معاناة تلو الأخرى يدفع ثمنها "المواطن البسيط"؛ بسبب العشوائية وسوء التنظيم من قبل الشركة الوطنية للمياه بمباركة من متعهد نقل المياه في أحياء غرب العاصمة الرياض، حيث استيقظ الأهالي على انقطاع المياه عن المنازل؛ دون معرفة سبب ذلك، خصوصاً ونحن في فصل الشتاء!. «الرياض» تواجدت في «شيب المياه» والتقت عدداً من المواطنين الذين تساءلوا عن سبب انقطاع المياه المتكرر طوال السنة عن العديد من أحياء غرب الرياض؟، ومن وراء ذلك الانقطاع؟، مؤكدين على أن هناك «أيدٍ خفية» لها مصالح في ذلك الانقطاع، ومن هو المسؤول عن ذلك؟.. أسئلة عديدة طرحها المواطنون بانتظار الاجابة عنها من المسؤولين في شركة المياه الوطنية، ولكن السؤال الأكبر: هل ستظل المشكلة قائمة باستنزاف جيوبهم على حساب تحقيق مصالح آخرين؟. معاناة مستمرة في البداية تحدث المواطن «صالح عبدالرحمن الصقر»، وقال:»انقطع عنّا الماء لأكثر من سبعة أيام، وما زاد من معاناتنا هو حضورنا لطلب الماء من محطة تعبئة المياه بالعريجا، حيث نضطر للبقاء أكثر من يومين ونحن نتردد على المحطة دون أن نجد تعاوناً من قبل العمالة الاجنبية التي تدير المحطة، بل والغريب جداً هو عدم وجود موظفين سعوديين عدا شباب الأمن الصناعي، حيث يتولى أحدهم تسجيل الطلبات، وأخذ الجوال للاتصال لاحقاً، وهو ليس من صميم عمله!»، مشيراً إلى تفاجئه بتصريح وزير المياه والكهرباء في وقت سابق عن توظيف شباب سعوديين في محطات تعبئة المياه التابعة للشركة الوطنية للمياه، والواقع مخالف لذلك، ولازلنا نتساءل عن سبب الانقطاع المتكرر للمياه ونحن في فصل الشتاء؟، ومن وراء ذلك؟. وأضاف:»استغرب أن يكون هناك أزمة للمياه؛ ورغم ذلك نعاني من تعب وضياع للوقت والجهد، حيث نتفاجأ بوجود خمسة من الأشياب لا تعمل، وهناك أكثر من مئة طلب من المواطنين، إلى جانب قلّة سيارات نقل المياه للمنازل». مواطنون يروون معاناتهم ل»الرياض» يكفي استنزاف لجيوبنا وقال المواطن «سعد الشريدي» -من سكان حي طويق- أن معاناتنا مع انقطاع الماء مستمرة في الحي منذ سنوات، وليست هذه المرة الأولى التي نتفاجأ من ذلك، ولكن حيرتنا هذه المرة أن الانقطاع في فصل الشتاء، وما زاد من معاناتنا هو عدم وجود مسؤول يجيب ويبرر سبب هذا الانقطاع، فهل هو متعمد؟ أم غير متعمد؟.. حتى «نفهم بس»!، مشيراً إلى أنه يتردد منذ ثلاثة أيام من أجل الحصول على أحد صهريج ماء، إلاّ أن ذلك لم يكن، مقترحاً أن يضاف قيمته على فاتورة المياه حتى نتخلص من أعذار الانقطاع غير المبرر. وأضاف:»أن انقطاع المياه في فصل الشتاء غير منطقي، وأسبابه معروفة عند المواطن، ولا يمكن تجاهلها، ولكنها للأسف تستنزف جيبه، والمشكلة العظمى هو أننا نتواجد بالمحطة، ونسجّل أسماءنا، وتؤخذ أرقام هواتفنا للاتصال، ولكن دون فائدة، بل أعجب من ذلك أننا لا نجد جواباً متى يكون موعد الاتصال، ووصول صهريج الماء، حيث نمكث وقتاً طويلاً في انتظاره، مشيراً إلى أن انقطاع المياه المتكرر أوجد سوقاً سوداء تتلاعب بالمواطن، وتستنزف أمواله، حيث أصبح صهريج الماء ب 500 ريال، وربما أكثر من ذلك، وكل هذا على حسابنا، مطالباً المسؤولين في شركة المياه أن يتركوا «كراسيهم» وينزلوا إلى الميدان، والوقوف على احتياجات المواطن، والتعرف على مصدر المشكلة التي مضى عليها سنوات طويلة، وحلها، خصوصاً قبل فصل الصيف الملتهب. الأزمة مستمرة وأماكن التعبئة خالية بمحطة العريجا النمو السكني وقال «عبدالرحمن القحطاني» -يسكن بالقرب من الجسر المعلق- إن معاناتنا مستمرة طوال العام، وخصوصاً في فصل الصيف، ولكن المفاجأة هو انقطاع المياه في فصل الشتاء الذي يقل فيه استخدام المياه مقارنة بفصول السنة الأخرى، مشيراً إلى أن هناك سبب لانقطاعة، وهو سوء البنية التحتية، وعدم اهتمام المسؤولين بزيادة النمو السكني في الأحياء، واستهلاك كميات المياه عن السابق، موضحاً أنه ينتظر أكثر من ثلاثة أيام للحصول على صهريج ماء لا يكفي لخمسة أيام!. شركة المياه ويرى «سند ماطر المطيري» أن استمرار انقطاع المياه طوال العام ليس أمراً جديداً، محملاً المسؤولين في شركة المياه ذلك. وقال:»إن الميزانية بحجمها الكبير كما سمعنا لم يكن لها أثر في تغيير معاناتنا المستمرة، ويبقى السؤال: لماذا نعمد إلى السوق السوداء، ونستسلم لأصحاب صهاريج الماء لكي يأخذوا أموالنا، والدولة وفرت لنا كل شيء، بما في ذلك الماء، ولكن من وراء انقطاع الماء عن المواطن؟؟؟. أما علي أحمد الشهري، فقال:»إن انقطاع الماء عن سكنه وصل إلى أربعة أيام، رغم أننا في فصل الشتاء، فلو كنّا في فصل الصيف هل سيستمر أسابيع، مطالباً المسؤولين في شركة المياه الوطنية إلى التحرك، وعدم انتظار زيادة القوائم خلال الأيام المقبلة، وربما خلال فصل الصيف المقبل الذي من الواضح أننا سنعاني فيه كثيراً..والبركة في مسؤولين لم يخدموا المواطن!. صهريج ماء متجهاً لمنزل انتظر أياماً للاحتفاء بوصوله علي الشهري سند المطيري عبدالرحمن القحطاني سعد الشريدي صالح الصقر