تبادل مثقفون الانتقادات حول المواءمة بين الثقافة النخبوية وثقافة الفنون الشعبية وعلقوا مشجب اختلافهم على مشجب الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية. وقال الكاتب علي مغاوي في الأمسية التي نظمها مجلس ألمع الثقافي أول من أمس بمحافظة رجال ألمع، والتي جمعت الشاعر الشعبي محمد هادي، ورئيس فرقة رجال ألمع للفنون الشعبية أحمد مروعي: نحن نحتج على الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية، التي تعتبر الثقافة الشعبية عارا وخزيا، واستشهد برأي الدكتور حسن الهويمل، عندما قال: لا يحق للشعر الشعبي أن يدخل إلى الأندية الأدبية. وتابع مغاوي بقوله: من يوثق الموروث عليه الحرص على مكونات هذا الموروث، وعدم إدخال وسائل تطويرية، أما من يسوق الموروث فعليه أن يطوره كما يشاء، ويدخل عليه وسائل التطوير كالموسيقى وغيرها، وكان مروعي قد أيد مغاوي في انتقاده للأندية الأدبية، بينما ذهب الشاعر محمد هادي إلى أن المواءمة بين الثقافة والفنون الشعبية عملية تكاملية، وأشار إلى أن مشاركات محافظة رجال ألمع في المهرجانات الصيفية والشتوية تراجعت كثيرا ، مقرا بأن الموروث ليس التطريبي فقط، وإنما هو عام لجميع ما توارثته الأجيال. وتحدث الكاتب فاضل العماني قائلا: ليس هناك مساحات مفتوحة للقاءات الثقافية والأدبية، هناك صالات مغلقة ساهمت ربما في إغلاق أفكارنا، وطالب باستنساخ مكان ومجلس ألمع الثقافي في مناطق المملكة، وطالب مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي، بتوثيق مشاركات وإنجازات فرقة رجال ألمع الشعبية. وطالب مدير برامج قرية (رُجال) التراثية بألمع إبراهيم مسفر الألمعي، بتحديد الفرق بين التراث والموروث، وانتقد الكاتب علي فائع الألمعي، الذين يقللون من ثقافة أبناء ألمع وذهب الكاتب إبراهيم طالع، إلى أن الثقافة عامة للكل، وليس هناك نخب ثقافية، مشيرا إلى أن مأزق وزارة الثقافة والإعلام يكمن في مصطلح (ثقافة)، بينما رأى أحد الحضور أن استضافة الشاعر الشعبي ورئيس سابق لفرقة شعبية في مجلس ألمع الثقافي قد تكون بادرة من المثقفين في المحافظة، لإزالة الحواجز بين ثقافة النخبة، وثقافة الفنون الشعبية.