قال ناشطون وسكان إن اشتباكات اندلعت أمس بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي العسالي والحجر الأسود في جنوبدمشق، تزامناً مع «قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوبدمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الأحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها». وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 24 شخصاً قتلوا امس بنيران قوات النظام معظمهم في درعا وحماة وإدلب، بينما ذكرت الهيئة العامة للثورة أن اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي نشبت في أحياء دمشقالجنوبية، في حين سيطر الثوار على أجزاء كبيرة من الفوج ال 46 التابع لقوات النظام قرب الأتارب بريف حلب، حيث لا تزال المعارك مستمرة هناك. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد صباح امس عن انفجار لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86 في دمشق بعد انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل السبت - الأحد في الحي استهدفت محلاً تجارياً صغيراً. وقال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل إن «إرهابيين اطلقوا قذيفتي هاون على الأحياء السكنية في منطقة المزة» في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية. واستهدف الحي مراراً في الفترة الأخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي أدى تفجير إحداها في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إلى مقتل 11 شخصاً. وأشار المرصد السوري إلى قصف على حرستا والحجيرة والسيدة زينب في ريف دمشق الذي يشهد تصاعداً في العمليات العسكرية في الفترة الماضية. كما أكد ناشطون تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والطائرات المقاتلة على أحياء دمشقالجنوبية وبساتين حي كفر سوسة، وعلى مدن وبلدات السيدة زينب والزبداني ودوما والكسوة وحرستا وعربين وحمورية والغوطة الشرقية، كما قصف الطيران الحربي مدينة داريا بريف دمشق التي أغلقت كل الطرق المؤدية إليها قبل أن تقتحمها الدبابات والمدرعات. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أشارت إلى أن قوات النظام أغلقت كل مداخل العاصمة وسط استنفار أمني ملحوظ، وذلك قبل إغلاقات مماثلة لضواحي جنوب العاصمة وريفها. وفي مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من أربعة اشهر، تدور اشتباكات في عدد من الأحياء الشرقيةوالجنوبية، بحسب المرصد. وفي ريف حلب، أشار المرصد إلى وقوع اشتباكات عنيفة في محيط الفوج 46 في الريف الغربي، وهو قاعدة استراتيجية تقوم من خلالها مدفعية القوات النظامية بقصف المناطق المحيطة بها، ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اكثر من شهر السيطرة عليها. وأعلن الجيش الحر سيطرته على أجزاء كبيرة من الفوج ال46 العسكري قرب الأتارب بريف حلب، حيث لا تزال المعارك مستمرة للسيطرة على المبنى الأخير. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على منطقة كرم الجبل الإستراتيجية بعد معارك شرسة مع الجيش النظامي الذي يحاول استرداد هذه المنطقة الواقعة جنوبي محافظة حلب، في حين أعلن لواء التوحيد بمحافظات إدلب وحماة وحلب وحمص والرقة إعادة هيكلة كتائبه لإكمال سيطرة الثوار على حلب. وقالت «شبكة شام» إن الجيش النظامي قصف بالمدفعية الثقيلة معظم قرى سهل الغاب بريف حماة الغربي، ومدينة معرة النعمان وبلدات ريف إدلب الشمالي، وكذلك بلدة تل شهاب في درعا. وأضافت الشبكة أن الطائرات المقاتلة قصفت مدن وقرى ريف حلب الغربي وسط اشتباكات عنيفة، كما بثت صوراً لآثار القصف الذي تعرضت له أحياء دير الزور التي دارت فيها اشتباكات عنيفة في أحياء الجبيلة والرشدية والموظفين، كما تجددت الاشتباكات في محيط كتيبة المدفعية بمدينة الميادين شرقي البلاد. وذكر ناشطون أن القصف ما زال يتواصل على ريف اللاذقية براجمات الصواريخ والدبابات، وتحدثوا عن سقوط قتلى وجرحى في قرى المريج والكبير وناحية ربيعة. إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي أمس إن قواته أطلقت نيران المدفعية على سورية رداً على إطلاق نار استهدف القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة. وأوضح أن جنوداً سوريين ربما يكونون قد قتلوا. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي جراء إطلاق النار الذي وقع مساء السبت -الأحد في ثالث حالة هذا الشهر لاندلاع أعمال عنف ينظر إليها على أنها امتداد للاضطرابات الأهلية في سورية والتي أثارت أيضاً قلق جيران آخرين مثل لبنان وتركيا. وقالت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي إن «نيران أطلقت من سورية على القوات الإسرائيلية في وسط الجولان. وتابعت الناطقة الإسرائيلية إن «الجنود (الإسرائيليين) ردوا بقصف مدفعي باتجاه مصدر النيران ... وسجلت إصابة مباشرة». وإطلاق النار ليس الأول بعد سلسلة حوادث سجلت الأسبوع الماضي بين الجانبين، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية عيارات تحذيرية الأحد الماضي عند خط وقف إطلاق النار رداً على قذيفة هاون أطلقت من الأراضي السورية، في أول قصف من نوعه منذ 1974. ويتزامن تكرار هذه الحوادث مع اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين موجودين داخل المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان. وقدم الجيش الإسرائيلي أيضاً شكوى للأمم المتحدة بشأن الحادث. وللأمم المتحدة قوة لحفظ السلام في تلك المنطقة لمراقبة وقف لإطلاق النار منذ السبعينات.