حضرت الإثارة فقط مع مباريات اليوم الأول من الجولة الثالثة لدوري زين السعودي، بسبب تخوف الفرق من بعضها، واللعب بحذر في غالبية دقائق المباراة، وإن كان فريق الفتح أكثر الفرق إقناعاً، إلا أن بقية المباريات كانت الفرق تقدم فيها مستويات «متذبذة» على مدار الشوطين، فالشباب تحصل على الأهم بكسب أول ثلاث نقاط من أمام الاتفاق، حينما توقفت النتيجة عند هدفين في مقابل هدف، واكتفى التعاون والنصر بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما، وبالنتيجة ذاتها تعادل الحزم مع القادسية، وأخيراً خطف الفتح ثلاث نقاط مستحقة بتغلبه على الأهلي بهدفين في مقابل هدف. الشباب تحت الضغط كما كان متوقعاً قبل مباراة الشباب وضيفه الاتفاق بأن المباراة ستميل نحو الحذر في غالبية فتراتها، وستكون المتعة غائبة من التوجهات التكتيكية من الطرفين، كان لاعبو الشباب يؤدون واجباتهم تحت ضغط خسارة المباراتين، لذلك كانت للمدرب فوساتي مخططات تكتيكية بحث معها عن علاج الخلل الذي يعانيه الفريق، ولجأ للعب بطريقة 3/5/2 معتمداً على الحارس وليد عبدالله وأمامه ثلاثي في عمق الدفاع، نايف القاضي وتفاريس وماجد المرحوم، وأمامهم ظهيرا الجنب «الوهميان» الأسطا وشهيل، واعتمد على الخيبري وعمر الغامدي وأحمد عطيف كثلاثي في عمق الوسط، ومنح ناصر الشمراني واليفيرا مهمة الهجوم، وهذه التركيبة استطاعت المحافظة على منطقة الدفاع وحمايتها، ومن ثم البحث عن خلق فرص على مرمى الاتفاق، الذي كان لمدربه منهجية تعتمد كذلك على إغلاق منطقة الوسط بعدد كبير، ومراقبة أهم مفاتيح اللعب الشبابي، لذلك لم تكن هناك أي بوادر لهجمات حقيقية على المرميين، وبحث كل فريق عن أخطاء الفريق الآخر، وإن كان للشباب بعض الهجمات «الخجولة» فهي جاءت عن طريق أطراف الملعب منن شهيل والأسطاء، ويعتبر الزج بعبده عطيف على حساب شهيل أحد أهم القرارات التي ساعد الفريق الشبابي في التهديد الفعلي لمرمى خوجة، وهو ما حدث مع الهدف الأول لناصر الشمراني (67)، وكان هذا الهدف بمثابة نقطة تحول حفزت الاتفاقيين للبحث عن التعديل، وأجرى المدرب الاتفاقي تغيرات عدة أسهمت في معادلة النتيجة من البديل يوسف السالم (90)، لكن دقائق مثيرة مثل هذه لم تسعف اللاعبين للتركيز المثالي الذي يضمن عدم الوقوع في هفوات، وهو ما حدث من سياف البيشي واندفاعه القوي على عبده عطيف فاتخذ الحكم قرار ركلة الجزاء (93) التي سجل منها ناصر الشمراني هدف التقدم لنادي الشباب. مفاجأة التعاون «لخبطت» النصر بالفعل، فاجأ لاعبو التعاون ضيفوهم لاعبي النصر حينما نجحوا في تطبيق الواجبات التكتيكية التي بحث عنها مدرب الفريق، بالضغط العالي على دفاع ووسط النصر، مع أول دقائق المباراة، وهو ما حرم النصر من بناء أي هجمة بشكل مثالي، وتعطلت النوايا النصراوية كثيراً، في المقابل كان لاعبو التعاون قريبين من تهديد مرمى النصر في مناسبات عدة، لكن اللافت في هذه المباراة، أن الإثارة كانت حاضرة مع الربع الأخير من هذه المباراة حينما سجل بدر الخميس هدف التعاون الأول (76)، الهدف الذي تحولت معه المباراة لمباراة أخرى في السرعة وتهديد المرميين، وحدث انفلات كبير على المستوى التكتيكي، خصوصاً مع تبديلات مدرب النصر الهجومية، وجلبت معها هدفين متواليين (91و93) من سعد الحارثي ومحمد السهلاوي، ولكن هذين الهدفين لم يمكنا لاعبي النصر من «القبض» على زمام الأمور في وقت حاسم من المباراة، وهو ما جعل التعاون يجد «منفذاً» لتحقيق نتيجة التعادل بأن تراجع لاعبو النصر كثيراً لمناطقهم الدفاعية، إضافة إلى ارتكاب لاعبيه خطأ جسيماً، بعدم فرض رقابة لصيقة رجل لرجل في مثل هذه الكرات الثابتة، واستطاع لاعبو التعاون تحقيق هدف التعديل الذي كان بمثابة «إنصاف» لما تم بذله داخل ملعب المباراة وعلى مدار الشوطين. اتفاق الحزم والقادسية على «التباطؤ» رفعت الأهداف الأربعة التي سجلت في مباراة الحزم والقادسية من مستوى المباراة الذي توقف عند «المتوسط» نتيجة غياب «التركيز» الذهني من الجانبين، وكانت الكرة تفقد من الجانبين بسهولة، حتى عشوائية الأداء سيطرت على معظم دقائق المباراة، وعلى رغم تقدم الحزم بهدف باكر (10) عن طريق ذياب مجرشي، إلا أن هذا الهدف حفز القدساويين كثيراً، ومكنهم من زيارة شباك سعيد الحربي في مناسبتين، الأولى (32)، والأخرى (57) عن طريق محترف الفريق جون جامبو، وتعتبر التبديلات المتوالية التي أجراها مدرب الحزم لطفي رحيم عقب هذا الهدف رغبة كبيرة منه في البحث عن هدف تعديل للفريق جاء مع الدقائق الأخيرة من المباراة (92) عن طريق محترف الفريق فرانسيس. صدمة جديدة للأهلي أجاد لاعبو الفتح استغلال وضعية مستضيفه فريق الأهلي وخطفوا ثلاث نقاط في غاية الأهمية، ويتحمل مدرب الأهلي سوليد ما حدث للفريق عقب مواصلته في إحداث تغييرات عدة على تشكيل الفريق، كان آخرها اعتماده على لاعب المحور علاء ريشاني في منطقة قلب الدفاع، وكلف هذا التغيير الأهلي كثيراً بأن ظهر التفكك واضحاً على منطقة عمق الدفاع، وأجاد لاعبو الفتح اختراق هذه المنطقة كثيراً، وأضاعوا فرصاً عدة قابلة للتسجيل، خصوصاً أن هدف الفتح الأول جاء مع الدقيقة (28) من اللاعب أحمد الحضرمي، وهو ما ساعد الفتحاويين على استغلال تقدمهم بعمل كرات معاكسة في ظل الوضعية «المتردية» لدفاع الأهلي، حتى والأهلي يسجل هدف التعديل (58) من الحوسني، إلا أن هذا الهدف لم يحرك ساكناً لدى بقية لاعبي الأهلي وظل الوضع كما هو الحال في مباراة الاتفاق الماضية، وهو ما ساعد الفتح في إضافة هدف ثانٍ (66) من رأسية رمزي بن يونس، كهدف «إنصاف» لفريق الفتح.