هربا من أنظمة ونطاقات وزارة العمل التي تفرض توظيف الشباب السعودي في القطاع الخاص، لجأت شركات كبرى يملكها رجل أعمال إلى التحايل من خلال استغلال هوية أحد الشباب الباحثين عن العمل، وتوظيفه منذ عدة سنوات دون علمه أو تقاضيه مرتبا منها. قال الشاب علي سعيد الشهراني " كنت أعمل عسكريا في إحدى القطاعات لمدة 4 سنوات ثم توقفت عن العمل العسكري، لمواصلة دراستي في المعهد الصحي بأبها، وحينما تخرجت وعثرت على وظيفة بقسم مراقبة المخزون في المستشفى العسكري بخميس مشيط، تفاجأت بخطاب من قبل مؤسسة التأمينات الاجتماعية يفيد بتسجيلي موظفا منذ 4 أعوام لدى 3 شركات يملكها رجل أعمال واحد وتتوزع بين مناطق الرياض ومكة المكرمة وعسير. وطالب الشهراني في شكوى قدمها ل"الوطن" مع عدد من الوثائق التي تثبت توظيفه لدى الشركات الثلاث بطريقة مخالفة، بحفظ حقوقه المادية والأدبية، وإيقاع العقوبات على المتورطين في انتحال هويته لتجاوز نسب السعودة، مشيرا إلى أنه بات يتخوف من استغلال هويته في استخراج شرائح اتصال باسمه قد يترتب عليها مخالفات قانونية أو فواتير باهظة، كاشفا عن إبلاغ الجهات المختصة التي بدأت تتولى التحقيق في القضية من كافة جوانبها. من جهته، اعتبر المحامي أحمد القحطاني، أن لجوء الشركات إلى استغلال هويات الشباب تزوير يعاقب عليها النظام، إلى جانب مخالفتها لنظام العمل والعمال من خلال ممارسة السعودة الوهمية، وقال "يحق للشاب المتضرر مقاضاة الشركات وفقا للأدلة والبراهين التي يمتلكها إذ إن تحايل الشركات ساهم في استغلال هوية شاب وألحق به ضررا، إضافة إلى تغييب الشركات أرقام التوطين الحقيقية التي تنشدها الجهات المختصة".