بيروت، القاهرة - أ ف ب، رويترز - سارعت فرنسا إلى تأكيد دعمها «الائتلاف الوطني السوري» المعارض باستقبال الرئيس فرنسوا هولاند رئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب في قصر الاليزيه في باريس أمس، معلناً أن بلاده ستستقبل «سفيراً» ل»الائتلاف»، فيششششما عبر الخطيب عن رغبته في تشكيل «حكومة تكنوقراط» تضم كل مكونات المجتمع السوري. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان النظام «غير الشرعي» للرئيس السوري بشار الأسد «محكوم عليه بالهزيمة». وبعد لقاء استمر ساعة ونصف الساعة، أعلن الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع الخطيب أمس «سيكون هناك سفير لسورية في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف»، هو المعارض منذر ماخوس الذي كان احد أعضاء الوفد السوري الذي التقى هولاند. ونقل هولاند عن الخطيب رغبته في تشكيل «حكومة تكنوقراط» تضم كل مكونات المجتمع السوري خصوصاً المسيحيين والعلويين. ولفت هولاند إلى وجود «حاجة لتعزيز تسليح» المعارضة السورية «لكن المجتمع الدولي يطالب برقابة ضرورية على هذه الأسلحة»، مؤكداً أن «فرنسا ستستمر في دعمها الإنساني للمناطق المحررة بالاتصال الوثيق مع الائتلاف». ويأتي الموقف الفرنسي الجديد بعد أربعة أيام من إعلان هولاند اعترافه ب»الاتئلاف» الذي تشكل اثر اجتماعات للمعارضة السورية في الدوحة، كممثل شرعي للشعب السوري، وهو ما تريثت دول غربية عدة داعمة للمعارضة في الإقدام عليه. في غضون ذلك، قال اردوغان في خطاب ألقاه في جامعة القاهرة أمس إن «نظام بشار الأسد غير الشرعي محكوم عليه بالهزيمة». وتساءل «كيف يمكن للمجتمع الدولي، وخصوصاً مجلس الأمن، أن يبقى صامتاً عن المجازر التي ترتكب يومياً في كل أنحاء سورية؟». وعبر اردوغان عن الأسف لعرقلة هذا الملف في مجلس الأمن جراء الفيتو الروسي والصيني. وقال «إذا كان علينا أن ننتظر لمعرفة ماذا سيقول عضو أو عضوان دائمان (في مجلس الأمن) فإن مصير سورية هو فعلاً في خطر. حان الوقت لتغيير بنية المؤسسات الدولية بدءاً بمجلس الأمن الدولي». ميدانياً تواصلت الاشتباكات بين القوات السورية والمقاتلين المعارضين في أنحاء مختلفة في سورية، وتعرضت أحياء في جنوبدمشق للقصف ودارت اشتباكات في أحياء من العاصمة وشرق البلاد قرب الحدود العراقية بعد سيطرة المقاتلين على مطار الحمدان في مدينة البوكمال الذي تستخدمه القوات النظامية، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال نشطاء إن السيطرة على هذا المطار ستسمح لهم بالحفاظ على سيطرتهم على البوكمال الحدودية التي سيطروا عليها في الآونة الأخيرة. وقال الناشط زياد الأمير لوكالة «رويترز» إن قوات النظام ردت بقصف المطار بواسطة مقاتلات. وكان مطار الحمدان يستخدم في السابق لنقل المنتجات الزراعية لكنه تحول إلى قاعدة لطائرات الهليكوبتر والدبابات أثناء الصراع. وتعني السيطرة على مطار الحمدان أن قوات الأسد لم تعد تسيطر الآن سوى على قاعدة جوية واحدة في المحافظة هي المطار العسكري الرئيسي في مدينة دير الزور. وذكر المرصد أن «حي التضامن ومخيم اليرموك وأحياء عدة في جنوب العاصمة تتعرض للقصف، بينما «تدور اشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي الحجر الأسود». وكان المرصد أفاد عن مقتل 4 أشخاص جراء سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وفي حرستا، في ريف دمشق، قتل 9 أشخاص بينهم اربع نساء وأربعة أطفال جراء سقوط قذائف. وبث ناشطون على شبكة الإنترنت شريطاً مصوراً يظهر عدداً من الجثث المغطاة والممددة على الأرض في محيط مسجد عمار بن ياسر، بينها جثث ثلاثة أطفال احدهم رضيع. وفي حلب أفاد المرصد عن توثيق أسماء ثلاثة أشخاص قتلوا اثر سقوط قذيفة على حافلة ركاب تقلهم في حي الحيدرية في شمال شرقي المدينة. وأظهر شريط بثه ناشطون على شبكة الإنترنت أشخاصاً يجمعون في أكياس سوداء من البلاستيك ما قالوا إنها أشلاء بشرية، بالقرب من حافلة بيضاء صغيرة مدمرة في شكل شبه كامل. كذلك، أفاد المرصد عن تعرض معبر باب الهوى الخاضع لسيطرة المقاتلين المعارضين في ريف حلب لقصف بالطيران الحربي «استهدف سيارة رباعية الدفع»، بحسب المرصد. وأفاد التلفزيون الرسمي عن «استشهاد ستة مواطنين وإصابة آخرين في قذيفة هاون أطلقتها مجموعة إرهابية مسلحة على مدخل جرمانا» جنوب شرقي دمشق ذات الغالبية المسيحية والدرزية. وفي محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن مقتل عشرة مقاتلين معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية. وتأتي هذه الاشتباكات بعد سيطرة المقاتلين على مطار الحمدان الذي كان يستخدمه النظام مهبطاً للطائرات المروحية العسكرية ونشر فيه آليات ومدافع هاون. وفي دمشق أفرج أمس عن المصور الصحافي التركي جنيد أونال، الذي كان محتجزاً لدى القوات النظامية منذ آب (أغسطس) الماضي.