أميركا من أجل المشاركة في أعمال إرهابية! ولا تكتفي السلطات الأميركية بسؤالها المباشر عما إذا كان صاحب الطلب عضواً في أية منظمة إرهابية فقط، إذ تسأل أيضاً عما إذا كان قد شارك في أية «إبادة جماعية» أو كان له علاقة مع الحكومة النازية الألمانية في أعمال الاضطهاد التي كانت تقوم بها. وعلى رغم وضوح الأمر في ما يتعلق بذوي النشاطات التخريبية والإرهابية، إذ لا يعقل أن يعترف عضو في مجموعة إرهابية بانتمائه ودعمه للإرهاب في نموذج التأشيرة، وهو ما يعني أن ذلك الاعتراف لا يمكن صدوره إلا من شخص لم يفهم السؤال لضعف لغته الإنكليزية، إلا أن مصدراً في السفارة الأميركية أكد أن مثل تلك الإجابات الخاطئة قد تحرم المتقدم بالطلب من دخول الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أنه على من لا يجيد اللغة الإنكليزية الاستعانة بشخص آخر لتعبأة نموذجه، وهو أمر موضح في النموذج بحسب المصدر، إذ تم تخصيص خانة لتعبئة معلومات عن الشخص الذي قام بتعبئة النموذج نيابة عن صاحبه.