أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان جاهزية بلاده لجميع الاحتمالات مع سورية، فيما أبدى حلف الناتو استعداده للدفاع عن تركيا إذا اقتضى الأمر. وأشار إردوغان إلى أن بلاده ستستخدم جميع الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن شعبها وأرضها إلى أن يتم استنفاد كل خيارات السياسة". وقال في كلمة له أمام مجلس الأمة التركي أمس، إن "قصف تركيا للأراضي السورية تركز على الأهداف العسكرية السورية وسنضرب من يضربنا"، مبررا ذلك لقيام جنود النظام السوري بقصف الأراضي التركية بالمدافع. وذكر أن تركيا فقدت خمسة من أبنائها جراء القصف السوري لأراضيها، الأمر الذي لن يبقيها مكتوفة الأيدي تجاه ذلك، متعهداً بمواصلة دعم الشعب السوري. وشن إردوغان هجوما على "حزب الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة بسبب موقفه من المذكرة البرلمانية التي أجازت للحكومة التدخل عسكريا في سورية إذا اقتضت الضرورة. وانتقد "حزب الشعب" وزعيمه قائلا "إذا كانت كرامتكم تقبل هذا فعزة نفسنا لا تقبل". وأضاف "من لا يقف موقفا وطنيا في أزمتنا هذه ويقوم بدعم النظام السوري فعليه أن يرحل عنا". وأوضح إردوغان "صبرنا كثيرا على الانتهاكات السورية على الحدود ولكن عندما قتل مواطنون رأينا وجوب التدخل". وفي بروكسل حث الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" اندريس فوج راسموسن دمشقوأنقرة على توخي ضبط النفس، معربا عن أمل الحلف في ألا يضطر للتدخل في الصراع السوري بناء على طلب من تركيا العضو في الحلف. وقال للصحفيين قبل اجتماع لوزراء دفاع حلف الناتو" بكل وضوح يمكن أن تعتمد تركيا على تضامن الناتو ولدينا الخطط الضرورية كافة لحماية تركيا والدفاع عنها إذا اقتضى الأمر. ونأمل ألا يكون ذلك ضروريا". وأضاف "نأمل أن تبدي الأطراف المعنية كافة قدرا من ضبط النفس وتتجنب تصعيد الأزمة. أعتقد أن الطريق الصحيح للمضي قدما في سورية هو الحل السياسي". كما أثنى راسموسن على أنقرة "لإبدائها ضبط النفس" حتى الآن في أعقاب "الهجمات السورية غير المقبولة تماما على تركيا". إلى ذلك دعت الصين جميع الأطراف المعنية بالتوتر على الحدود التركية السورية إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونج لي في إيجاز صحفي إن بكين تولي اهتماما كبيرا بالوضع الراهن في سورية وتأثيره على دول الجوار. وأضاف "ندعو الأطراف المعنية إلى الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة وتكامل أراضيها، وممارسة ضبط النفس وتجنب أي عمل ربما يفاقم التوتر".