تواصلت أمس الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية والمقاتلين المعارضين في مناطق مختلفة في سورية، خصوصاً في ريف دمشق وحلب، فيما أعلن متمردون سيطرتهم على مطار في محافظة دير الزور السورية قرب الحدود مع العراق، وذلك بعد سقوط 119 قتيلاً الجمعة جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة. ودارت اشتباكات عنيفة في حي التضامن في جنوب العاصمة السورية رافقها تحليق للطائرات الحربية في سماء المنطقة، اضافة إلى اشتباكات في حي برزة (شمال)، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المرصد أشار إلى مقتل أربعة أشخاص جراء سقوط قذيفة هاون غير محددة المصدر على مخيم اليرموك في جنوب العاصمة، وهو الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سورية، وسبق أن دارت على أطرافه اشتباكات شارك في بعض منها مقاتلون فلسطينيون بعضهم موال للنظام وآخرون معارضون له. وأشار المرصد إلى أن معظم الطرق المؤدية إلى العاصمة «سالكة بصعوبة أو سالكة فقط للسيارات العسكرية»، بعدما أفاد صباحاً عن اغلاق الطرق المؤدية إلى حي نهر عيشة في جنوبالمدينة وطريق دمشق درعا الدولية ومنعت خروج الأهالي منه»، مع تسجيل انتشار مكثف لهذه القوات. وفي ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية مكثفة في الفترة الأخيرة، تعرضت مدينة الزبداني للقصف تزامناً مع حملة مداهمات في محيطها، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى مداهمات في البويضة حيث اسقط المقاتلون مروحية عسكرية الجمعة. في محافظة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن سيطرة المقاتلين «على مطار الحمدان الزراعي في أطراف مدينة البوكمال الذي كان يستخدمه النظام مهبطاً للطائرات المروحية العسكرية ونشر فيه آليات عسكرية ثقيلة ومدافع هاون». وأشار إلى اشتباكات قرب البوكمال القريبة من الحدود العراقية «بين العناصر التي كانت متواجدة في المطار ومقاتلين من الكتائب المقاتلة». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المقاتلين «باتوا يسيطرون على منطقة جغرافية واسعة في شمال شرق مدينة دير الزور وإلى الجنوب من محافظة الحسكة»، باستثناء كتيبة مدفعية في مدينة الميادين في محافظة دير الزور. وأضاف أن إحكام مقاتلي المعارضة قبضتهم على المطار يساعدهم على الاحتفاظ بمدينة البوكمال الحدودية التي يقطنها أكثر من 60 ألف شخص سيطروا عليها قبل يومين. وأضاف عبد الرحمن أن عمليات السيطرة الجديدة تعني أن أكبر منطقة خارج سيطرة النظام باتت الآن المنطقة الواقعة على الحدود العراقية في دير الزور. وقال الناشط زياد الأمير إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد ردت بقصف المطار بالطائرات. وأظهر تسجيل مصور بثته جماعات المعارضة مقاتلين يقومون بدوريات في القاعدة الجوية الصحراوية بمحافظة دير الزور السورية. وتصاعدت أعمدة من الدخان من بعض المباني الخرسانية في الوقت الذي تفقد فيه مقاتلون عدداً من الدبابات. وأضاف الأمير إن بعض ضباط الجيش تركوا الجنود في المطار وفروا بثلاث دبابات ويحاولون تنظيم عملية إنقاذ ومن ثم فإن القتال صار عنيفاً في المنطقة. وكان مطار الحمدان يستخدم في السابق في نقل المنتجات الزراعية، ولكنه تحول إلى قاعدة لطائرات الهليكوبتر والدبابات أثناء الصراع. وتعني السيطرة على مطار الحمدان أن قوات الأسد لم تعد تسيطر الآن سوى على قاعدة جوية واحدة في المحافظة وهي المطار العسكري الرئيسي في مدينة دير الزور. وقال الأمير عبر سكايب إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من الاستيلاء على قذائف هاون ومركبات مدرعة إلى جانب بعض الذخيرة. ولم يصدر أي تعليق من الحكومة أو التلفزيون الرسمي في سوريا حول مزاعم المعارضة. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن «مقتل وإصابة جميع أفراد مجموعة إرهابية مسلحة باشتباك مع وحدة من قواتنا المسلحة جنوب المقابر في دير الزور». في حلب كبرى مدن الشمال، تعرضت أحياء يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في جنوبالمدينة وشرقها للقصف، بحسب المرصد الذي أفاد عن اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون منذ فترة السيطرة على دوار الليرمون في شمال غربي المدينة. وتلى هذه الاشتباكات انفجار سيارة مفخخة استهدف تجمعاً عسكرياً بالقرب من الدوار، بينما لجأت القوات النظامية إلى الطيران الحربي في استهداف المنطقة، بحسب المرصد. وأشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن «تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام» في الحي الذي يحاول المقاتلون المعارضون منذ فترة السيطرة عليه. كذلك تحدث المرصد عن «أصوات انفجارات عدة في حي الحمدانية» في جنوب غربي حلب التي تشهد معارك يومية منذ أربعة اشهر. كما شنت طائرات مقاتلة غارات على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون منذ التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وتمكنت القوات النظامية في الفترة الأخيرة من السيطرة على بعض القرى على الطريق المؤدي إليها. في محافظة دير الزور (شرق)، قتل مقاتل معارض خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي الجبيلة في مدينة دير الزور، بحسب المرصد. وأدت أعمال العنف السبت إلى مقتل 18 شخصاً، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له، ويعتمد على شبكة من الناشطين في كل المناطق السورية ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. وأحصى المرصد الذي يتخذ لندن مقراً له مقتل 119 شخصاً الجمعة هم 49 مدنياً و28 مقاتلاً معارضاً و42 جندياً نظامياً أول من أمس الجمعة.