أفرغت أمطار غزيرة هطلت مساء أول من أمس على منطقة القصيم محتوى رسالة جوال متزامنة من أمانة المنطقة تحدثت فيها عن نجاح مشاريع تصريف السيول الحديثة ببريدة، بعدما حولت المدينة إلى برك مائية ومستنقعات، وأحالت الطرق والميادين إلى حالة من الفوضى. فيما سخرت مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"الواتس أب" من الرسالة، لتجد الأمانة نفسها مضطرة للاعتراف بأن توقيتها لم يكن موفقاً، وأنها فهمت بشكل منقوص. ومع هطول كميات كبيرة من الأمطار على منطقة القصيم عامة ومدينة بريدة على وجه الخصوص مساء أول من أمس، وتكوّن كثير من البرك المائية والمستنقعات التي أعاقت حركة المرور، وحولت كثيرا من طرق وميادين بريدة إلى حالة من الفوضى، بادر "جوال أمانة القصيم الإخباري" بإرسال رسالة نصية تقول" أثبتت الأمطار التي هطلت على بريدة نجاح مشاريع تصريف السيول الحديثة في مجموعة من الأحياء، وتباشر فرق الطوارئ الآن معالجة مواقع تجمع المياه غير المخدومة بشبكات تصريف السيول، ونتلقى بلاغاتكم على الرقم 940". وأثارت تلك الرسالة استياء كثير من المواطنين ممن تضرروا من تجمع مياه الأمطار، أو ممن عاينوا الأماكن المتضررة، ليعلقوا عليها بشكل ساخر عبر أجهزة الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي. وأنشأ مستخدمو "تويتر" هاشتاقاً يرصد ويجمع عبارات التعليق التي منيت بها رسالة الأمانة، واعتبرت ذلك استخفافاً بما عانته طرق وميادين مدينة بريدة مساء أول من أمس، فيما قابل كثير من المغردين رسالة الأمانة بمقولة "عليكم أن تتوجهوا لمنازلكم بواسطة القوارب والغواصات عبر الطرق والممرات البحرية". وأمام هذا السيل الجارف من عدم القبول والاستهجان من قبل كثير من المواطنين لما حملته رسالة الأمانة، أقر المتحدث الإعلامي للأمانة يزيد المحيميد أن توقيت إرسال الرسالة لم يكن موفقاً، وأنها فهمت فهماً مغلوطاً بعيداً عن سياقها المحدد، معترفاً بتعرض كثير من الأماكن في بريدة للغرق وقت إرسال الرسالة، الأمر الذي أعاق إدراك محتوى الرسالة بصورة صحيحة. وقال إنها أشارت إلى النجاح في بعض الأماكن المشمولة بشبكات التصريف الحديثة. وحول ما إذا كانت الرسالة قد أوقعت أمانة المنطقة في حرج وتعارض مع تصريح أمير المنطقة الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الأخير في يوم الأمانة الخامس الأسبوع الماضي، من أن زمن المكاشفة والمحاسبة أمام الإعلام قد بدأ، وأن سياسة الغرف والمكاتب المغلقة وما تحويه من تلميع واهٍ للمشاريع قد انتهت، نفى المحيميد أن تكون الرسالة جاءت لتغطي ما حصل من قصور في بعض الأماكن، وإنما كانت محددة وتقصد أماكن معينة مشمولة بمشاريع تصريف السيول الحديثة فقط. وأكد أن تضمين الرسالة بأن فرق الطوارئ تباشر معالجة أماكن تجمع السيول يفيد ذلك. من جهة أخرى، كشفت الأمطار الغزيرة التي شهدها عدد من مراكز القصيم مساء أول من أمس، والتي استمرت لعدة ساعات بعض القصور في أداء الخدمات البلدية، خاصة ما يتعلق بتصريف السيول في الطرق والشوارع حيث تحولت الشوارع أثناء هطول الأمطار إلى أنهار جارية، بعضها داهم بيوت بعض المواطنين، إضافة إلى تحول بعض مدارس البنين إلى جزر مائية بعدما أحاطت بها المياه في بعض جهاتها. وواجه أولياء الأمور صعوبة في توصيل أبنائهم إلى المدارس صباح أمس. وشهدت مدينة بريدة تجمعات مائية كبيرة بسبب ما خلفته مياه السيول، فيما بادرت الأمانة باستخدام الصهاريج لإزالة التجمعات المائية وتجفيف الطرقات. من جانبه، أوضح رئيس بلدية مركز قبة ناصر العيسى ل"الوطن" أن هناك خطة طوارئ تتخذها البلدية كل عام في مثل هذه الأجواء عند هطول الأمطار، خصوصاً في فصل الشتاء حسب توجيهات أمانة المنطقة لمواجهة أخطار السيول، مبيناً أنه تم تكليف مشرفين وعمال من قبل البلدية أثناء هطول الأمطار، وأن بلديته وفرت أعدادا من الصهاريج والآليات لشفط المستنقعات وردمها، إلى جانب تغيير مجرى سيل داهم منازل مواطنين من سكان مركز قبة. إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم المقدم إبراهيم أبالخيل ل "الوطن" أمس أن المنطقة شهدت أمطارا غزيرة، وأن الفرق بذلت جهوداً كبيرة في التعامل مع الحوادث التي تسببت فيها، مشيراً إلى أن عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغات عدة عن حوادث خفيفة، شملت التماسات كهربائية واحتجاز سيارات لم تحدث فيها إصابات. وأكد أن الدفاع المدني في جاهزية تامة للتعامل مع متطلبات الموقف، محذرا من الاقتراب من مجاري السيول والأودية والشعاب أو مواقع التجمعات المائية لما تشكله من خطورة كبيرة أثناء جريانها.