رجحت مصادر أمنية يمنية مسؤولة تورط تنظيم القاعدة في حادثة اغتيال دبلوماسي سعودي ومرافقه الشخصي أمام منزل الدبلوماسي في منطقة زبطان بمنطقة حدة، جنوبي العاصمة صنعاء، فيما رصدت السلطات الأمنية بصنعاء 5 ملايين ريال يمني لمن يدلي بأية معلومات تقود إلى الجناة. وأوضحت المصادر أن المؤشرات الأولية للتحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية للكشف عن ملابسات اغتيال الدبلوماسي خالد سبتان العنزي ومرافقه اليمني جلال مبارك هادي شيبان، ستكشف الجهة التي تقف وراء تنفيذ عملية الاغتيال، منوهة إلى أن الدبلوماسي السعودي المغدور أخضع لمراقبة من قبل منفذي عملية الاغتيال، الذين استخدموا سيارة مسروقة تعود ملكيتها لأحد القضاة ويدعى نعمان سعيد حزام، الذي سبق له الإبلاغ عن فقدها في محافظة الحديدة، غربي البلاد، وسجل ذلك في أحد أقسام الشرطة. وكشفت المصادر عن اعتقال السلطات لعدد من المشتبه بتنفيذهم لعملية الاغتيال، مشيرة إلى أن ثمة تحقيقات موسعة دشنتها السلطات اليمنية، وأن عملية تعقب تجري للقبض على منفذي العملية . وسبق لتنظيم القاعدة أن هدد بشن هجمات تستهدف منشآت أمنية وحكومية وغربية واستهداف دبلوماسيين غربيين في كل من صنعاء وعدن. من جهة أخرى، شددت السلطات اليمنية من التدابير الأمنية الاحترازية لتعزيز الحراسات على مقار السفارات والممثليات الدبلوماسية في كل من صنعاء وعدن بالتزامن مع تعزيز عناصر الحراسة المرافقة لتحركات الدبلوماسيين العرب والأجانب داخل العاصمة صنعاء. وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، والداخلية اللواء عبدالقادر قحطان، ورئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي حسن الأحمدي، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات اللواء الركن علي محمد صلاح، وسفير المملكة بصنعاء علي بن محمد الحمدان، قد تقدموا مراسيم توديع جثمان العنزي التي جرت أمس بمطار صنعاء الدولي. وقال وزير الدفاع في تصريح صحفي: إن مثل هذه الأفعال الإجرامية والإرهابية التي يرتكبها من فقدوا دينهم وضميرهم وأخلاقهم وإنسانيتهم، لن تؤثر على العلاقات الأخوية بين البلدين بقدر ما ستزيدها عمقا وصلابة من أجل تطهير البلدين الشقيقين من شأفة الإرهاب وملاحقة الجناة أينما وجدوا، فيما أكد سفير المملكة علي الحمدان، أن هذا الحادث لن يثني المملكة عن تقديم الدعم والمساندة والوقوف إلى جانب اليمن، خاصة في الظروف الحالية التي تتطلب تكاتف جهود البلدين من أجل مواجهة الإرهاب، وإخراج اليمن من تأثيرات الأزمة الراهنة. وحمل جثمان الشهيد الراحل ملفوفا بعلم المملكة، وسط استعراض مهيب لنماذج رمزية من حرس الشرف، وصنوف القوات المسلحة، في حين كانت الموسيقى العسكرية تعزف الألحان الجنائزية الحزينة، لينقل بعدها على متن طائرة سعودية خاصة إلى المملكة، ليوارى جثمانه الثرى.