في الوقت الذي تحولت فيه محافظة رجال ألمع في منطقة عسير إلى مزار سياحي يهفو إليه عشاق التراث الإنساني من كل فج، لتتبع ما أمكن من أثر العراقة في هندسة البناء وفي الألوان والنقوش وكل ملامح الإنسان القديم ومآثره، إلا أن العديد من أهالي المحافظة مازالوا يتساءلون إلى هذه اللحظة عن "دار ألمع للثقافة والتراث"، تلك التي سمعوا بها قبل أكثر من 10 سنوات، حين تم ترخيصها. وكذلك عن فرع جمعية للثقافة والفنون الذي افتتح قبل 13 عاما لم يقدم خلالها أي شيء يذكر. وتحتفظ رجال ألمع بمقومات وشواهد مازالت قائمة لثقافة الإنسان في عسير وبالعديد من أشكال موروثه القديم التي يصعب في الغالب تحديد عمرها. وذلك بفضل جهود ذاتية ومبادرات تبناها عدد من مثقفي المحافظة ومن يملكون وعيا بأهمية التراث وقيمته الثقافية والحضارية. الأمر الذي منح رجال ألمع فرادة تميزها عن غيرها من الأماكن في منطقة عسير. وفي ظل هذه المعطيات، طالب المثقفين والمهتمين بالموروث في محافظة رجال ألمع بتفعيل "دار ألمع للثقافة والتراث" التي تم ترخيصها قبل عقد من الآن، وتفعيل فرع جمعية الثقافة والفنون بالمحافظة الذي تم افتتاحه قبل ثلاثة عشر عامًا حسب ما ذكره رئيس فرقة رجال ألمع سابقًا أحمد مروعي، الذي أكد أن فرع الجمعية لم يقم بأي دور تجاه خدمة الموروث والمشتغلين فيه من فنون شعبية وغيرها"، مشيرا إلى أن فرقة رجال ألمع تمارس نشاطها من خلال تسجيلها في فرع الثقافة والفنون بأبها. من ناحيته أكد الشاعر حسين الزيداني، أنه لا يعلم شيئًا عن ترخيص دار ألمع ولا عن افتتاح فرع جمعية الثقافة والفنون، وقال إنه لا يعرف إلا كون فرقة رجال ألمع تقوم بالحفاظ على موروث الفنون الشعبية في المحافظة من تلقاء نفسها دون أن تتبناها جهة ثقافية معينة. وأضاف الزيداني: ليس هناك مكان لاحتواء الثقافة في رجال ألمع، مطالبا المسؤولين بالإسراع في تفعيل دار ألمع للثقافة والتراث وكذلك فرع جمعية الثقافة والفنون. أما الكاتب محمد البريدي فبين أنه هو الآخر، ليس لديه علم بوجود دار ألمع للثقافة والتراث. من جانبه قال رئيس جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد إبراهيم السروي: إن ما يتعلق بدار ألمع للثقافة والتراث يحتاج إلى مخاطبات تأخذ الشكل الرسمي سواء لفرع الجمعية بأبها أو مع مجلس إدارة الجمعية بالرياض، وأضاف: نحن لدينا إطار عام نعمل من خلاله ولا نستطيع البت في هذا الأمر إلا من خلال القنوات الرسمية.