حضرت الإثارة والتنافس خلال مباريات هذه الجولة من دوري زين السعودي، ووصل المعدل التهديفي لمباريات اليوم الأول إلى 18 هدفاً من أصل 3 مباريات، ما يعني وجود خلل كبير في الأداء الدفاعي، ولعل ارتفاع هذه النسبة يعطي الدليل القاطع أن الفرق ما زالت تعاني مصاعب تأدية المباريات بمستوى مثالي من التركيز والحضور الذهني، لذلك واصل الشباب تراجعه المفاجىء وتلقى خسارة موجعه وبرباعية من الفريق الصاعد حديثاً فريق التعاون، وانقلبت الطاولة على الفريق الأهلاوي، الذي خسر برباعية أيضاً من فريق الاتفاق على رغم تقدمة في الشوط الأول ب 3 أهداف في مقابل هدف، وأنهى النصر مباراته أمام الفتح بالفوز برباعية أيضاً على رغم تقليص النتيجة من الفتح في وقت مهم من الشوط الثاني. اللياقة والبدلاء جلبوا «النصر» استفاد فريق النصر كثيراً من المخزون اللياقي لدى لاعبيه، ومن وجود لاعبين مميزين على دكة البدلاء ينجحون في منح الفريق دفعة فنية بارزة متى ما سنحت الفرصة لهم بالمشاركة. واستثمر النصر الحال المعنوية التي منحها له الهدف الباكر الذي أحرزه إبراهيم غالب في الدقيقة الرابعة وهو ما أحبط في الوقت ذاته لاعبي الفتح. وسير النصر المباراة كما أراد وسط تسرع واضح من لاعب الفتح في بناء الهجمات سواءً في إرسال الكرات الطويلة، أو من خلال التمرير الخاطىء الذي أفسد أي نوايا لبناء هجمات مثمرة على مرمى عبدالله العنزي، لذلك شكلت الكرات المعاكسة للهجوم النصراوري خطورة كبيرة على دفاع الحزم، وهو ما جعل مرمى محمد شريفي يتلقى الهدف الثاني مع أواخر هذا الشوط من ركلة الجزاء المسجله باسم محمد السهلاوي (42). وكادت الاستكانة التي طغت علي لاعبي النصر بسبب تقدمهم بهدفين في أن تقلب الطاولة عليهم كما حدث في مباراة الاتفاق والأهلي، حينما تمكن لاعبو الفتح من تعديل النتيجة في مناسبتين سريعتين (57،60) من فيصل سيف وربيع سفياني، إلا أن مدرب النصر زينغا كانت له تدخلات فوية ولم ينتظر مفاجأة أخرى واستعان بالثنائي عبدالرحمن القحطاني وخالد الزيلعي كلاعبي طرف هجومي يرى فيهما المقدرة على اختراق الدفاعات الفتحاوية بفضل نشاطهما وسرعتهما وتمتعهما بالمهارة الفردية، إضافة إلى المصاعب اللياقية التي كان يعانيها لاعبو الفتح، خصوصاً في وسط الفريق والظهيرين، وكان الفضل الكبير لهذين التبديلين بأن يتقدم النصر بهدف ثالث (70) من قدم السهلاوي. وعلى رغم وفرة التسجيل في هذه المباراة، إلا أن هناك العديد من الملاحظات الفنية التي تستحق أن نتوقف عندها كثيراً في الفريقين، فالانتشار أو التحول من الدفاع إلى الهجوم لم يكن مثالياً نتيجة البطء، إضافة إلى غياب صناع اللعب في وسط الملعب، أو اللاعبين أصحاب المهارة في قراءة اللعب، ناهيك عن غياب التسديد المباشر من مسافات وأماكن عدة، وإن كان هناك تسديدة تستحق الإشادة وأن نتوقف عندها فهي حدثت مع هدف الفتح الأول عقب جرأة فيصل سيف في التسديد المباشر على مرمى النصر.