قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا «ستتعامل مع أي وحدات عسكرية سورية تقترب من حدودها باعتبارها تهديداً وهدفاً عسكرياً». في حين أعلن الحلف الأطلسي تضامنه واستمراره «درس ملف إسقاط الطائرة». وأضاف: «أن موقف تركيا صائب تماماً في ما يتعلق بإسقاط سورية لطائرة تركية وإن رد فعل أنقرة على هذا الحادث يجب ألا يُساء فهمه على أنه ضعف». وفي كلمة أمام نواب «حزب العدالة والتنمية» الذي ينتمي إليه قال: «يجب أن يعلم الجميع أن غضب تركيا قوي ومدمر» و «أن قواعد الاشتباك للجيش التركي على امتداد الحدود بين البلدين تغيرت الآن». وأشار إلى أن «كل عنصر عسكري يقترب من تركيا قادماً من الحدود السورية ويمثل خطورة وخطراً أمنياً سيُعتبر تهديداً عسكرياً وسيُعامل كهدف عسكري». وندد أردوغان، في كلمة استمرت ساعة أمام نواب حزبه «بعمل عدائي» و «هجوم جبان من قبل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد» ضد تركيا. وقال: «هذا الحدث الأخير يُظهر أن نظام الأسد أصبح يشكل تهديداً واضحاً وقريباً لأمن تركيا وكذلك لشعبه». مشيراً إلى أن طائرة ال «أف - 4 فانتوم» التركية التي أسقطت كانت تقوم بمهمة تدريب في المجال الجوي الدولي وليس في المجال الجوي السوري كما تؤكد دمشق.وأكد أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، سترد «في الوقت المناسب» وب «حزم» على إسقاط طائرتها. وشدد أردوغان على أن بلاده ستواصل دعم الشعب السوري حتى سقوط نظام «الديكتاتور الدموي وزمرته» الحاكمين في دمشق. وقال: «الشعب السوري شعب شقيق. تركيا ستدعم الشعب السوري بكل الطرق اللازمة حتى يخلص نفسه من القمع والمجازر ومن هذا الديكتاتور الدموي وزمرته». وقال: «إن تركيا لن تدق طبول الحرب لكن الهجوم على طائرتها الاستطلاعية كان مستهدفاً عن عمد ولن يمر مرور الكرام». وأشار إلى إن رد فعل بلاده المتعقل إزاء إسقاط طائرة الاستطلاع يجب ألا يساء فهمه على أنه ضعف. وفي بروكسيل أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) اندرس فوغ راسموسن أن إسقاط سورية الطائرة الحربية التركية هو عمل «غير مقبول»، مؤكداً أن الحلف يقدم لأنقرة «دعمه وتضامنه» معها. وقال راسموسن أمام الصحافيين: «هذا عمل غير مقبول ونحن نندد به بأشد العبارات... لقد أعلن الحلفاء دعمهم القوي وتضامنهم مع تركيا»، موضحاً أن الحلف لا يزال «يدرس» الملف. وتابع أن «أمن الحلف الأطلسي لا يتجزأ ونحن إلى جانب تركيا بروح من التضامن القوي». وكان راسموسن يتحدث في أعقاب اجتماع طارئ للحلف في مقره في بروكسيل على مستوى سفراء الدول ال28 الأعضاء. مضيفاً: «سنواصل المتابعة عن كثب وبقلق كبير للتطورات على الحدود الجنوبية الشرقية للحلف». وعقد اجتماع الحلف بناء على طلب من تركيا التي استندت إلى المادة الرابعة من معاهدة الحلف التي تنص على أنه بإمكان أي بلد عضو في الحلف الأطلسي أن يرفع إلى مجلس الحلف مسألة لمناقشتها مع باقي الأعضاء عندما يعتبر أن ثمة تهديداً لوحدة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه. وهي المرة الثانية فقط في تاريخ «الأطلسي»، الذي تأسس في 1949 التي يعقد فيها اجتماع بناء على البند الرابع، وكانت المرة الأولى في 2003 حين عقد اجتماع بطلب من تركيا أيضاً للبحث في الحرب على العراق. وأتاح الاجتماع لممثل تركيا أن يعرض حادث الجمعة وللحلفاء أن يدلوا بتعليقاتهم. واعتبر راسموسن أن الهجوم على الطائرة الحربية التركية «مثال إضافي لعدم احترام سورية للقوانين الدولية وللسلام والأمن وللحياة البشرية»، لكنه لم يأت على ذكر الخيار العسكري. وفي حين أن الحلف دعم تركيا فإنه حاول أن يتعامل بحرص مع الواقعة لتوجسه من تفاقم الصراع الذي لا ترغب الحكومات الغربية في التدخل فيه عسكرياً خشية اندلاع حرب طائفية بالمنطقة. وقالت كلارا مارينا أودونيل، الزميلة في معهد بروكينغز في واشنطن، «ليست هناك رغبة تذكر من الحلف لخوض ما نصفها بحرب الأهواء». وفُسرت دعوة تركيا للتشاور بموجب المادة الرابعة بدلاً من طلب المساعدة العسكرية بموجب المادة الخامسة للدفاع المشترك أن أنقرة تأمل أيضاً في الإحجام عن إذكاء الصراع. وقالت أودونيل: «هذا مؤشر من تركيا على أنها لا ترغب كثيراً في أن تسلك المسار العسكري في هذه المرحلة. إنها تحاول عدم تصعيد الوضع». وشدد راسموسن، بعد مشاورات سفراء الحلف، على إن المادة الخامسة لم تناقش. وقال: «توقعاتي الواضحة هي عدم استمرار التصعيد... أتوقع أن تتخذ سورية كل الخطوات الضرورية لتجنب مثل تلك الأحداث في المستقبل في ما يتعلق بالتطورات في المنطقة». وفي رسالة إلى مجلس الأمن أدانت تركيا «العمل العدواني الذي قامت به السلطات السورية ضد الأمن القومي التركي»، قائلة إنه يشكل «تهديداً خطيراً للسلام والأمن في المنطقة».