قال الروائي الكويتي عبدالوهاب السيد إن الكاتب الجيد يجب أن يكون قارئا جيدا، بغض النظر عن نوع الكتب التي يقرؤها، وإن قراءة النقد جيدة لكنها ليست ضرورة، وإنه لم يقرأ أي كتاب نقد في حياته، وإن كل ما يقع تحت يده قصص وروايات وكتب علمية. السيد أوضح في حواره مع "الوطن" أن مستوى الرواية في الخليج العربي يتطور عاما بعد عام، مضيفا: هناك من يقدم إصدارات أدبية ركيكة أو ضعيفة لا تخدم القارئ بشيء، ونجدهم يختفون تماما عن الساحة، لذا لا يبقى في النهاية سوى الإصدارات الجيدة التي تتباين جودتها بالطبع رغم كل شيء. أما بالنسبة للسعودية فمستوى الإصدارات الأدبية فيها أبهرنا مؤخرا، وهناك بالفعل مواهب سعودية أدبية مميزة جدا، ونجد في كل عام كتابا جددا تحقق إصداراتهم نجاحا مميزا في معارض الكتاب. كما أن المرأة كانت شبه مختفية عن الساحة الثقافية، لكن نجد لها انطلاقة قوية جدا في المجتمع الخليجي تحديدا، ربما مع موجة الانفتاح التي نشهدها ويشهدها العالم.. هذا أمر له سلبياته وله إيجابياته أيضا، وخروج المرأة إلى عالم الأدب أحد أهم إيجابياته. وعن الروايات المتفوقة في ظل العدد المتزايد من الروايات، قال السيد: التجربة فحسب، لا يوجد مفر منها. الآن الرواية والقصة استطاعتا تغيير بعض الأفكار في المجتمع، ومنها المجتمعات الغربية، روايات الخيال العلمي لها دور رئيسي في تقدم الغرب العلمي، ولا ينكر أحد ذلك، القراءة هي التجول في عقول الآخرين ومعرفة أفكارهم، وهذا أمر إيجابي للغاية. ويرى السيد أن القصة والقصة القصيرة كل منهما له عشاقه وله قراؤه، معتقدا أن الاثنتين تأخذان مجالهما بصورة طيبة، وإن كان يرى القصص القصيرة أكثر انتشارا خصوصا لإقناع كل من لا يحب القراءة بقراءتها، كونها قصصا قصيرة من الممكن إنهاء بعضها دون الاضطرار لقراءة الكتاب بأكمله. وعن إصداره الجديد "حالات نادرة 2" الصادر عن دار نوفا بلس، ويقع في 345 صفحة من القطع المتوسط، وتدور أحداثه عن طبيب نفسي يلتقي بمجموعة من المراهقات في المجتمع الكويتي ويحاول أن يحل مشكلة كل منهن على حدة، وكل منهن لديها قصة غريبة وتجربة مختلفة تحاول سردها على الدكتور الذي يحاول أن يساعدها وفق تخصصه، يقول السيد: هذا الكتاب لم يكن ليظهر على الملأ لولا نجاح الجزء الأول في معرض كتاب الكويت الماضي. وعن رضاه عن نتاجه الأدبي قال إن تزايد عدد القراء عاما بعد عاما يشعره بالرضا ما بعده رضا، ولأنه على الطريق الصحيح، هناك أخطاء طبعا لكن يحاول أن يتعلم منها، ويتقبل انتقادات قرائه. يذكر أنه صدر للسيد 13 إصدارا منها "وراء الباب المعلق، خلف أسوار العلم، رسائل الخوف، منطقة الغموض، الأبعاد المجهولة".