سيتابع ملايين الناخبين الأميركيين مساءَ اليوم المناظرة العلنية الأولى بين المرشحين، الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني. وعلى الرغم من تقدم أوباما في الولايات التي يمكنها أن تحسم السباق لهذه الكفة أو تلك، فإن الفارق بين المرشحين على المستوى القومي بصفة عامة ليس كبيرا. فقد كشف استطلاع للرأي أجرته محطة " أي. بي. سي" التلفزيونية وصحيفة "واشنطن بوست" أن أوباما سيحصل لو أجريت الانتخابات الآن على 49% بين الناخبين الذين يذهبون للتصويت عادة ،مقابل 47% لرومني. وفيما تشير الاستطلاعات إلى فارق أكبر إذا ما شملت عينات الاستطلاع كل الناخبين بصفة عامة فإن من يذهبون للتصويت تكون نسبتهم في العادة نحو النصف. وتعتمد الاستطلاعات في تحديد من هم أكثر استعدادا للذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم التصويت على سؤال من يشارك عن عدد المرات التي صوت فيها منذ أن حق له التصويت قانونا. وفي حالة الناخبين بصفة عامة فإن النسبة ترجح لصالح أوباما بنحو 49 نقطة مئوية مقابل 44 نقطة لرومني. وينقسم 6٪ من الناخبين المستقلين بالتساوي بين رومني وأوباما. وقام رومني بإجراء مسلسل من الحوارات التجريبية مع عدد من الساسة الجمهوريين خلف أبواب مغلقة للتدرب على مواجهته الحاسمة مع منافسه. ويعتمد معسكره الآن على سياسة "العبارات المفاتيح" أي إلقاء جمل مختصرة ومؤثرة دون الاهتمام بالمنحى العام للمناظرة. ويهدف هذا التكتيك إلى تحييد قدرات أوباما الخطابية المتفوقة ومحاولة إلقاء تلك العبارات التي يخرج من يتابعون المناظرة عادة وقد بقيت في ذاكرتهم. وفيما يؤكد أنصار أوباما أن مهمته الوحيدة في المناظرة ليست محاولة "القضاء" على رومني سياسيا عبر أي مخاطرة أو إنفعال والتعادل، يقول أنصار رومني إنه لم يعد لدى مرشحهم ما يخسره بعدما أثبتت الاستطلاعات تفوق أوباما وأن عليه أن يقوم بمخاطرة سياسية محسوبة لإحراج الرئيس ووضعه في ركن أمام أعين أكثر من 35 مليون مشاهد يمكن أن يتابعوا المناظرة، مما يحتم عليه توجيه ضربة قاضية لخصمه. ويتقدم أوباما بفارق مريح نسبيا في ولايات الحسم وهي فيرجينيا وكلورادو ونيفادا ونيوهامبشاير وأهايو وويسكونسون وأيوا ونورث كارولينا. ومن المرجح أن يفوز أوباما بولاية أوهايو وويسكونسون كما أنه متقدم في فيرجينيا ونيوهامبشاير ،إلا أن الفارق بينه وبين رومني يقل كثيرا في حالة أيوا ونيفادا كما أن رومني متقدم بالفعل في نورث كارولينا.