يتوجه الناخبون الأميركيون اليوم إلى صناديق الاقتراع بورقتي الديموقراطية التي تحمل اسم باراك أوباما، والجمهورية التي تحمل اسم ميت رومني، حيث لا يمكن التكهن بفوز أي منهما، استنادا إلى استطلاعات الرأي، فالنتيجة تمر عبر "مضيق" الكلية الانتخابية التي يتعين على أي مرشح أن يحصل على أكثر من 270 صوتا من عددها البالغ 538 صوتا. ويشير تحليل خريطة ولايات الحسم إلى احتمال فوز أوباما الذي يحظى ب201 من الأصوات، فيما يحظى رومني ب191، مما يعني أن التنافس على أشده على ما سمي ب"ولايات الحسم". وتوضح الاستطلاعات - إذا صدقت - أن رومني يمكن أن يفوز بولايات كلورادو (9 مقاعد) وفلوريدا (29 مقعدا) ونورث كارولينا (15 مقعدا) وفيرجينيا (13 مقعدا)، حاصدا 257 مقعدا وهو رقم غير كاف للفوز. وحصة أوباما من ولايات الحسم على النحو التالي: أيوا (6 مقاعد) وميتشجن (16 مقعدا) ونيفادا (6 مقاعد) وأوهايو (18 مقعدا) وبنسلفانيا (20 مقعدا) وويسكونسون (10 مقاعد)، ليصبح مجموعه 277 صوتا. برهنت استطلاعات الرأي العام الأخيرة على تساوي المرشحين باراك أوباما وميت رومني على المستوى القومي بنسبة 47.2% لكل منهما. ويعني ذلك أن رومني حقق تقدما طفيفا في الأيام الثلاثة الأخيرة من الماراثون ربما بسبب الحجم الكبير للتبرعات السياسية التي تلقاها صندوق حملته لاسيما من الموسرين في الولاياتالمتحدة لدعم سيل إعلاناته اللتفزيونية الذي يحاصر المشاهدين بين فينة وأخرى لاسيما في ولايات الحسم. إلا أن ذلك لا يعني أن بالإمكان التكهن بفوز رومني مسبقا. ذلك أنه يتعين قراءة تلك الاستطلاعات في ضوء الخريطة الانتخابية العامة التي تحدد الولايات التي بوسعها أن تحسم النتيجة. إذ إن حصول أي مرشح على أغلبية أصوات الناخبين على المستوى القومي لا يعني بالضرورة أنه فاز بقصب السباق. فالنتيجة تمر عبر "مضيق" الكلية الانتخابية التي يتعين على أي مرشح أن يحصل على أكثر من 270 صوتا أو أكثر من أصوات ذلك المجمع الانتخابي الذي تمثل به الولايات حسب عدد سكانها بعدد مواز من المقاعد. ويبلغ عدد مقاعد الكلية الانتخابية 538 مقعدا يمثل ولايات الحسم فيها 146 مقعدا. ويتوقف الأمر الآن على الكيفية التي ستتوزع بها أصوات ولايات الحسم بين المرشحين. ذلك أن كفة أوباما بها 201 صوت مؤكدا أي من خارج ولايات الحسم أو بالأحرى من الولايات الديموقراطية تاريخيا كما أن لرومني 191 مقعدا مؤكدا في المقابل من الولايات الجمهورية بصورة تقليدية. والسؤال الآن هو كيف ستتوزع أصوات ولايات الحسم؟ متابعة الصورة النهائية للاستطلاعات – بافتراض صدقها – توضح أن رومني يمكن أن يفوز بولاية كلورادو ولها 9 مقاعد وبولاية فلوريدا ولها 29 مقعدا وبولاية نورث كارولينا ولها 15 مقعدا وبولاية فيرجينيا ولها 13 مقعدا. ويعني ذلك أن من المحتمل أن يفوز رومني. ويبلغ مجموع ذلك 257 مقعدا وهو رقم غير كاف للفوز. وفي المقابل فإن حصة أوباما من أصوات ولايات الحسم يمكن أن توزع على النحو التالي إن كانت أرقام الاستطلاعات دقيقة: أوباما سيفوز في أيوا ولها 6 مقاعد وفي ميتشجن ولها 16 مقعدا وفي نيفادا ولها 6 مقاعد وفي أوهايو ولها 18 مقعدا وفي بنسلفانيا ولها 20 مقعدا وفي ويسكونسون ولها 10 مقاعد. ويبلغ مجموع تلك الأصوات 76 صوتا تضاف إلى أصوات المرشح الديموقراطي المضمونة التي تبلغ 201 فيصبح المجموع 277 صوتا. بقيت فقط ولاية نيوهامبشاير ولها 4 مقاعد وهي ولاية لا تكشف الاستطلاعات حتى الآن عن الاتجاه الذي تميل إليه. إلا أن فوز رومني في تلك الولاية لن يغير من الأمر شيئا على أي حال إذ إنه سيضيف بها 4 مقاعد إلى ما لديه من رقم افتراضي أي 257 ليصبح المجموع 261 وهو رقم لا يزال غير كاف للفوز. المفاجأة إذن يمكن أن تحدث بالفعل في أوهايو مثلا أو في أيوا أو في ميتشجن. وفوز رومني بأيوا وحدها ولها 6 مقاعد لن يكون كافيا لوضعه عند رقم 270. من هنا فإن تحليل خريطة ولايات الحسم يشير إلى أن فرصة أوباما في الفوز تفوق فرصة رومني على الرغم من تساوي الاثنين في استطلاعات الرأي على المستوى القومي. وفي المقابل فان هناك مفاجآت معاكسة يمكن أن تحدث إذا صوتت فيرجينيا مثلا لمصلحة أوباما لاسيما بعد الحملة المكثفة التي خاضها الرئيس الأسبق بيل كلينتون لدعم أوباما هناك. ويحظى كلينتون بشعبية هائلة في فيرجينيا مما يمكن أن يؤثر بالفعل على أصوات ناخبيها. ولكن هل يمكن القطع بهذه الأرقام على أي نحو؟. ليس ذلك ممكنا إن كانت التجربة التاريخية مقياسا. فقد سبق أن أظهرت الاستطلاعات مدى الأخطاء التي تحدث في توقعاتها أو في رصدها لاتجاهات الرأي العام في هذه الولاية أو تلك. من هنا فإن تلك الانتخابات تبقى متمسكة بالاحتفاظ بصعوبة توقع نتيجتها حتى اللحظة الأخيرة.