أطلقت قوات نظام الرئيس بشار الأسد صواريخ على ضواحي دمشق الجنوبية أمس، فيما وصفه نشطاء معارضون بقصف عشوائي لمنع تقدم الثوار من ضواح تقطنها الطبقات العاملة إلى وسط المدينة. وقال النشطاء إن هذا هو أعنف قصف في 40 يوما من الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي يهدف إلى إحباط المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة الذين يعملون من أحياء سنية على أطراف العاصمة. وقال رامي السيد من المركز الإعلامي السوري وهو منظمة معارضة، إن طائرات مقاتلة قصفت ما بدا وكأنه أهداف للمعارضة، وأن منصات إطلاق الصواريخ أحدثت دمارا هائلا وعشوائيا. وتابع السيد في اتصال من دمشق أن القصف يستهدف منع مقاتلي المعارضة من التقدم داخل العاصمة، ويهدف أيضا لحماية قاعدة للجيش على مشارف ضاحية الحجر الأسود التي تضم آلاف اللاجئين الفقراء من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل والذين كانوا في طليعة التحرك ضد حكم الأسد في بداية الانتفاضة. وأضاف نشطاء إن الصواريخ والقنابل أصابت مناطق الحجر الأسود والتضامن والقدم التي فر منها السكان بدرجة كبيرة بعد أن سقطت تحت سيطرة الجيش السوري الحر المعارض. وفي ريف دمشق، اغتال مسلحون معارضون مدير منطقة النبك العميد عبدالله الدرعاوي وأربعة من عناصر الشرطة بإطلاق الرصاص عليهم في شارع المجمع الحكومي في مدينة النبك الذي يضم مقار الإدارات الحكومية، بحسب ما ذكر المرصد السوري. كما قال مقاتلو المعارضة إن الأسد بدأ في سحب بعض القوات من المحافظات لحماية العاصمة، مشيرا إلى أن الأسد سحب طابور مدرعات وثلاثة آلاف جندي من درعا الجنوبية الأسبوع الماضي. وفي الشرق قال الشيخ نواف البشير وهو زعيم قبيلة معارض للأسد إن وحدة صغيرة من الحرس الجمهوري انسحبت من دير الزور متوجهة إلى دمشق. إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين مقاتلين معارضين وآخرين أكراد بمدينة رأس العين التي استولى عليها المعارضون قبل عشرة أيام في محافظة الحسكة (شمال شرق)، ما أسفر عن إصابة تسعة بينهم أربعة من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. كما قتل رئيس مجلس الشعب المحلي الكردي في رأس العين عابد خليل" برصاص قناصة من الثوار. وفي حلب، سيطر الثوار على مقر الفوج 46 التابع للقوات النظامية الذي اقتحموه أول من أمس، بحسب ما ذكر المرصد، الذي أشار إلى تعرض الفوج اليوم لقصف بالطائرات. والفوج عبارة عن قاعدة مساحتها 12 كيلومترا مربعا تضم مدفعية كانت تتولى قصف مناطق بريف حلب، لا سيما مدينة الأتارب الاستراتيجية التي يسيطر عليها المعارضون. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، دارت، بحسب المرصد، "اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة على الأطراف الجنوبية لمدينة معرة النعمان يرافقها سقوط قذائف على المنطقة في محاولة من القوات النظامية لاقتحام المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ 9 أكتوبر الماضي".