شنّ القاص والشاعر محمد حمد الصويغ عضو نادي المنطقة الشرقية الأدبي هجومًا عنيفًا عن فن «القصة القصيرة جدًّا» واصفًا إياها بالأعمال «الصبيانية»، وال «زوابع في فنجان»، وال «فقاقيع» مشيرًا إلى أنها تخلو تمامًا من عناصر القصة القصيرة ومكوناتها، مؤكدًا أن مستقبلها سيكون محاطًا بالإبهام والغموض.. مبينًا أن تعاطي الأسماء الكبيرة في مجال القصة معها جاء من «التجربة العارضة» وأنهم سرعان ما رجعوا إلى عالم القصة الحقيقي تاركين هذا «الفن» ليسرح المواقع الإلكترونية التي وصفها بال «الفارغة».. وأشار الصويغ إلى أن التأثر بالقصص القرآني أمر «ضروري» لجودة الكتابة، منوّهًا إلى أن المتأثرين بالقصص الأجنبية المترجمة هم من أدخلوا «الخيال العلمي على القصة السعودية، رافضًا تقسيم الأدبي إلى رجالي ونسائي ناعتًا إياه ب «غير الموضوعي»، مشيدًا بمنجز المبدعة السعودية في مجال القصة والرواية على السواء.. العديد من المحاور طي هذا الحوار مع الصويغ الذي أصدر مجموعة قصصية تحت عنوان «الخلاص» وديوان شعري بعنوان «تقاسيم» وكتاب يبحث في النقد والأدب تحت عنوان «في دائرة الوعي».. الوصف الومضي * كيف تنظر إلى فن «القصة القصيرة» في مرآة التعريف.. وما هي أهم خصائصها الفنية؟ أعرفها بأنها أشبه ما تكون ب «الوصف الومضي» لحالة من الحالات الاجتماعية أو الإنسانية.. أي انها اختصار لحوارات مطولة قد لا نجد تفاصيلها إلا في الروايات.. وإزاء ذلك فإنني أميل إلى إشباعها بالوصف الصادق دون إطالة وإسهاب، ودون تقصير يخل بعناصرها الأساسية.. وأعتقد أن انتشارها الراهن يعود إلى اختصارها للأحداث والتفاصيل بطريقة تنم عن ذكاء القاص وفطنته وإدراكه لأهمية ما يطرحه للقارئ من أفكار صادقة وغير مملة. ومن خصائصها الرئيسة تناول الفكرة المطروحة من كل جوانبها الأساسية وعدم إهمال جزئياتها على حساب التفاصيل؛ بمعنى أن يدرك كاتب القصة أهمية الوصول إلى نهاية مقنعة وعقلانية وعدم التطويح بذهن القارئ من خلال استخدام الرمز أو استخدام النهايات المبهمة التي لا تعني شيئا سوى إضاعة الوقت في قراءة نص كان يجب صرف النظر عن قراءته. نبض بشري * يذهب بعض النقاد إلى تقسيم القصة القصيرة إلى أنواع.. فما هي هذه الأنواع؟ فكرة القصة هي وحدها التي تحدد نوعها؛ اي ان النوعية تخضع عادة لمفهوم القصة ومحتواها.. ولعل من المتعذر تعداد أنواعها بالتحديد، وإن كانت المسائل ذات الطابع الاجتماعي البحت تمثّل أهم نوع من أنواعها.. وأعتقد أن تلك الأقاصيص التي تعبر عن نبض المجتمعات البشرية وأزماتها تقف على قمة تلك الأنواع. تطوّر نوعي * في ضوء ما تقول.. متى بدأ هذا الفن في ساحتنا .. وهل ترى ثمة تطور يلحظ؟ معلوم أن عمر القصة القصيرة لدينا قصير، وبداياتها ظهرت في الستينات من القرن الفائت بتواضع شديد جدًّا.. وكان للصحافة أثر بارز في نشر ذلك الإنتاج المتواضع.. والفرسان في ذلك الوقت قلة قد يعدون على أصابع اليد الواحدة.. إلا أن أعدادهم كثرت بمضي الوقت.. واستطاعوا بجدارة أن يتركوا بصماتهم على خريطة هذا اللون الأدبي بوضوح. وبكل تأكيد هناك تطور كبير في مجال القصة القصيرة في المملكة إذا قيست بعمرها القصير لدينا.. فالتطور النوعي يكاد يكون واضحًا لدى كُتّاب القصة «المخضرمين» الذين عايشوا فترة الولادة الأولى وما زالوا يمارسون كتابة القصة حتى الآن.. ولدى الكُتّاب المعاصرين الذين تأثروا بالأساليب القصصية المتنوعة سواء المترجم منها من الأقاصيص العالمية أو تلك الوافدة من أقطار عربية مارست هذا الفن الأدبي قبلنا. * القصص القرآني كيف تنظر إليه.. وأي أثر له في فن القصة؟ القصص القرآني يمثل إعجازًا في البيان لا يمكن أن يشبه بإبداعات البشر مهما بلغت قممها.. وأظن أن من لم يتأثر بذلك القصص الإعجازي لا يمكنه كتابة القصة القصيرة بشكل أفضل وأمثل.. ذلك أنني أميل إلى مقولة التأثر أولا بأي عمل جيد قبل محاولة الكتابة.. وهو ما يسمى ب «صقل» الموهبة التي تولد بالفطرة مع أشخاص بعينهم.. ولك أن تتصور تأثير المفردات الإعجازية في القرآن الكريم ومدى ما تفعله في النفوس والقلوب والمشاعر.. ومن خلال قراءاتي لنصوص القصة القصيرة الحديثة في بلادنا شعرت أنها تقترب كثيرًا من نصوص القصص القرآني؛ بمعنى أن أصحابها متأثرون بمفردات القرآن الكريم تأثرًا واضحًا نجده في سياق ما يكتبون من أعمال جيدة ورائعة.. وليس هناك ابتعاد من القصاصين لدينا عن تلك المفردات بمعنى «الابتعاد الكلي»؛ فالتأثر كما أرى يرتبط بمدى تعلق الكاتب بتلك المفردات والتصاقه بها فهناك علاقة قائمة بين كتاب القصة القصيرة وقصص القرآن الكريم.. والعلاقة موجودة على أية حال رغم تفاوت التأثر بها بين أولئك الكتاب.. ومن وجهة نظري الخاصة فإنني أجزم أن نصوص القصص في القرآن الكريم أفادت الكثيرين من كتاب القصة القصيرة في بلادنا على وجه الخصوص.. فلها قدرة فائقة على تهذيب أذواقهم وشحن خيالاتهم وتقوية قدراتهم اللفظية وتنمية إبداعاتهم... فالتأثر بتلك النصوص يرقى إلى مرتبة «الضرورة» كما أعتقد. * برأيك هل تمثّل «حكايات الجدات» عاملاً مساعدًا لكتابة القصة القصيرة؟ إذا كان المستقبل لتلك الحكايات قد منح «موهبة» الكتابة القصصية فلاشك أن صورها الجميلة سوف تتراءى أمام ناظريه عند كبره.. وبإمكانه أن يتمثلها بالفعل في بعض أعماله.. أي أن أخيلتها قد تنعكس إيجابًا على الشخصيات التي يحركها في أقاصيصه.. أما إذا كان المستقبل لتلك الحكايات خال من تلك الصفة فلا أظن أن لها من التأثير ما يستحق الذكر. أثر الخيال العلمي * «الخيال العلمي» بات جزءًا من نسيج القصة في العالم.. فهل ترى له حضورًا في مشهدنا؟ لا شك أن بعض كُتّاب القصة السعوديين قد تأثروا به بطريقة غير مباشرة، وهذا التأثر لا تتضح معالمه إلا بالوقوف على أعمال متعددة ومتنوعة لكاتب بعينه أو لكتاب بعينهم.. فالعمل الواحد قد لا يعطي انطباعًا أوليًّا بتأثر هذا الكاتب أو ذاك بصور الخيالات العلمية المنتشرة الآن لدى كتاب القصة المعاصرين في الغرب، وأعتقد أن المتأثرين لدينا بهذا المذهب المعاصر - إن صح تسمية «الخيال العلمي» بالمذهب - هم أولئك المتأثرين بالقصص الأجنبية مترجمة أو غير مترجمة. * من هم كُتّاب القصة من جيلك.. وما رأيك في نتاجهم؟ لا أريد ذكر أسماء بعينها في هذا الحوار فهم كثيرون.. وإن فعلت ذلك فلربما سقطت بعض الأسماء من ذاكرتي.. وأعتقد أن لكل كاتب منهم لونه الخاص الذي يتميز به في عرض أفكاره القصصية.. وهنا تتعدد الألوان بتعدد كيفيات العرض وأغراضه وأهدافه بأساليب أعتقد أن معظمها راقٍ وعلى مستوى جيد من التناول والطرح. * وماذا عن كاتبات القصة في ساحتنا الإبداعية؟ أنا من أولئك الذين لا يحبذون تقسيم الأدب إلى مسارين أحدهما رجالي والآخر نسوي، فهو تقسيم غير منطقي ولا يعني شيئًا.. فالأدب الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن منتجه أهو رجل أو امرأة .. ورغم ذلك فإنني لمست ومازلت ألمس نتاجًا جيدًا ورائعًا لكاتبات القصة القصيرة في بلادنا.. سواء كان هذا النتاج من الرعيل الأول أو الأجيال التي جاءت فيما بعد.. وما زالت تثري ساحتنا الأدبية بعطاءات وافرة ومتميزة. * أي دور يمكن للإعلام أن يؤديه لتنمية كتابة القصة القصيرة وتشجيع كتابها في بلادنا؟ هو دور رئيس دون أدنى شك، فالإعلام بأدواته التوصيلية المقروءة والمسموعة والمرئية لعب دورًا لا يمكن الاستهانة بتأثيره على الساحة الأدبية السعودية.. ولا يمكن بالتالي تهميشه بأي شكل من الأشكال.. ولا أظن أن الإعلام لدينا يقوم بهذا الدور الحيوي لتشجيع هذا اللون من ألوان الكتابات الأدبية فحسب؛ بل الإعلام في كل جزء من أجزاء هذه المعمورة له دور مماثل لإظهار هذا اللون وتنميته وتشجيع رواده. ضعف إلكتروني * إذا كان هذا هو دور الإعلام فأي دور للشبكة العنكبوتية والأندية الأدبية في هذا المجال؟ المساهمة واردة إذا علمنا أن الصحف المحلية اليوم تقرأ عبر هذه الشبكة أي أنها تقرأ «إلكترونيًّا» من خلال ما يسمى اليوم ب «الصحافة الإلكترونية»، وكلها تحتفي بهذا اللون الأدبي من خلال ملاحقها وصفحاتها الثقافية.. إلا أنني ألاحظ أن بعض «المواقع» تعج بقصص قصيرة «ضعيفة» لم يسبق نشرها في الصحف أو المجلات.. وهذه ظاهرة يمكن وصفها ب «المستهجنة» ولا تستحق من القارئ إضاعة وقته في تصفح محتوياتها.. أما الأندية الأدبية فلها دور فاعل في نشر القصة القصيرة السعودية بهذا الكم الكبير الذي نراه حاليًا، ولها دور في تشجيع كتاب القصة القصيرة على مزيد من البذل والعطاء.. كما أن لها مساهمة حيوية في تعريف أقطار العالم العربي بكتاب القصة القصيرة بالمملكة.. والتعريف بعطاءاتهم المتميزة.. وأظن أن أصواتهم أضحت مسموعة بوضوح في كثير من أمصار وأقطار الوطن العربي بفضل الأدوار الريادية التي مازالت تلعبها تلك الأندية. * وماذا عن فعاليات نادي القصة.. هل ساهم في تشجيع الكُتّاب؟ فعالياته جيدة تظهر من خلال إصداراته، ومن خلال أنشطته المنبرية. فهو ساهم مساهمة مشكورة في دفع عجلة القصة القصيرة في بلادنا إلى الأمام.. واستطاع بجدارة أن يحتضن الأقلام الشابة الواعدة ويرسم أمامها مساحة شاسعة من الأمل في غد أفضل لأوضاع القصة القصيرة ولأوضاعهم أيضًا من خلال تشجيعهم على النشر. * بعض القصص القصيرة حوّلت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية.. ما رأيك؟ هي ظاهرة صحية انتشرت في بعض الدول العربية ولا ضير من انتشارها لدينا.. وأعتقد أن هذا التحوّل يعود بفائدة لكاتب القصة من جانب وللمتلقي من جانب آخر.. فالأول يهمه انتشار عمله بأكثر من أسلوب والثاني يتوق إلى مشاهدة تفاصيل القصص التي قرأها والاستمتاع بشخوصها وهم يتحركون ويتحدثون أمامه ويراهم مباشرة بأم عينه. * تقف من فن «القصة القصيرة جدًّا» موقفًا «معاديًا».. فلمَ ذلك؟ نعم.. لا يروق لي هذا اللون من الأعمال التي أشبهها أحيانًا ب «الصبيانية»، فهي زوابع في فنجان سرعان ما يتركها أصحابها ويتجاهلها القراء لأنها مجرد «فقاقيع» تظهر على السطح لفترة زمنية محدودة ثم تختفي دون رجعة.. ولعل هذا ما يفسر اختفاء الكثير من الأصوات التي تصرخ في فضاءات فارغة دون «رجع صدى» لأصواتهم.. فهذا النوع من الكتابة لا يستهويني، فهي أشبه ما تكون بالبرقيات.. وأكاد لا أفهم منها شيئًا.. ولا أدري ما يريد أصحابها من تدبيجها.. فهي خالية تمامًا من عناصر القصة القصيرة ومكوناتها.. وعلى هذا الأساس فإنني أرى أن مستقبلها سيكون محاطا بالإبهام والغموض. تجارب عارضة * إذا كانت هي كما تصف.. فلماذا يلجأ معظم كتاب القصة القصيرة إليها؟ أخالفك الرأي في هذا اللجوء؛ فمن يلجأ إلى هذا اللون قلة قليلة من كتاب القصة القصيرة وليس معظمهم.. قد يكون الدافع إلى ذلك «تجربة عارضة» أرادوا من خلالها مسايرة هذه «الموجة العابرة» أو التأكيد على قدرتهم بشكل عملي ممارسة لون جديد لم يمارسوه من قبل.. وبحكم التصاقي بما يكتبون فإنني ألاحظ أن تلك القلة سرعان ما تنسحب من ساحة هذا اللون من الكتابة وتعود إلى قواعدها بسلام. * برغم موقفك «الصارم» منها.. هل تقرأها؟ من باب «العلم بالشيء» لا غير.. ولا أهتم كثيرًا بالتركيز على كُتّابها أو التركيز على إرهاصاتهم.. وكما تعلم أن الصفحة الواحدة في جريدة أو مجلة قد تضم أكثر من خمسين قصة لخمسين من أولئك الذين يسمون أنفسهم «كتّاب قصة» فأكتفي في هذه الحالة بقراءة قصة واحدة قد تتكون من سطرين أو ثلاثة أسطر.. وأتجاهل قراءة البقية.. فلربما يكون في هذا العدد من الإصدار مواقع أخرى تستحق القراءة غير هذا الموقع «الفارغ» من أي محتوى قد يشد المتلقي إليه. نقد خاطئ * مستصحبًا معك تجربة أحمد سماحة وزكريا العباد وعبدالجليل الحافظ.. كيف تنظر إلى نقد القصة القصيرة؟ لا شك أن انتشار القصة القصيرة في بلادنا بحاجة إلى نقد هادف ينير لبعض الكتاب طرائقهم نحو كتابة أفضل.. وباطلاعي على أقلام النقاد المعروفين في صحافتنا المحلية لاسيما في مجال نقد مسارات القصة القصيرة فإنني أرى أن تلك الأقلام قد أبلت بلاء حسنا في تبيان العديد من أوجه الإبداع التي قد تظهر لدى بعض كتاب القصة، كما أبلت أيضًا في إظهار مثالب بعض الأعمال القصصية لدى البعض الآخر.. وأرى أن أولئك النقاد يقومون بأداء أدوارهم على خير وجه.. أما الذين أشرت إليهم في سؤالك فقد قرأت لهم الكثير من الأعمال النقدية؛ وأظن أن بالإمكان تصنيفهم في الباب المطروح.. غير أنني أعيب على غيرهم من النقاد اهتمامهم الشديد بإظهار عيوب العمل الأدبي المطروح للنقد دون إظهار محاسنه.. وهذه طريقة نقدية خاطئة.. ومن المفترض على الناقد النزيه أن يتحسس مواطن الإبداع والجمال في العمل المنقود وإظهاره وأن لا يحصر نقده في تبيان العيوب والمثالب فحسب. روائيون قليلون * بعيدًا عن القصة القصيرة.. كيف تقرأ واقع الرواية السعودية؟ الرواية ظهرت في بلادنا على «استحياء شديد»، وكُتّابها قليلون.. يعدون على أصابع اليد الواحدة أبرزهم حامد دمنهوري وإبراهيم الناصر وغازي القصيبي وتركي الحمد وقرأت كل كتاباتهم.. ورغم قلة الأعمال الروائية بالمملكة فأعتقد أن من يمارس هذا اللون الجميل من ألوان الأدب في بلادنا أبدعوا أيما إبداع في نتاجهم.. فالإبداع هنا يحدد بنوع العطاء وليس بكميته.. ونحن «حديثو» عهد في عالم الرواية الواسع.. وأظن أن المستقبل يخبئ في طياته مواهب جديدة ربما تظهر على سطح الأدب بالمملكة. وأظن أن من أهم أسباب عدم انتشار الرواية وكُتّابها بالمملكة سبب يتمحور في عدم وجود المناخات الملائمة لكتابة هذا اللون من الألوان الأدبية.. وليس ذلك عيبًا في كتابنا فنحن نشترك مع عشرات من دول العالم شرقية وغربية في ظاهرة عدم انتشار الرواية بين مجتمعاتها إن صح تسمية انحسار الرواية أو شبه انحسارها فيها بالظاهرة. إبداع النصف الحلو * وماذا عن تجربة المرأة السعودية في الرواية؟ تجربتها ناجحة بكل مقاييس النجاح ومعاييره، وأعتقد أنها خطوة جريئة إذا ما قورنت بتجارب الدول التي سبقتنا بأشواط في مضامير إنتاج الرواية.. ورغم تلك التجارب في دول الشرق والغرب إلا أنها محدودة وقليلة أيضًا.. وهذا يعني أن «نصفنا الحلو» عازف عن الانغماس في هذه التجربة الصعبة.. ولكنه عزوف لن يطول على أية حال كما أرى. تجذير مفاهيم الصدق * بعض النقاد تعرضوا لرواية «بنات الرياض» وعابوا عليها الانغماس في السيرة الذاتية دون غيرها من العناصر.. فهل تظن أن تلك السيرة تمثل عيبًا في الرواية؟ أظن أن العكس هو الصحيح تمامًا؛ بمعنى أن الإطناب في مجال السيرة الذاتية كعنصر أساس في الرواية يجذّر مفاهيم الصدق الفني في العمل ويؤدي إلى تعميق أدوار شخوصه وأحداثه.. وكما تعلم فإن تلك المفاهيم تمثل قمة الإبداع في الرواية.. وإذا وجدت فإن المتلقي يتجاوب مع فصولها وأبوابها بطريقة أكثر عفوية وتلقائية.