كما كان متوقعاً ظهرت مباريات الجولة ال15 من دوري زين للمحترفين بمستويات فنية أفضل مما سبق من الجولات الماضية، وظهرت السرعة والندية والقوة فوق المستطيل "الأخضر" جراء تمتع غالبية الأندية "بفورمة" مثالية، ساعدتها كثيراً على تأدية شوطي مباراتها برتم وحيوية متشابهتين، حتى الفرق التي خسرت لقاءاتها في مباريات هذه الجولة بذلت جهداً كبيراً، إلا أن الفوارق الفنية، والتركيز والرغبة لم تساعدها على تجاوز المنافس، وبالتالي خسرت الثلاث نقاط، ويستحق فريق الأهلي لقب "الأفضل" في هذه الجولة نظير تصاعد مستواه الفني مع دقائق مباراته أمام النصر، حتى حسم النتيجة في نهاية المباراة، ويعتبر الاتحاد الأسوء فنياً في هذه الجولة نتيجة كثرة الأخطاء، وتباعد صفوفه، إضافة لإنعدام الروح القتالية ما بين لاعبيه، وهذا ما أسقط الفريق بثلاثية أمام الفتح. الشباب "فرط" في الثاني رغم الجهد الكبير، والتركيز العالي من جانب فريقي الشباب والهلال في مباراتهما، إلا أن نهاية الهجمة لم تكن مثالية من الطرفين، نتيجة التسرع، وغياب التركيز المطلوب في مثل هذه المناطق، فلاعبو الهلال اتبعوا أسلوب التسديد من مسافات بعيدة على مرمى وليد عبدالله، نتيجة ضعف الحلول في بناء الهجمة، وهروب الهداف يوسف العربي إلى أطراف الملعب في العديد من الهجمات، في الجهة المقابلة لم يوفق الأوزبكي جيباروف مع الكرات السهلة، التي توفرت أمامه على مقربة من مرمى حسن العتيبي، متأثراً من غياب التركيز في مثل هذه المباريات، وهذا ما ينطبق على زميله عمر الغامدي، وغياب التركيز في المناطق الخطرة، ونال الشباب "الأفضلية"، تحديداً في الشوط الثاني، حينما أجاد لاعبوه الانتشار السريع، وقاموا بتنويع بناء الهجمات بقيادة الغيني إبراهيما ياتارا، في ظل ضعف الرقابة من وسط الهلال، الذي يمتاز لاعبوه بالنزعة الهجومية على حساب الدفاعية. "التجانس" يمنح الأهلي الفوز ساهم تجانس لاعبو الأهلي، وترابط خطوطهم في أن يتغلب الفريق على النصر، ويصل الفريق كثيراً لمناطق النصر الدفاعية في هجمات خطرة، حتى أن هدف التعديل للنصر مع الدقيقة (22)، لم يكن سوى دافع للفريق أن يعيد تقدمه مرة أخرى، بفضل الانسجام، وحفظ لاعبيه لأدوارهم على المستطيل "الأخضر"، إضافة للروح القتالية، والرغبة الكبيرة في تحقيق الفوز، لذلك مالت كفة الأهلي كثيراً على النصر، واستطاع تحقيق ثلاث نقاط في غاية الأهمية كي يقاسم الهلال الصدارة، في الطرف الآخر اكتفى لاعبو النصر بالظهور على فترات متفرقة، متأثرين بتفوق الأهلي عليهم "ميدانياً" إضافة لاعتماد الفريق على الروح القتالية على حساب التنظيم والتمركز الجيد، وتأثر الفريق كثيراً من تأخر المدرب ماتورانا بالزج بهداف آخر يخفف الرقابة على محمد السهلاوي. نجران قدم "درساً" للجميع كالعادة، فأن فريق نجران بإمكاناته "المتواضعة" يتمكن من إحراج الأكثر خبرة وتمرساً وإمكانات منه، وكان الضحية هذه المرة الاتفاق، الذي ينافس على صدارة الترتيب، ويملك لاعبين مميزين، فرغم الفوارق بين الجانبين، ورغم تقدم الاتفاق بثلاثة أهداف دون مقابل مع الدقيقة (58)، إلا أن قتالية ورغبة لاعبي نجران كانتا حاضرتين رغم الأهداف الثلاثة المبكرة، وكانت لهم بعض المناوشات، التي لم يكتب لها النجاح من الشوط الأول، ويعتبر الهدف الأول للفريق (61) من ركلة الجزاء نقطة تحول كبرى في المباراة، لأهميته في منح لاعبي نجران دفعه معنوية هم في أمس الحاجة لها، وبالفعل حققوا نتيجة التعادل من هدفين إضافيين (68) و(89)، وربما كانوا سينالون الأكثر، لو بقي مزيد من الوقت، فنجران يعتبر من أفضل فرق دوري زين على مستوى الأداء الفني، رغم ضعف الإمكانات، وغياب الدعم الكافي لمخططات مدرب الفريق المقدوني جوكيكا. ضعف الدفاع "ورط" الاتحاد أبدع لاعبو الفتح كثيراً في استغلال سوء تمركز مدافعي الاتحاد، وسوء تعاملهم مع مجرى المباراة، وحققوا الفوز إضافة للمستوى الفني، فالتحول من الشق الدفاعي إلى الشق الهجومي كان في أفضل حالاته، وهو ما أربك وسط ودفاع الاتحاد كثيراً، خصوصاً والمدرب كيك يستعين بالزبيدي ظهيراً أيمن لأول مرة، رغم عدم جاهزية اللاعب في مباراة التعاون الماضية، وظهر تأثر الاتحاد من الغيابات الكثيرة، خاصة وأن الفتح يعيش مرحلة مثالية، ويملك لاعبين مميزين في استغلال الكرات المرتدة، وتعتبر النتيجة بثلاثة أهداف مقابل هدفين منطقية لما جرى في أرض المباراة. دفاع الرائد "يجلب" المصاعب عاد مدافعو الرائد للوقوع في "هفوات" مؤثرة، كانت هذه المرة "قاسية"، حينما خسر الفريق من الفيصلي بهدفين مقابل هدف، في مباراة تعتبر نقاطها بمثابة ست نقاط، لوجودهما في مركزين متقاربين، ولا تفصلهما نقاط كبيرة، وكالعادة تأتي أخطاء المدافعين الفردية "لتبعثر" جهد فريق بأكلمه كما حدث في هدفي الفيصلي، خصوصاً الهدف الثاني(45)، والخطأ الجسيم من المدافع ابراهيم مدخلي، الذي منح الفيصلي ركلة جزاء في وقت هام من المباراة، وكانت "صدمة" هذا الهدف مؤثرة سلبياً على الفريق، عجز معها اللاعبون ومدربهم عمار السويح من إيجاد حلول سريعة في الشوط الثاني، بالذات أن مدرب الفيصلي، في الجهة المقابلة وضع حلول في وسط الملعب ساهمت في إبطال مشروع أي هجمة خطرة على مرماه، وحقق فريقه مبتغاه للمرة الثانية حينما كسب الثلاث نقاط من أحد منافسيه للابتعاد عن مركز الخطر، إضافة لكسبه نقطة ثمينة من الشباب في الجولة الماضية. الأنصار "قاوم" ولكنه خسر رغم القتالية التي أبداها لاعبو الأنصار في مبارتهم أمام القادسية، إلا أن النهاية لم تكن سعيدة هذه المرة، والفريق يفتقد عوامل مهمة تساعد لاعبيه على مواصلة الصمود إلى آخر المباراة، فرغم تصدي عارضة وقائم مرمى الأنصار لهجمتين من القادسية مع آخر دقائق الشوط الأول، إلا أن هاتين الهجمتين لا تعنيان تفوق القادسية على الأنصار "ميدانياً"، وتعتبر هذه المباراة من أفضل مباريات الأنصار، رغم عدم تحقيقه لأي نقطه من أصل ال15 جولة من دوري زين السعودي. فريق الواجهة نال فريق الأهلي لقب "الأفضل" من بين فرق دوري زين السعودي لمباريات هذه الجولة بكل جدارة نظير الجماعية والانسجام، اللذين يتمتع بهما الفريق، إضافة للثقة الكبيرة، التي يلعب بها جل لاعبيه، ويعتبر الفريق هو الأميز من ناحية بناء الهجمات، فتارة تجدها تنطلق من البرازيلي كماتشو بتمريرات متقنة، وتارة تجدها تظهر مع توغلات ومهارات وسرعة تيسير الجاسم، فهذا التنوع وهذا التميز ينتهي لدى المهاجمين الخطيرين فيكتور والحوسني، وتظهر معهما الخطورة بشكل كبير وفعلي على مرمى خالد راضي، ولجماعية فريق الأهلي وترابط خطوطه يصعب اختيار نجم لهذا الفريق في مباراته مع النصر، وهذه دلالة أخرى على أن تكامل الأدوار في الفريق، رفعت من مستوى الجماعية لدى لاعبيه، حتى أصبح من يشارك بديلاً كما حدث مع مشاركة الجيزاوي لا يجد صعوبة في سرعة الاندماج مع المباراة، ومع تفاعل زملائه أثناء المباراة. مدرب الجولة رغم الفارق بين الإمكانات التي يمتلكها مدرب الأهلي ياروليم، وما يمتلكه مدرب نجران جوكيكا على سبيل المثال،إلا أن لقب "الأفضل" يتجه للتشيكي ياروليم، الذي قدم فريقه مباراة من طراز كبير، كسب من خلالها فوائد عديدة، حتماً ستنعكس على الفريق من المقبل من المباراة، واستطاع لاعبوه التفوق ميدانياً على لاعبي النصر، الذي ظلوا "متفرجين" على ما يقدمه لاعبو الأهلي، إضافة لتدخلاته أثناء المباراة، فقد وفق كثيراً في الزج بالجيزاوي في الوقت والمكان المناسبين، وكان هذا التبديل إضافة تحسب لياروليم، وحسن قراءته لمجرى المباراة، وهو يقابل خطورة الظهير الأيمن في النصر الغامدي بخطورة الجيزاوي، ضمن من خلالها إبطال أهم مفاتيح المساندة، التي تأتي من أطراف ملعب النصر.