تعد أمراض القلب والأوعية الدموية من أهم الأسباب للوفاة في العالم، ويأتي ارتفاع نسبة الدهون في الدم على رأس عوامل الخطورة لهذه الأمراض، ويرى استشاري الأدوية والمعالجة بمستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية الدكتور منصور الطبيقي، أن الدراسات المتلاحقة أثبتت أن تقليل نسبة استهلاك الأطعمة المشبعة بالدهون، وممارسة الرياضة باستمرار يؤديان إلى تقليل مستويات هذه الدهون في الدم، ولكن المشكلة تكمن أحيانا في وجود عوامل وراثية لدى بعض المرضى، تتسبب في عدم استجابة مستويات الدهون لمثل هذه التدخلات العلاجية غير الدوائية، فيحتاجون إلى أدوية تقلل مستوى هذه الدهون في الدم، وتقلل كذلك تكون الترسبات الدهنية، والخثرات في الأوعية الدموية. وأضاف، أن "بعض الأدوية تتسبب في أعراض جانبية، تتراوح حدتها من بسيطة إلى شديدة، وتتسبب أحيانا في الوهن، وتحلل العضلات، وزيادة إفراز الكبد للإنزيمات، والصداع، وتختلف الأعراض في معدل حدوثها، وأيضاً الفئة العمرية التي تصاب بها، وعادة يصاب بها كبار في السن، إضافة لارتفاع أسعارها". وأشار الدكتور الطبيقي، إلى أن "الأنظار تتجه في هذه الحالة إلى العلاجات التكميلية، التي تستخدم الغذاء من أصول نباتية للمساعدة في علاج هذه الأمراض، والحد من خطورتها، ويجيء على قائمة هذه النباتات "بذرة الكتان" التي لها أصل قديم جداً من أيام الفراعنة، حيث كانوا يستخدمونها في صناعة النسيج، وتحضير بعض الوصفات الطبية". وأوضح أن بذرة الكتان مصدر غني للأحماض الدهنية، وأهمها أوميغا 3، وأوميغا 6، ومجموعة من الألياف المذابة، وغير المذابة، ونسبة كبيرة من الأحماض الأمينية، وجميعها هامة للجسم ليؤدي وظائفه بشكل حيوي وطبيعي. وقال الدكتور الطبيقي: إن "علاج هذا النبات لارتفاع نسبة الدهون في الدم بدأ متأخرا قليلاً إثر تناول الباحثين دراسات سريرية محدودة أجريت حول هذا االموضوع، وكلها تؤكد أن لمطحون بذرة الكتان مفعول إيجابي على مستويات الدهون بالدم، ولكن هذه الدراسات بالمجمل أعطت قراءات مختلفة عن نسب تخفيض نسب الدهون في الدم بأنواعها الثلاثة: الكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، والكوليسترول الضار (منخفض الكثافة)، ونسبة ارتفاع الكوليسترول الحميد (مرتفع الكثافة). وأضاف، أن "نسبة التحسن في هذه الدراسات تراوحت من 10-25 % للكوليسترول الكلي، و 22-65% بالنسبة للدهون الثلاثية، و 19-33% بالنسبة للكولسترول الضار، ولا فرق بالنسبة للكوليسترول الحميد في بعض الدراسات، وبينما ارتفعت نسبته في دراسات أخرى. وأوضح استشاري الأدوية أن "إحدى الدراسات توصلت إلى أن استخدام مطحون بذرة الكتان على شكل بسكويت بكمية قدرها 6 جرامات يوميا، كانت كافية لإحداث هذا التحسن في مستويات الدهون، وأشارت دراسة أخرى أن مطحون بذور الكتان أعطى نتائج إيجابية أكثر من زيت بذرة الكتان الذي كان للأخير تأثير إيجابي على رفع مستوى الكوليسترول الحميد". وأضاف، أنه "في المحصلة هذه البذرة الذهبية العجيبة تحتوي على فوائد عظيمة على الصحة أكثر مما ذكر، فهي تحسن وتطور أداء الدماغ، والأعصاب، وتخفف حدة الالتهابات والآلام، وتنظيم الدورة الدموية.