رغم انقضاء صيف الرياض القاسي، وانخفاض كمية استهلاك المياه بعد اعتدال الطقس في العاصمة، إلا أن معاناة سكان حي "ضاحية لبن" غرب العاصمة الرياض مستمرة مع انقطاع المياه الموسمي دون أن يكون هناك بوادر لحل أزمة شح المياه التي يعانيها السكان هناك منذ سنوات. "الوطن" وقفت على معاناة العديد من سكان الحي الواقع في أقصى غرب الرياض، ورصدت معاناتهم اليومية؛ حيث يصطفون في طوابير طويلة أمام محطة توزيع المياه منذ الفجر للحصول على رقم يخوّل لهم الحصول على صهريج مياه من بين صهاريج محدودة العدد لا تكفي لطلبات السكان، ما أفرز سوقا سوداء لبيع الصهاريج وصلت أسعارها إلى 500 ريال في كثير من الأحيان. وقال المواطن عبدالعزيز الأحمري إن سكان ضاحية لبن غرب الرياض خاصة شوارع "الشفا والطائف وعسير وينبع وغيرها" يعانون الأمرين من شح المياه، حيث إن الحي كبير والشركة المتعهدة لا تستطيع توفير المياه الكافية للحي، لافتا إلى أن العديد من السكان يصطفون في طوابير طويلة من بعد صلاة الفجر ولا تفتح المحطة إلا الساعة 9 صباحا ولا يوجد بها سوى موظف واحد حيث يقوم بتوزيع أرقام 50 صهريجا فقط هي الكمية المتوفرة ولا تكفي لربع الطلبات اليومية على الماء، وفي حال حصلت المعجزة وحصلوا على صهريج بعد صراع مرير مع الازدحام والطقس الحار فليست هي نهاية المعاناة؛ حيث يكون أمامهم مرحلة أخرى حيث يوجهونهم لمحطة أخرى تقع خارج نطاق الحي "على الدائري الغربي" لاصطحاب صهاريجهم من الموقع المتهالك؛ حيث إنه عبارة عن غرفة من"الهنقر" تسبح في بحيرة من المياه والمخلفات وبقايا الأطعمة، وتنبعث منها الروائح الكريهة، ولا يمكن أن تكون مقرا لشركة كبيرة تتعهد بتوفير المياه للعاصمة. وأضاف الأحمري أن الشركة توزع 50 رقما فقط لا تكفي إلا لنحو 25% من الباحثين عن الماء مما يضطر البقيّة إلى شراء الماء من السوق السوداء بمبالغ تبدأ من 250 ريالا للصهاريج الصغيرة التي تباع في المحطة ب 76 ريالا، في حين تعرض الصهاريج الكبيرة "الشاحنات" في السوق السوداء بمبالغ تصل إلى 500 ريال رغم أن سعرها في المحطة 192 ريالا. ويضيف المواطن مبارك المسردي أنه يأتي للمحطة مرتين كل أسبوع من بعد صلاة الفجر ولا يصله الماء إلا بعد العصر، مؤكدا أن هذه المعاناة مستمرة منذ سنوات ويتم استغلال السكان ماديا، عطفا على الوقت والجهد وتعطيل مصالحهم والخروج من دواماتهم بحثا عن المياه، مشيرا إلى أن الحي توجد به تمديدات جاهزة ولم تركب فيه عدادات المياه رغم أن التمديدات وضعت منذ أكثر من عام ونصف، وقال إن العديد من سكان الحي المتضررين تقدموا بشكواهم إلى وزير المياه عدة مرات دون جدوى، مطالبا الشركة المتعهدة بالنظر في معاناتهم وتقديم الخدمات على أكمل وجه. ويأتي ذلك في ظل محاولات "الوطن" للحصول على تعليق من الشركة الوطنية للمياه حول هذا الأمر إلا أنها لم تستطع ذلك.